بشارتي

العرب يصنعون الخير أولا لانفسهم عندما يسقطون اليمين المتطرف الذي ينكل بهم. وفي الطريق عندما يرتبطون بالعقلانيين فانهم يخلقون دولة افضل، وبالذات من اجلهم هم انفسهم.

إذا كان بن غوريون قبل سبعين سنة أمل في أن يأتي يوم يكون فيه العرب هم الذين سيحددون طريق الدولة، لكان سيتنازل عن كل هذه المتعة. في المقابل، ربما هو رأى عن بعد، لذلك عندما قال ذات مرة في 1948 بأنه يمكن تحمل أن يكون العرب حتى 15 في المئة من سكان الدولة، فقد كان يعرف نفسية أبناء شعبه (ونفسية كل شعب)، وايضا عرف أن شخص ما من خارج شعبه يجب أن يبرد الرؤوس الساخنة فيه.
في هذه الاثناء، الـ 15 في المئة الذين ارتفعوا الى 20 في المئة، هم مترددون: لماذا يدخلون الى فراش هذا المريض. هذا يلصق بهم صفة الارهابيين والاعداء. والذين يجب عليهم الحصول على دعمهم من اجل استبدال السلطة يصادقون على هذه الهراءات. هكذا، شبيها ببطرس في العهد الجديد، فان الحلفاء المحتملين للعرب تنكروا لهم – ليس ثلاث مرات بل ألف مرة، قبل صياح الديك (يوم الانتخابات). واذا كنا نتحدث عن فترة المسيح يجدر أن نذكر من يتفاخرون باستبدال بنيامين نتنياهو بمقولة المسيح المشهورة “أبي، اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يصنعون”، حيث أنهم يقصون الغصن الذي يجلسون عليه. بالطبع. الاشخاص العاديون مثلنا لم تكن لديهم القدرة على رؤية الامور في دائرة أوسع، بغض النظر عن الغضب وخيبة الأمل من التصرف المشين لقائمة أزرق أبيض.

اقرأ أيضاً: واشنطن نصحت باسيل بأخذ مسافة من «حزب الله»

مع ذلك، سنوضح للعرب بأنه اذا كانوا يحاربون ضد نتنياهو فهم أولا وقبل كل شيء يفعلون جيدا لانفسهم، قبل أن يعملوا معروفا لليسار أو ازرق ابيض. لذلك فان دعوة سلمان مصالحة “ابحثوا عني” (هآرتس، 2/4) التي تتضمن الافتراض بأن العرب فقط يفعلون الخير للآخرين، ليس صحيحة في جوهرها. العرب يفعلون الخير أولا وقبل كل شيء لانفسهم عندما ينزلون اليمين المتطرف الذي ينكل بهم. وفي الطريق عندما ينضمون الى العقلانيين، هم يخلقون دولة افضل، وبالاساس من اجل انفسهم.
لذلك، من ينتخب يفعل جيدا لنفسه، وهكذا يتم خلق الاحلاف. لأن مصائرنا متشابكة مع بعضها. وعندما تريد معاقبة حليفك فأنت تعاقب نفسك أولا.
المشكلة هي أن العرب “اقوياء” في العقاب في المكان غير الصحيح. هم يعاقبون ابناءهم حتى لا يصلوا الى الكنيست. وبذلك هم يفعلون خيرا مع اعدائهم كي يحتلوا المزيد من المقاعد. في المقابل، هم يريدون معاقبة ابناءهم بسبب السلوك الذي أدى الى تفكك القائمة المشتركة، وكأنه لدى اخوتنا اليهود لا توجد حرب ضروس على كل مقعد أو رجل مقعد. ها هو آفي غباي من حزب العمل قد طرد بصورة مهينة وببث حي تسيبي لفني. هل يفكر أحد ما هناك بمعاقبة حزب العمل بسبب هذا السلوك؟ ونفتالي بينيت واييلت شكيد تركا حزبهما تحت جنح الظلام وابقياه مع ديون بعشرات ملايين الشواقل. فهل يفكر شخص ما بمقاطعة الانتخابات بسبب ذلك؟
مع ذلك من الجدير الاشارة الى أنه في هذه الانتخابات، ورغم الامور غير المعقولة التي ترافقها، يتم انشاء ببطء وثبات دولة مواطنين، ويوجد للمواطن العربي دور هام واحيانا حتى حاسم، في رسم الاتجاه الذي ستسير فيه هذه الدولة.
أول من فهم اهمية هذا الواقع هو نتنياهو. وفي الانتخابات الاخيرة أبقى وجبة السم ضد العرب للساعات الاخيرة في يوم الانتخابات، وحصل على التأثير الذي اراده. في هذه المرة بدأ نتنياهو حملته الانتخابية بهذا التحريض. ولكن هذا السلاح لا يحقق التأثير المطلوب. لأن مياه النهر لا يمكن السير فيها مرتين. الشارع، وحتى رجال اليمين، أصبحوا يعتبرون العرب لاعب شرعي.

ورغم أن معنى اسمي هو “بشائر”، فانه قبل ساعات من الانتخابات سأكتفي فقط ببشرى واحدة: العرب سيتدفقون نحو صناديق الاقتراع في كل وسائل المواصلات، ومن اجل الصحة ايضا مشيا على الاقدام، وسيزيحون هم والاشخاص الاخيار من اليهود حكومة الشر.

السابق
كركي ادعى على 5 أشخاص أمام الهيئة الإتهامية في الشمال
التالي
ما هو المقرر، أهو حجم الحزب أم الكتلة؟ ثلاثة سيناريوهات لنتائج الانتخابات