الهجوم على حاكم مصرف لبنان يتجدد: حملة سياسية أم دوافع شخصية؟

رياض سلامة
بعد الحملة التي طالت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من قبل وزير الإقتصاد منصور بطيش، انعكس هذا الهجوم سلبياً على سوق القطع طوال يوم امس بحيث ارتفع الطلب على الدولار مقابل الليرة، ما اضطرّ مصرف لبنان الى تغطية الأمر.

التأثيرات السلبية على الإقتصاد أوصلت سعر صرف الدولار الى حوالي 1530 ليرة بالسوق المحلي، في انتظار أن يتدخل رئيس الجمهورية ميشال عون لتصويب موقف وزيره، خصوصاُ أن سلامة كان قد زار القصر الجمهوري قبل أقل 48 ساعة.

وفي العودة الى أساس الهجوم، علم في هذا الاطار انّ الحاكم تحفّظ عن اسمين طُرحا لنيابة الحاكمية، نظراً لكونهما لا يتمتعان برضى المرجعيات المالية والدولية، وكان من شأن تعيينهما ان يؤثر على صدقية مصرف لبنان تجاه المجتمع العربي والدولي، تحديداً على اسم نائبه من الطائفة الدرزية.

وترى أوساط سياسية أن كلام بطيش مرده الى أمور شخصية مع سلامة، خصوصاً وان اسم الوزير بطيش كان أحد الأسماء المطروحة لمنصب حاكم مصرف لبنان في عام 2017، حين كان “التيار الوطني الحر” يبدي معارضة لتجديد ولاية رياض سلامة، التي مددت الى ربيع 2023.

اقرأ أيضاً: ما هي «الاجراءات المؤلمة» التي ستقرّها الحكومة لخفض عجز الموازنة؟

وتثير الحملة تساؤلات عدة، منها توقيت الخطوة وشكلها في ظروف تقدم فيها الحكومة على أبرز الخطوات الاساسية، وعن اهداف الانتقادات المفاجئة لحاكم مصرف لبنان على لسان وزير قريب من رئيس الجمهورية.

وأعربت مصادر وزارية عن استغرابها لما يقوله بطيش، كون الملف المالي “محصوراً بين رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المال ورئيس الجمهورية الذي يتم إطلاعه على كل التفاصيل”، مشيرة إلى أن سلامة “يضع رئيس الجمهورية بالتفاصيل بشكل دوري ومتكرر”.

في المقابل، نفت مصادر وزارية قريبة من بطيش ان تكون الملاحظات التي وجهها حول السياسة المالية والنقدية، موجهة ضد الحاكم سلامة، وجرت في الساعات الأخيرة مساع لسحب هذا الموضوع من التداول العلني، إلا أن ذلك لم يمنع التساؤلات عن الاسباب والدوافع الحقيقية التي كانت وراء الاستهداف.

وفي حديث لجنوبية، أكد الخبير الإقتصادي والاستراتيجي البروفيسور جاسم عجاقة أن الهجوم على سلامة والليرة سياسي بحت، وقال: “بعيداً عن تسمية الجهات المسؤولة عن ذلك، عادة في السياسة عندما يكون الوضع سيء، يستفيد البعض من الفوضى”.

وأضاف: “من الواضح ان هذا الأسلوب يستخدم اليوم مع الليرة، لأنها النقطة الأكثر حساسية كونها مبنية على مدى ثقة اللبنانيين بها”.

جاسم عجاقة

وأوضح عجاقة أن الليرة ليست مجرد عملة يتم استخدامها في الدفع، بل للعملة أبعاد استراتيجية أخرى منها سياسة الحكومة المعتمدة التي تؤثر بشكل مباشر عليها، فإذا كانت العملة تهاجم، يسهم ذلك في اضعاف النظام الحاكم بطريقة غير مباشرة.

اقرأ أيضاً: سرقوا حتى أوراق الشجر في غفلة منّا!

من جانب آخر، قال النائب عن كتلة المستقبل محمد الحجار، في حديث لجنوبية، “بعد قراءة تصريح الوزير بطيش، وما سرب عن الدوافع من وراء الحملة، تبين أنها ليست دوافع سليمة، ومنبثقة عن مسائل شخصية كما نقل في الإعلام”.

محمد الحجار

وأضاف: “ما هو مهم اليوم في هذه المسألة أنه في هذا الظرف الصعب الذي نمر به يستلزم من الجميع أن يكونوا حريصين جداً، وخصوصاً بالكلام الذي يصدر عن مسؤولين، على مصلحة البلد وسلامته”.

ولفت أنه اذا كان هناك من شيء يجب معالجته، يجب بحثها عبر اجتماعات وداخل غرف مغلقة، وسأل: “لماذا إثارتها بهذا الشكل في الإعلام؟”.

وعن التأثيرات الإقتصادية التي نتجت عن هذا الهجوم، قال الحجار: “هذا دليل قاطع على أن كل ما ينتج عن اثارة هكذا أمور عبر تصريحات البعض يضر مباشرة بمصلحة البلد وأمنه المالي والإقتصادي

السابق
نيكول سابا ويوسف الخال: «هيبة» الحضور في «مقامات العشق»
التالي
شهادة صديقي الرائع أنور البنّي: علي مملوك لَعنَ الساعة التي تركني فيها أخرج حيّاً من مكتبه!