الوفد اللبناني في اميركا يلمس تشددا ازاء حزب الله

نقل مراسل “النهار” في واشنطن هشام ملحم عن النائب ياسين جابر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب نفيه بشدة التقارير الصحافية والتسريبات التي تحدثت عن عزم وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين على فرض عقوبات أقتصادية على مقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري بسبب علاقاته الوثيقة مع “حزب الله” وايران. وقال النائب جابر في حديث الى “النهار” عقب اجتماعه ورئيس لجنة المال النيابية ابرهيم كنعان ومستشار بري علي حمدان مع مساعد وزير الخزانة لشؤون التمويل الارهابي مارشال بيللينغسلي: “لا أساس من الصحة لهذه التقارير، ولا نتوقع أي اجراءات عقابية ضد الرئيس بري أو أي من نواب كتلته أو مساعديه”. لكنه لم ينف انه سمع من المسؤولين الاميركيين بمن فيهم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير الاميركي السابق في بيروت ديفيد ساترفيلد مواقف أكثر تشدداً من “حزب الله” وقياداته ونشاطاته في لبنان والمنطقة، وذلك في اطار التركيز الاقليمي المتزايد لادارة الرئيس دونالد ترامب على التصدي لايران والقوى المتعاونة معها في لبنان وسوريا والعراق. وكانت مصادر اميركية قد أفادت ان وزارتي الخارجية والخزانة تراجعان سجلات بعض الشخصيات النافذة المتحالفة مع “حزب الله” تمهيدا لمعاقبتها.

وكان الوفد الذي يضم جابر وكنعان وحمدان للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد الدولي في المؤتمر البرلماني العالمي، قد التقى في اليومين الاخيرين أيضاً عدداً من المشرعين الاميركيين في مجلسي الكونغرس ومن الحزبين، بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب أليوت انغيل، المعروف بمواقفه المتشددة عن ايران و”حزب الله”. كما التقى اعضاء نافذين في مجلس الشيوخ بينهم السناتور الديموقراطي جاك ريد عضو لجنة القوات المسلحة ولجنة الشؤون المصرفية، والسناتور الجمهوري جيمس لانكفورد عضو لجنة الشؤون المالية ولجنة الاعتمادات. وسبق لجابر ان اجتمع بالسناتور لانكفورد خلال زيارته الاخيرة للبنان.

وأوضح جابر ان الوفد اللبناني وجد ان المسؤولين الاميركيين حريصون على عدم اتخاذ أي اجراءات يمكن ان تضر بالقطاع المصرفي اللبناني لان هذا القطاع هو “شريان الحياة” بالنسبة الى لبنان، وأن الوفد اشار الى ان التكهنات أو التقارير الصحافية والتسريبات التي تتحدث عن اجراءات اميركية عقابية لمؤسسات لبنانية بما فيها المصارف تؤثر سلباً على علاقات هذه المصارف مع المصارف الدولية وتقوض الثقة الدولية بالقطاع المصرفي اللبناني. وفي الاجتماعات مع السناتورين ريد ولانكفورد عرض الوفد الوضع الامني على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية وضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار. كما اثار الوفد رغبة لبنان في ان تساعد الولايات المتحدة من خلال العمل مع الامم المتحدة على ترسيم الحدود المائية مع اسرائيل بصفة نهائية ليتاح للبنان التنقيب عن النفط والغاز في شكل آمن.

اقرأ أيضا: عقوبات أميركية وشيكة على نبيه برّي وحركة أمل؟

وقال جابر إن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ومساعديه يتفهمون أكثر من السابق مدى العبء الاقتصادي للنازحين السوريين، “كما ان هناك تفهما أكثر لضرورة مساعدتنا على ترسيم الحدود المائية مع اسرائيل من خلال الامم المتحدة”.

وفي لقاء الوفد وساترفيلد أمس، علم ان المحادثات تركزت على نقطتين اساسيتين هما ترسيم الحدود البحرية وتسهيل عودة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا. وقال جابر لـ”لنهار” إن الاجتماع مع ساترفيلد “كان صريحاً للغاية ” وان سارتفيلد شدد على ضرورة التزام لبنان تنفيذ الاصلاحات. وشرح جابر انه لمس في موضوع ترسيم الحدود البحرية ان هناك استعداداً اميركياً أكبر للمساهمة، أما في ملف النازحين السوريين فيعتبر ساترفيلد ان الجو في سوريا ليس جاهزاً بعد للعودة وان الروس لا يقومون بما يكفي لذلك.

(المركزية)

السابق
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 نيسان 2019
التالي
محتجو السودان: لن نفض الاعتصام قبل “تسليم السلطة”