تخفيض الرواتب يؤجج الشارع… قاطيشا لباسيل: خفف سفراتك بالأول!

بعد أن ألقى وزير الخارجية جبران باسيل "فتيشة" تخفيض معاشات الموظفين وأخذ مهمة الإعلان عن هذه الإجراءات على عاتقه مبرراً الخطوة بأنها ضرورية "وإلّا لن يبقى معاش لأحد"، بدأت التحركات الميدانية لبعض فئات موظفي القطاع العام للاحتجاج والتحذير من أي مساس بمعاشاتهم في مشروع الموازنة الجديدة المنتظر درسها واقرارها.

منذ أسابيع نسمع تلميحات عن “اجراءات موجعة” ستأخذها الدولة كي تدعم السياسة التقشفية التي ينادي بها أقطاب السلطة للخروج من الأزمة الإقتصادية ولتخفيض العجز في الميزانية العامة، في مقابل تأكيدات عن أن لا ضرائب جديدة والإجراءات لن تمس بجيوب المواطنين. ولكن مع الانتهاء من اقرار خطة الكهرباء والتفرغ للموازنة، بدأت تخرج الطروحات “الموجعة” الى العلن، وتبين أن جيوب المواطنين هي أول من سيمس.

هذه الطروحات أرخت بظلالها على الشارع، حيث تجمع بعض العسكريين المتقاعدين في نقاط مختلفة، وقطعوا الطرقات استنكارا ورفضا لخفض رواتبهم ومستحقاتهم. وتحدث عدد منهم فطالبوا “الدولة بعدم المس برواتبهم والا سيكون هناك كلام اخر”.

اقرأ أيضاً: باسيل في زيارة مفاجئة لروسيا: ما الذي تغير بعد رفات كوهين؟

وفي جانب آخر، أعلنت هيئة التنسيق النقابية الإضراب العام يوم غد الأربعاء، ودعت الى الإعتصام في ساحة رياض الصلح لقطع الطريق عن أي محاولة للمس بسلسلة الرتب والرواتب الذي يحملها البعض مسؤولية العجز الحاصل في الدولة، لا سيما من الهيئات المصرفية والاحتكارية وتكتل أصحاب المدارس الخاصة، كما قالت الهيئة في بيانها.

وحملت الهيئة الحكومة والكتل النيابية مسؤولية الشلل التام الذي سيصيب مؤسسات الدولة ومرافقها العامة وتعطيل العام الدراسي إذا فكروا بالمساس بالسلسلة والتقديمات الإجتماعية ونظام التقاعد.

اضافة الى ذلك، دعا تجمع العاملين في البلديات في لبنان الى اضراب عام تحذيري غداً أيضاً في كل البلديات، بعد النظر بما يصدر من تصريحات وتلميحات تقضي الى المساس برواتب الموظفين وحقوقهم وتأميناتهم الإجتماعية.

هذا المشهد يؤكد ما قاله الرئيس نبيه بري بأن هذا الشهر هو شهر حساس ومصيري، وكان بري قد رد على كلام باسيل الملمح الى تخفيض معاشات الموظفين بـ”قطفة” شعبية، برفضه المساس بمعاشات الموظفين، وتفضيله للبدء بتخفيض معاشات الوزراء والنواب، وهو ما ختم به باسيل حديثه عن الموضوع، تحت شعار “ضربة عالحافر وضربة عالمسمار”.

هكذا قرار اذا تم السير به، سيحتاج الى توافق بين كافة الأطراف وليس باسيل وحده، لا سيما طرف التسوية الرئاسية الآخر تيار المستقبل. وفي هذا الشأن علمت “جنوبية” أن الرأي بهذا الطرح سيكون موحداً، وقد تتطرأ اليه الكتلة في اجتماعها الدوري اليوم في بيت الوسط، وتعلق عليه في بيانتها الختامي.

اقرأ أيضاً: رسالة إلى بري ونصرالله: فرنسا تتبنى «خط هوف» وتربطه بـ«سيدر»؟

القوات “ضد”

وفي انتظار تصريحات الأحزاب الأخرى، أكد النائب عن كتلة الجمهورية القوية وهبي قاطيشا، في حديث لجنوبية أن القوات “ضد ضد ضد” المس في جيوب الفقراء، مضيفاً: “المتقاعدون العسكريون هم من الفقراء ولن نسمح بالمس بهم”.

وهبة قاطيشا

وقال: “فليلاحق الوزير باسيل منابع الهدر من فوق، لا أن يعالجه على حساب “المعترين”، وليخفف سفراته الى الخارج”.

وأشار الى أن على الدولة أن تمسك بمقدراتها أولاً، وثانياً عليها أن تمنع الهدر من خلال التلزيمات، وأن تضبط حدودها، فالدولة ليست موجودة في أي مكان، عليها فقط أن تكون موجودة، مضيفاً: “لدينا أموال كثيرة في الدولة ولكن من المؤسف أنه مسروق ومنهوب ومهمل”.

وعن امكانية السير بهذا الطرح في آخر المطاف، قال قاطيشا: “نحن سنقف بوجهه، وهذا توجه القوات الرسمي، وسنتكلم مع حلفائنا للسير معنا بالرفض، والتيار الوطني الحر “يسطفل”.

السابق
«دَهَاءُ شبكات التّواصل الاجتماعي»: كتابٌ يكشف عن مخاطر التطبيقات الالكترونية
التالي
محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (6): «فيتو» يحرم الشيخ محمد كنعان من رئاسة المحاكم