الحديث عن قوننة زراعة الحشيشة زاد عدد المدمنين والمتاجرين

لقد فُتِح منذ سنة في لبنان- وخصوصاً في البقاع اللبناني- فُتِح سباق الحديث عن قوننة زراعة نبتة القنب الهندي المعروفة بـ"حشيشة الكيف". وفتحت الحديث عنها أكثر من جهة قبيل وبعد الانتخابات النيابية الفاشلة الأخيرة.

الذين تحدثوا عن ذلك في منطقة البقاع قبل الانتخابات في المهرجانات الخطابية لاحظوا وضعية المنطقة التي تنتشر زراعة هذه النبتة فيها على مساحة مئات آلآف الدونومات، ويعمل فيها وينتفع بوارداتها المحرمة مئات الآلآف من العائلات وتتسبب بدمار ملايين البشر من خلال سوء استخدامها داخل البلد وخارجه، فأراد المثيرون للحديث حول قوننة حشيشة الكيف استقطاب كمٍّ كبير من الأصوات المُرجِّحة في المعركة الانتخابية.

ولما لم يحقق الحديث عن قوننتها غاياته لكل من تحدث عن ذلك قبل الانتخابات جاءت الوعود بقوننتها بعد الانتخابات تمهيداً للانتخابات المقبلة، وقد لا يحقق ذلك الغايات في الانتخابات المقبلة فيبقى للانتخابات التي بعدها ويمكن للتي بعدها، ولكن المؤسف من كل هذا الكلام هو أن عدد المدمنين على تعاطي مختلف أصناف المخدرات وعدد المتاجرين به قد زاد منذ الحديث عن هذه القوننة وغدا الحديث عن القوننة سلاحاً يتذرع به التجار ورؤىساء المافيات لإقناع العملاء والزبائن لمضاعفة عدد المدمنين والمتاجرين، وبقي المردود المتوقع من القوننة للدولة اللبنانية وساستها صفراً وللتجار الكبار بملايين الدولارات، وللمدمنين كان المردود بزيادة عدد سجناء التعاطي في السجون اللبنانية.

اقرأ أيضاً: هذه هي نبتة الحشيشة المدلّلة وغبارها النفيس وعجينتها السحريّة

والمفجع أن زيادة المدمنين والمتاجرين تكاد نسبياً تنحصر بالمناطق الشيعية وأن عدد السجناء بجرم التعاطي والمتاجرة تقريباً سبعون بالمئة هم من الشيعة، فهل حُلَّت من السياسيين الانتهازيين والاستغلايين أزمة الشباب والاقتصاد بالحديث الانتخابي عن قوننة هذه النبتة؟

المشكلة الكبرى أن محور الإدمان الأكبر والاتجار الأكثر هو في المناطق ذات الصبغة الشيعية وهذا المحور يتستر ويحتمي بعمامة وعباءة أمين عام حزب الله، ولا ندري هل هذا الأمر يأتي في مساعي الحزب للحصول على العملة الصعبة في المرحلة الراهنة تحت عنوان الضرورات تبيح المحظورات حيث الحصار المالي والنقدي أخذ من الحزب مأخذه.

وكما تفعل وكانت تفعل جمهورية الإسلام المحمدي الأصيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية زمن الحصار الاقتصادي سابقاً وحاضراً.

فرؤساء مافيات التجارة بالمخدرات يسكنون مدينة العلم والاجتهاد في إيران وهي مدينة “قم المقدسة” وبجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام بحسب تقارير وردتنا من مقيمين في هذه المدينة المقدسة.

فهؤلاء – أي المشرفون على تجارة المخدرات واستقطاب العملات الصعبة عن طريق ممرات آمنة من العراق وأفغانستان – هؤلاء يعيشون بين الفقهاء والمجتهدين والمرجعيات القمية ويتصبحون بهم يومياً ويحيونهم صباحاً ومساءً، فهل ينتهج حزب الله في لبنان نفس المنهج للحصول على العملات الصعبة في زمن الحصار النقدي والمالي وتشديد الرقابة المصرفية المحلية والدولية عليه؟

اقرأ أيضاً: تشريع الحشيشة في لبنان… بين المنافع والمخاطر

فالمنطقة التي تسمى بحسب التقسيمات التنظيمية بالقطاع الأول في بيروت عند الحزب وهي منطقة حي السلم أو حي الكرامة هي المنطقة الأكثر شهوداً لعمليات التعاطي والمتاجرة بالمخدرات من بين سائر المناطق الشيعية، وإن كان للمناطق الأخرى حصتها.

فحزام البؤس هذا، أصبح أيضا حزام عصابات الاجرام التي يقودها مافيات المخدرات، تقتل وتسرق وتشكل شبكات دعارة من سوريين ولبنانيين، وما على المواطن الا ان يراقب البيانات الصادرة عن القوى الأمنية، حتى يتأكد من هذه الحقيقة المؤلمة.

السابق
محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (1): مهاجمة من لا يؤمن بولاية الفقيه
التالي
النائب خريس لـ«جنوبية»: الضغوطات الأميركية على «أمل» لن تغيّر من ثوابتنا