من يعمل لصالح المافيات؟ قريب الأسد أم هذا الصحافي؟

مافيا الاسد

اعتقلت قوات الأمن التابعة للنظام السوري، الصحافي محمد هرشو، صاحب امتياز أحد المواقع الإلكترونية الموالية للأسد، لمجرد نشره خبراً يتعلق بنية الحكومة رفع سعر البنزين.

وعلّق الموقع الإلكتروني على حادثة اعتقال صاحب امتيازه، الأربعاء، قائلا إن الرجل اعتقل بطريقة أظهرت كما لو أنه “ارتكب جرماً خطيراً”.
ووفق مصادر مختلفة، فإن وزارة نفط النظام السوري، قد تقدمت بادعاء بحق الصحافي محمد هرشو أدى لاعتقاله، بتهمة “إرباك الرأي العام” متوجهة باتهام للموقع الالكتروني ذاته، بأنه “يعمل لصالح مافيات”.

ورفض الصحافي المذكور سحب خبر نية حكومة النظام، رفع سعر مادة البنزين، حسب ما أوضحه موقعه المتّهم بالعمل لصالح مافيات، ووفق اتهام وزارة نفط النظام.

من هو الذي يعمل لصالح مافيات؟
وتسرّبت أنباء لم تتأكد بعد، في الساعات الأخيرة، عن إطلاق سراحه بعيد التحقيق معه، خاصة بعد أن تم التأكد من أن ناشر الخبر الأصلي، عن نية حكومة النظام رفع سعر البنزين، هو صحيفة (الوطن) المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورجل الأعمال المعاقب دوليا لقضايا فساد ودعمه ميليشيات النظام السوري.

اقرأ أيضاً: ساعة الأسد تدق ورئيسان وضعا ملف سوريا في «الجارور».. واتفقا على المليارات!

وعرف في هذا السياق، أن وزارة نفط النظام، في سوريا، قد وقعت “في حرج” حسب مصادر، عندما اعتبرت أن نشر خبر رفع سعر البنزين، وراءه “مافيات” تتلاعب بسعره، ثم يظهر مصدر الخبر الأصلي، وهو صحيفة (الوطن) المملوكة لواحد من أقرباء الأسد مدرج على لائحة عقوبات أوروبية وأميركية.

وقال الموقع الإلكتروني للصحافي المعتقل، إنه تم إلقاء القبض عليه “وإيداعه في السجن دون أن يكون هناك جريمة منصوص عليها في القانون”.

صحافي في قصر الأسد يتدخّل
وتدخّل القصر الجمهوري للنظام، عبر مكتبه الصحافي، في الأزمة التي أثيرت حول خبر رفع سعر البنزين وملابسات الجهة الأصلية الناشرة للخبر.

وقال الصحافي السوري رضا الباشا، على حسابه الفيسبوكي، إن أحد الأشخاص، ولم يسمّه، لكنه أشار إليهم بأنه يعمل “في المكتب الإعلامي للقصر (الجمهوري)” قد روّج عليه شائعة “زرع الفتنة في البلاد”. حسب فيديو ظهر فيه الباشا مستعرضاً سياق خبر رفع البنزين وأن صحيفة (الوطن) هي صاحبة الخبر الأصلي.

وكان الباشا قد أشار في تدوينة على حسابه، إلى أن (الوطن) هي صاحبة خبر رفع سعر البنزين، بعدما اتّهمت وزارة نفط النظام، موقعا مواليا هو (هاشتاج سوريا) بالعمل لصالح “مافيات” ثم اعتقلت صاحب امتيازه.

ويشار إلى أن اتهام وزارة نفط النظام، للموقع المذكور، بالعمل لصالح مافيات، لنشره خبرا عن رفع سعر البنزين، لم يُوجّه لصحيفة (الوطن) المملوكة لعائلة الأسد، بصفتها الناشر الأصلي للخبر المذكور، وهو ما أشار إليه الصحافي رضا الباشا، فتعرّض لحملة (تخوين) وصلت حد اتهامه بأنه تم “تجنيده منذ عام 2013” ضد نظام الأسد وبأنه “تم زرعه في سوريا”، حسب ما قاله عبر فيديو التقطه لنفسه، ونشره على حسابه الفيسبوكي، الأربعاء، مطالباً الصحافي الذي يعمل في المكتب الإعلامي لقصر الأسد الجمهوري “بالقليل من الأخلاق”.

ولم تعلّق صحيفة (الوطن) بصفتها ناشرة الخبر الأصلي، على كل ما أثير حوله وتسريبها نية حكومة الأسد رفع سعر البنزين، وتأثير ذلك على السوق التي يمكن أن يرتفع فيها السعر بشكل فوري، مما يعني تأمين أرباح هائلة لأصحاب محطات الوقود، وهو ما يظهر جلياً، في اتهام وزارة نفط النظام لموقع (هاشتاج سوريا) بالعمل لصالح مافيات، فيما لم تتوجه بذلك الاتهام، بحق صحيفة (الوطن) المملوكة لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، مع أنها ناشرة الخبر الأصلي.

وكان القضاء السويسري قد قرر الإبقاء على تجميد أموال رامي مخلوف، عام 2017، بعدما رفضت المحكمة الفيدرالية الاستئناف الذي تقدّم به.

وأيدت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي، عام 2018، الإبقاء على عقوبات مفروضة على رامي مخلوف، بعد سلسلة إجراءات اتخذها الاتحاد الأوروبي بحقه، بدأت مع عام 2011 عندما منعه من الدخول أو التنقل على أراضيه، وقام بتجميد أمواله منذ ذلك التاريخ. أما الإدارة الأميركية فإنها أدرجت رامي مخلوف على لائحة عقوباتها منذ عام 2008، بتهم تتعلق بالتربح غير المشروع على حساب بقية السوريين.

السابق
واشنطن – طهران: عناق «الشياطين»
التالي
قبيسي: مستعدون لتقديم اي مساعدة لأي شخص يريد الاستثمار في الجنوب