الحرب كردّ على خنق أميركا لإيران: من لبنان لا من العراق

حرب حزب الله اسرائيل
السؤال الذي يطرح اليوم، ماذا لو قررت إيران الرد على سياسة العقوبات الأميركية الخانقة بالحرب فمن أين ستبدأ بطلقتها الأولى ولماذا؟

احتمالات الرد العسكري على تشديد العقوبات الأميركية على إيران واذرعها، تبقى واردة ومن ضمن الاحتمالات التي تلوّح بها طهران، وألمح لها أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وعلى رغم التهيب الإيراني حيال القيام بأي خطوة عسكرية تجاه القوات الأميركية أو اسرائيل، فإن شدّ الخناق على إيران واذرعها في لبنان والعراق وسوريا، سيدفع محور المقاومة الى الردّ، وهذا ما قاله نصرالله عندما تحدث عن رد “المحور” كله وليس طرفا واحدا فيه.

لكن يبقى السؤال ما هي الساحة التي يمكن أن تكون منطلقا الرد، وتسمح لطهران باستثمارها سياسيا، من دون أن تتعرض حدودها واراضيها لمخاطر كبرى؟

يرجح متابعون للسياسة الايرانية أن الأولوية الإيرانية هي في محاولة خلق أزمة تشغل واشنطن وتربكها في دولة من دول المنطقة، وهذا البلد يجب أن لا تكون طهران مسيطرة عليه أو يخضع لها. وهو الخيار المثالي الذي يلائم سياسة طهران ومصالحها.

واذا لم توفّق القيادة الإيرانية لمثل هذا الخيار، يبقى أمامها في لحظة الاحراج الشديد امّا الاستسلام وهو غير وارد في حسابات النظام في طهران، أو الحرب والمواجهة من خلال اذرعها في العراق ولبنان.

المصادر عينها ترجح لبنان كمنطلق للردّ، وساحة تُقدّر طهران أنها تستطيع من خلالها تشكيل قوة ضغط على اسرائيل، وبالتالي واشنطن. أما استبعاد العراق كساحة للردّ، فالسبب أن الانتشار الأميركي في العراق محدود ومركّز في عدة قواعد بعيدة عن المدن وعن السكان، واستهداف هذه القواعد دونه عوائق كثيرة، منها أن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والقريبة من ايران، لن تسمح لطهران بتوريطها في مواجهة مع واشنطن، بل سينظم معظمها الى صف واشنطن، من دون المغامرة بالوقوف الى جانب الحرس الثوري.

إيران ايضا لا تريد المغامرة في تفجير أزمة في العراق، لأنها لن تضمن عدم انجرارها الى داخل إيران، التي تعاني اصلا من أزمات تتصل بالاكراد والعرب الإيرانيين الذين يقيمون على حدودها مع العراق، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي فيما لو وجدوا فرصة للانقضاض على السلطة الإيرانية في مناطقهم في الاهواز وفي كردستان الإيرانية.

اقرأ أيضاً: خطاب نصرالله: قائد المقاومة تجاهل الجولان و«الرفات»…وتذكّر تخوين العرب!

الحرب من لبنان، فيما لو قرر محور المقاومة الرد، سيكون الخيار الأنسب لايران، فالقدرة على إيذاء العدو الإسرائيلي تبقى أكثر بكثير مما يمكن أن تؤذي به إيران القوات الأميركية في العراق، فالصواريخ التي يمتلكها محور المقاومة في لبنان كفيلة بتدمير مئات المنشآت الإسرائيلية كما يكرر دائما العديد من قياديي حزب الله، وهذه القدرة وفي معزل عن حجم الرد الإسرائيلي وطبيعته، يتيح لايران أن تظهر قدرة محور المقاومة على التحرك والإيذاء للعدو، لكن يبقى دون هذه الخطوة مخاطر استراتيجية أولها هو مدى استجابة النظام السوري لمثل هذه الخطوة، وهل سيغامر الأسد في دعم حزب الله أم سيلوذ بروسيا؟ والأهم هل أن طهران التي ستبدأ الحرب ستجد من يعينها ويعين حزب الله فضلا عن لبنان كله على إنهائها؟

هذا السيناريو يراه البعض انتحاريا، في ظل المواقف الدولية والإقليمية المحيطة بإيران ومحورها، ويراه بعض المقاومين استشهاديا، باعتبار أن القضية الأساس التي قام من أجلها محور المقاومة ولا سيما حزب الله هو تحرير القدس ولو حبوا على الثلج..أو الجمر…

السابق
خطاب نصرالله: قائد المقاومة تجاهل الجولان و«الرفات»…وتذكّر تخوين العرب!
التالي
صواريخ إيرانية وغضب أميركي والحريري خائف من السيناريو اليوناني