«الهيبة»… عن أي نجاح تبحث؟!

الهيبة
للسنة الثالثة على التوالي، سيدخل الجهور مع كاميرا المخرج سامر البرقاوي أرض بلدة "الهيبة" المفترضة في منطقة البقاع اللبنانية، لينقل أحداث الجزء الثالث من مسلسل أثار الجدل، فكثرت التساؤلات عن الحصاد الذي ينتظره العمل في الموسم المنتظر؟!

مغامرة اختارتها شركة “الصبّاح” للدخول إلى غمار البقاع اللبناني من بوابة مسلسل أجنبي يحمل اسم “Narcos” والذي قدّم أسطورة تاجر الحشيش والمخدرات بابلو اسكوبر، لكن عبر ملامح محلية بتصوّر قرية مفترضة على الحدود السورية اللبنانية تنشط في التهريب وتجارة السلاح.

كتب السوري هوزان عكو نص الجزء الأول محاولاً تقديم دراما مشتركة قابلة للإقناع قدر الإمكان، ما برر بشكل جزئي وجود ممثلين سوريين يتصدرون البطولة في الجزء الأول ويتحدثون اللكنة الشامية إلى جانب أولاد عمهم اللبنانيين الذين يتحدثون لهجة أهل بعلبك بطلاقة.

خلل اللكنات جرى تجاوزه جزئياً من خلال أسماء النجوم الحاضرين في المسلسل، فتصدرت الممثلة السورية القديرة منى واصف قائمة نجوم العمل في جزئه الأول، وتوجهت الأنظار إلى أداء الفنان السوري تيم حسن في زعامة المسلسل وبلدة “الهيبة” معاً، كما ساهم الموسم الأول في صناعة شهرة ممثلين تميزوا بأداء لافت كعبدو شاهين وأويس مخللاتي وروزينا لاذقاني.

اقرأ أيضاً: أخطاء «الموركس دور»: البث المباشر يكشف المستور!

وبعد النجاح الذي فاق التوقعات، قرر صنّاع المسلسل في آخر حلقاته إعلام الجمهور بوجود جزء ثانٍ ينتظرهم بعد عام، وهنا بدأت التغييرات تظهر والأسماء تتصارع على كسب الحضور في الهيبة.

تقليص لمساحة الدور الأنثوي، دفع بالفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم للانسحاب من بطولة الجزء الثاني، عبر حيلة اتبعها القائمون على العمل بالعودة في الأحداث إلى الخلف أي قبل انطلاقة أحداث الجزء الأول بعدة سنوات، غادر بعدها الكاتب هوزان عكو المسلسل واستلمّ دفة النص المخرج المساعد بسام السلكا، الذي سبق له وأعد ّ نص مسلسل “نص يوم” قبل ذلك بعامين.

أبحر باسم السلكا عكس التيار وأقحم برؤية شركة الإنتاج حصة لبنانية كبيرة من الممثلين الذين بدا تواجدهم لملأ الفراغ وإتمام طول الجزء الثاني ليتمّ حلقاته الثلاثين. فبدا الموسم الثاني منفصلاً عن سابقه، إضافة للعودة بالزمن الى الوراء، ظهر الانفعال على أداء غالبية الممثلين ولا سيما الفنان تيم حسن في بعض المشاهد المبالغ فيها من ناحية الاكسسوار وطريقة الكلام وطريقة التصرف، فغاب الإيقاع الضابط لسير الحدث، إلا أن وجود الممثلة منى واصف ولعب الفنان اللبناني عبد المجيد مجدوب لدور الزوج والد جبل، بنى حالة نسبية من التوازن أمدّت بعمر المشاهدة.

لكنّ الاستثمار في النجاح لم يتوقف، وحمّى “باب الحارة” وصلت إلى “الهيبة”، وكيف لا والجماهيرية التي حظي بها الفنان سامر المصري في شخصية “أبو شهاب” قبل عشر سنوات تكررت مع الفنان تيم حسن بشخصية “جبل” مع مساهمة مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة انتشار صيت “جبل” ما أثار حالة من التقليد لحركات جبل وعباراته الشهيرة لآلاف الأطفال والشباب العرب.

اقرأ أيضاً: «ما فيي» وجبة عاطفية مجبولة بالسذاجة والرسائل

وانطلاقاً نحو الموسم الثالث، بعد استبدال موقع البطولة لصالح الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور التي تُدخل الهيبة بدور جديد كإعلامية يغرق البطل “جبل” في حبها وتتغير مسارات حياتها بعد دخولها القرية.

المثير للغرابة في المواسم السابقة وما قد يستمر في ثالثها “الحصاد” هو استمرار الاتكاء على قاعدة فرض العضلات في منطق القوة، فحيث يغيب التصعيد الدرامي نلاحظ أنماطاً من التشبيح اللفظي والجسدي الغير مبرر والمستخدم في إطار الإثارة.

وهنا ليس القصد رجم مجتمع معين على أفعاله وهيمنته الاجتماعية وفق النظام العشائري، بقدر تكريس منطق أخذ الحق بالذراع وتكريس لغة السلاح فوق القانون والسلطة، ما يعني هرباً للأمام نحو إسقاطات غير متوازنة لا هدف منها سوى تصدير “الهيبة” كعمل جماهيري.

فعن أي نجاح يبحث المنتجون، و”الهيبة” ما عاد سوى أسلوب منمّق من تكرار للتشبيح ليس إلا؟!

السابق
توقيف أحد أخطر رؤساء عصابات سرقة السيارات الناشطة شمالاً
التالي
مخالفات المستشفى الحكومي في صيدا… أيضاً وأيضاً