فن تسويق الأعمال الدرامية يتحكم بذوق الجمهور

دراما
يلعب التسويق الدرامي دوراً كبيراً في وصول الأعمال التلفزيونية إلى قنوات العرض، ورغم تعدد نوافذ العرض بما فيها الإلكترونية، يختار بعض المنتجين العمل في الظل وعدم الترويج بشكل موسّع، طالما ان المسلسل قد بباع منذ البداية لشاشة عربية كبرى.

تغيب البروموهات الترويجية عن صفحات عدد من شركات الانتاج على مواقع التواصل الاجتماعية، وتكتفي بنشر بوستر للعمل يظهر أسماء الأبطال الرئيسين، ليتلو ذلك منح قناة العرض فرصة عرض البرومو الترويجي قبل أسابيع قليلة من انطلاقة الحلقات، على أن يحمل البرومو في بنيته تضخيماً كبيراً يتناسب مع حجم الأسماء المشاركة والمساهمة في صناعة حالة إيهام للجمهور تزيد من حالة انتظارهم لمشاهدة العمل خلال العرض، هنا يلعب التسويق الذكي دوره الأبرز عبر مؤتمر صحفي يعقد لإطلاق العمل يستطقب من خلاله الصحفيين ليكتبوا في وسائلهم الاعلامية عن ضخامة الإنتاج المنتظر.

اقرأ أيضاً: «ما فيي» وجبة عاطفية مجبولة بالسذاجة والرسائل

لكن ماذا عن الواقع؟

في تفاصيل عروض الاعمال الدرامية المشتركة التي شارك فيها ابطال من جنسيات مختلفة، بدا خلال السنوات الأخيرة، تحول الأعمال الضخمة عربياً ولا سيما ذات الإطار المشترك إلى مسلسلات ذات طابع استهلاكي تشوبه علاقات مؤقتة بين النجوم، يتصدرون خلاله المشهد أثناء التصوير، وينشرون صوراً ومقاطع فيديو تظهر حجم المحبة التي ستختفي مع انتهاء عرض المسلسل.

بالمقابل سيكون بداية بث المسلسل بمثابة مؤشر زمني للفنانين المشاركين كما لشركة الإنتاج للبداية بالتخطيط للمشروع القادم، والذي قد يكون موسماً جديداً من المسلسل ولو انتهت القصة أو تغيرت بيئة الحكاية أو أسماء الأبطال، لتشكل حالة الاستعلاء في تعامل المنتجين مع الجمهور، زيادة في نفوذ المنتج كمحرك للرأي العام ولو تصدر المشهد النجم الذي يباع المسلسل على اسمه، فإذا ما غاب نجم معين عن الدراما المشتركة سيحلّ بدلاً عنه ممثل أقل إمكانيات ما يعني خسارته للشهرة الإقليمية. وبذلك يستحكم المنتج بالممثل أطول فترة ممكنة حسب عقود الاحتكار أو الأجور الكبيرة للدور.

اقرأ أيضاً: دراما رمضان: تقدم لبناني وتعثر مصري وضباب في المشهد السوري

والمسلسل بالمقابل، سيحظى بانتظار الجمهور ويجلب الإعلانات لقناة العرض بعيداً عن تقييم المستوى المقدّم. فإذا ما عاكس التيار مسلسل لم يروّج لاسمه كثيراً وحظي بنجاح جماهيري، سيكون محط استثمار للشركة المنتجة في المواسم التالية على أسماء النجوم المشاركين.

على المقلب الآخر، ما زالت شركات إنتاج محلية سورية ولبنانية تصارع من أجل تسويق مسلسلاتها خارج حدود القنوات الوطنية عبر نشر بورموهات ترويجية يتجاوز مدة البرومو الواحد خمس دقائق زمنية، في أسلوب مجحف بحق المشاركين في العمل وحرق لحيوية المسلسل عبر نشر عشرات الصور من الكواليس وأسماء الشخصيات خلال فترة التصوير.

هل يباغتنا الموسم القادم بعمل غير متوقع، ربمّا! لكن هل تتجه الأنظار فعلاً إلى المسلسل الذي يستحق المشاهدة، أم أن المواقع ستكتب والجمهور سيصفق، والفنانون سيكرمون عن الأعمال التي نجحت في تسويق نفسها فقط؟

السابق
ما هي «الاجراءات المؤلمة» التي ستقرّها الحكومة لخفض عجز الموازنة؟
التالي
بولا يعقوبيان.. كوني منّا أو إرحلي عنا