ياسين لـ«جنوبية»: الصين قررت الاستثمار في لبنان بمشروع نهضوي يؤمن 10000 فرصة عمل…

طرابلس
بعد الحديث عن مشروع استثماري صيني ضخم سيحط رحاله في لبنان، وسيتمركز في البقاع تحديداً، وليبدأ في الشمال لاحقا، بدأت التحضيرات اللوجستية للسير نحو تنفيذه، في ظل رغبة صينية بالدخول الى السوق الإقتصادية العربية وتحديدا لبنان وسوريا والعراق.

في حديث لجنوبية، عرض رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين أبرز نقاط المشروع، وأكد على البدء بتنفيذه.

حيث قال: “بدأت الإستثمارات الصينية في لبنان من قبل شركات خاصة، وقاموا باستئجار مجمع كاسكادا وأقاموا به مجمعاً شبيها بـ”دراجون ماركت دبي”. مضيفاً: “كل الشركات التي ستشارك بالمشروع لديها حصلت على تسهيل من الدولة الصينية للاستثمار في السوق اللبنانية”.

وعن اختيار الصين للبنان كونه قريب من سوريا بهدف الدخول الصيني في عملية اعادة الإعمار هناك، قال ياسين: “هذا ما سيظهر للناس وهذا ما سيقال، إنما الكلام عن أساس المشروع في الكواليس مختلف”.

وأشار الى أن الأساس يكمن في وجود لبنان بموقع استراتيجي قريب من الدول الخليجية وأفريقيا التي تعد مركزاً للمواد الأولية، وأوروبا. وقال: ” موقع لبنان هذا يقلل من كلفة نقل المواد الأولية للصناعات ومن كلفة نقل البضائع الى الأسواق المستهلكة في اوروبا والخليج العربي وحوض المتوسط”.

اقرأ أيضاً: الصين تقود العالم إلى نموذج اقتصاد المستقبل

وفي نقطة تهدف الى طمأنة التجار اللبنانيين، أوضح أن هذا المشروع ليس بهدف تسويق الصينيين لبضائعهم في لبنان، بل هم بصدد فتح مصانع بالمرحلة الأولى تحول لبنان الى بلد مصدّروليس مستورداً. بالإضافة الى أنه سيحول رجال الأعمال اللبنانيين الى أصحاب مصانع ووكلاء حصريين للشركات الصينية. مضيفاً: “الهدف هو ترسيخ شراكة حقيقية بين لبنان والصين، تؤهل السوق اللبناني ليكون شبيهاً بسوق دبي”.

وائل ياسين

وعن فرص العمل التي يتيحها المشروع، قال ياسين: “كبداية، من المتوقع أن لا تقل عن 2000 فرصة عمل، ولكن مع تدشين المدن الصناعية واكتمال المشروع قد تصل الى 10000 فرصة عمل على الأقل، وهذا عدد ليس بقليل على الإطلاق”.

وأشار الى أن أي صناعة ستتم في لبنان ستنفذ بأيادي لبنانية، وسيقتصر الدور الصيني على الإدارة التدريب فقط.

عرقلة أميركية؟

بعد الكلام عن أن الجانب الأميركي قد يعرقل هذه الخطوة لاستكمال حربه التجارية مع الصين، اعتبر ياسين أنه لا يمكن لأحد الشروع بتنفيذ مشروع في الشرق الأوسط دون موافقة ضمنية من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي لن يصار الى توقيفه من قبل أميركا.

ورداً على الكلام الذي يتهم المشروع الصيني بأنه تنفيذ لمشروع ايران كونها لا تستطيع القيام به باسمها، قال: “هذا كلام لا أساس له وغير واقعي تماماً، فالصين لا تعمل لدى أحد أو باسم أحد بل هي تعمل وفقاً لمصالحها الإقتصادية، بعيداً عن اللعبة السياسية القائمة”.

وأضاف: “وجود الصين في لبنان سيشكل مظلة تحمي لبنان من كل المخاطر المحيطة به، فهي بلد مستثمر في اسرائيل، وبالتالي ستبعد احتمال ضرب اسرائيل للبنان، وعلاقتها متينة بايران مما سيضمن دخول لبنان بحالة استقرار أمني ضماناً للاستثمارات الصينية”.

روسيا على الخط

يتزامن المشروع الصيني مع خطوات روسية تطبق إتفاق مع اللبنانيين حول عمل شركة “روس نفط” في ​مرفأ طرابلس. إلا أنه لا يُمكن وصف المشهد بسباق روسي-صيني بقدر ما هو سعي ​رجال الأعمال​ في البلدين للدخول في السوق الإقتصادية لدول عربية.

وفي هذا الشأن، أشار ياسين أن الجانب الروسي التزم العمل في مصفاة طرابلس، إلا أن الإهتمام الروسي في لبنان ينصب أكثر على العمل بمجال النفط والغاز، وليس بالسوق التجارية.

وأكد على أن الجانب الصيني اليوم يبحث سبل الإستثمار في المرفأ في طرابلس وفي مطار القليعات في ظل التحضير للمنطقة الإقتصادية في المدينة. وفي ما يخص معرض رشيد كرامي، قال: “يعمل اليوم على دراسة امكانية ترميمه بهدف الإستثمار به ضمن المشروع أيضاً”.

اقرأ أيضاً: رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين يدعو لملاقاة الصين

التشريعات في طريق وعر

في إنتظار معرفة التعاطي اللبناني الرسمي مع التوجّه الصيني، بسبب الحاجة إلى تشريعات تسهّل عمل الشركات والمصانع الصينية، قال ياسين: “أجرينا اتصالات ايجابية مع شخصيات سياسية عديدة، مهدت لزيارة الوفود الصينية”.

وأجرى الوفد لقاءات مع نواب، وكان النائب عن كتلة الجمهورية القوية سيزار المعلوف الأكثر حماسة للموضوع، مع العلم أن الجانب الصيني اختار مجمّع سياحي في منطقة مكسه البقاعية يملكه هو للإقامة به.

وأبلغ المعلوف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تفاصيل المشروع، وأبدى الأخير جهوزيته التامة لدعم أي خطوة تفيد البقاع، وتم الأتفاق على اجتماع بين بري والمعلوف والوفد الصيني فور عودة الوفد من بكين.

في هذا الشأن، قال ياسين أنه يجري الآن العمل على التراخيص والتشريعات اللازمة للمشروع، وأشار الى أنه لا يوجد عرقلة فعلية للأمر، إلا أن الطريق ليست ممهدة، وقد تأخذ وقتاً.

وختم: “علينا النظر الى المشروع كمشروع نهضوي كبير، يستفيد منه الجميع، وأن عرقلته لن تفيد أحداّ”.

السابق
الرئاسة الفلسطينية: حماس لا تعي ما يُخططٌُ لها لتكون جزءاً من «صفقة القرن»
التالي
جعجع: حان الوقت للحكومة ان تتدخل مباشرة في موضوع كارلوس غصن وتفعل ما يجب فعله