قرى الجنوب والبقاع تحولت إلى منطقة عسكرية

   لم يعد هناك من ملاذ آمن للمدنيين في لبنان ولا في فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة، فمن جهتنا في قرى الجنوب والبقاع ذات الأكثرية الشيعية حوَّلها مقاتلو حزب الله إلى منطقة عسكرية بالكامل بحيث ستكون مسرحاً للقصف المتبادل مع العدو في أي معركة مستقبلية ..

فقرى الجنوب والبقاع ذات الأكثرية الشيعية أصبحت مزرعة لمئات الآلآف من الصوارخ المختلفة الأحجام والوظائف والكفيلة بتحويل لبنان ومناطق فلسطين المحتلة إلى جحيم في أيام معدودة، بفعل القصف والقصف المضاد من البرّ والبحر والجوّ، فردات فعل العدوّ في أي حرب مقبلة النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن والجروح بالجروح والقصاص بالقصاص، والمدنيون العُزَّل في لبنان هم عادة من يدفعون الثمن دائماً،  فلا التعويضات تنصفهم ولا هي عادلة..

فهل هذه هي الجهوزية الكاملة التي يتكلم عنها حزب الله في المواجهة القادمة مع العدو في الجانب اللبناني ؟ وهل تستطيع إسرائيل حماية مدنييها بعد اليوم لو قررت المساس بأمن المدنيين في لبنان ؟ وهل يكون الحل بتحول كل المدنيين في لبنان إلى عسكريين في أي مواجهة قادمة ليضمنوا إشراكهم في الحماية والأمن الشامل ؟

هناك أمور دائماً لا يمكن تعويضها في أي حرب من الحروب، فالقتلى والجرحى والمعاقون غير الحزبيين من المدنيين لا يجدون – بحسب التجارب السابقة الطويلة – من يكفل المتابعة الشاملة لهم من مختلف الجهات الرسمية والحزبية.

اقرأ أيضا: حزب الله يحتكر الخدمات الرسمية والخاصة لمحازبيه

فالأحزاب لا تمدُّ لهم غالباً يد العون لتعطي أنصارها دروساً في المصير الذي سينتظرهم لو تَخَلُّو عن مناصرتها.

والمدنيون بين نار العدو وبين إهمال الصديق، فلا مقومات حقيقية لصمود غير الحزبيين في أي معركة وسادة الميدان هم المحازبون فحسب ..

هذه الأسئلة وغيرها لا يمكن التكهن بها ولا تكفي التصريحات المعلنة للإجابة عنها، فما يخفى دائماً قد يكون الجواب عن كثير من التساؤلات…

والكلام هو في جدية مناورات الحرب بين طرفي النزاع، نسأل الله أن تكون هذه المناورات مناورات انتخابية فحسب، وقى الله لبنان وشعبه كل الشرور وحماه من كيد إسرائيل وعدوانيتها، ورزق أهله العدالة الاجتماعية التي غيابها هو جرح نازف في جسد أكثر اللبنانيين المظلومين والمحرومين من أبسط حقوق المواطنية…

السابق
أكثر من نصف محازبي حزب الله من النساء!
التالي
مساران للتعامل مع تسونامي «صفقة القرن»