مروان خوري يلعب على أوتار الفنّ والسياسة

مروان خوري
منذ انطلاقته كملحن وشاعر غنائي، تعرّف الجمهور العربي على الفنان اللبناني مروان خوري كفنان يرسم طريقه الخاص ويضيف لمسة استثنائية على أعماله، قبل أن يحترف مروان الغناء ويطلّ منذ عامين كمقدم برامج، ومؤخرأ كعضو لجنة تحكيم.

لا يختلف أحد على التميّز في ما يقدمه من مروان من أعمال، في ظل التنوع الذي يقدمه ضمن أنواع غنائية متعددة، وعبر ثقافة موسيقية عالية، ينتقي مروان الأغنية ويضيف اليها إحساسه العالي، وحين تحقق نجاحاً واسعاً يكتشف الجمهور أن الصانع الخفي لهذا السحر هو مروان.

ما سبق، أثار جاذبية شركات الإنتاج للاستثمار في اسم مروان وتكليفه مهمة صناعة شارات موسيقية لمسلسلات درامية، غنّى مروان بعضها وقدّم البعض الآخر منها لنجوم بارزين على الساحة الفنية، فارتبط ذكر المسلسل في ذهن الجمهور بالشارة الخاصة والمقدّمة الموسيقية الغنائية التي صنعها مروان.

وعلى سلم الشهرة صعد مروان عبر دخوله عالم الغناء من بوابة شركة روتانا وتقديمه لأغنيات كان أشهرها انطلاقته في أغنية “كل القصايد”، لكن الإحساس الأكبر برز حين أدى مروان أغنيات كان منحها لفنانين آخرين وهذا ما أوقعه في مشكلات أحياناً لا سيما مع الفنانة إليسا.

اقرأ أيضاً: أخطاء «الموركس دور»: البث المباشر يكشف المستور!

قبل عامين، اختار التلفزيون العربي مروان ليقدّم برنامج غنائي يحمل اسم “طرب مع مروان” وخلال 13 حلقة استضاف مروان في الموسم الأول مجموعة من المطربين والموسيقيين العرب ودعم عدداً من المواهب الشابة في مجال الغناء، وذلك ضمن خيارات مواضيع موسيقية مهمة كالموشحات والتراث الفلسطيني والمقامات الغنائية، والغناء الصوفي وإلى ما ذلك من تعريفات موسيقية غائبة عن ذهن المشاهد العربي جرى ربطها بحضور أصوات معروفة بمسارها الفني المستقل.

لكن الأمر اختلف في الموسم الثاني من البرنامج والذي حمل صبغة تجارية تسويقياً باستضافة مجموعة من الفنانين النجوم أصحاب الأرقام المرتفعة في المشاهدة والحضور الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فقدّم مروان حلقات كاملة بطلها ضيف أوحد مثل وائل جسار ونوال الزغبي، كما أفسح المجال لظواهر غنائية مباغتة في الحلول كضيوف على البرنامج مثل الفنان المصري آبو، والعراقي سيف نبيل.

بالمقابل، تمسّك مروان خوري بصورة الباحث عن الفن الأصيل عبر حضوره لأول مرة كعضو لجنة تحكيم في برنامج “الزمن الجميل” على قناة أبوظبي، وهو أول برنامج مواهب في الوطن العربي يعني بالأغنيات الطربية ويكرّم في حلقاته مجموعة من مطربي الزمن الجميل من لبنان ومصر والخليج عبر تخصيص أغنيات المتسابقين من أرشيف الفنان المكرّم.

اقرأ أيضاً: فن تسويق الأعمال الدرامية يتحكم بذوق الجمهور

ومع تزامن عرض برنامجي “طرب مع مروان” و “الزمن الجميل” معاً على قناتين متضادتين سياسياً بين الدوحة وأبوظبي، يثير مروان الجدل حول صوابية خياراته خاصة بعد منعه سابقاً من الغناء في السعودية إثر ظهوره على قناة العربي، ومن ثم سفره إلى دمشق الصيف الماضي لإحياء حفل في قلعة دمشق شكر خلاله رأس النظام السوري.

فهل يتقن مروان خوري اللعب على خيوط المرحلة؟ وهل يقنع الجمهور في فصله بين السياسة والفن، وبين الفن الحقيقي والفن الرائج؟!

السابق
عطيه أصدر تكليفاً خاصاً لإجراء تحقيق في توظيفات المستشفيات الحكومية
التالي
السيد من مجلس النواب: الأجوبة الحكومية لم تكن مقنعة