تفاهم ثلاثي ضمني بين واشنطن وتل ابيب وموسكو على اولوية انسحاب طهران

الضغوط الاميركية-الاسرائيلية لاخراج ايران من سوريا تتكثف ميدانيا ودبلوماسيا.

ترتفع وتيرة الضغوط الاميركية – الاسرائيلية، ميدانيا ودبلوماسيا، لإخراج القوات الايرانية من سوريا. ويتظهّر بوضوح أكبر، يوما بعد يوم، حجم الاولوية التي تعطيها الدولتان الحليفتان لتحقيق هذا الهدف، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فمنذ ساعات قليلة، دعت الولايات المتحدة الأميركية روسيا للضغط على السلطات السورية لسحب قواتها فورا من مرتفعات الجولان السورية.

وقال المنسق السياسي للبعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة رودني هانتر “يتعين على روسيا ممارسة الضغط على النظام السوري لسحب قواته على الفور من منطقة الفصل في سوريا”. ولم يكتف بذلك، بل اشار الى وجود عناصر تابعين لـ”حزب الله” داخل المنطقة المنزوعة السلاح، مؤكدا “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ومشيرا الى ان الولايات المتحدة تؤيد السلام بين إسرائيل وكافة جيرانها، ولكن “لا يوجد هناك شريك للسلام” في سوريا.

هذا في المواقف. أما على الارض، فتحرّكت تل أبيب مجددا عسكريا ليل امس ضد أهداف ايرانية في سوريا. وفي وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قصفا إسرائيليا قرب حلب، أسفر عن مقتل عناصر من القوات الإيرانية المرابطة في سوريا، أكدت دمشق أن دفاعاتها الجوية أسقطت عددا من الصواريخ المعادية، مضيفة أن الأضرار مادية فقط. وقد نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن الدفاعات الجوية السورية تمكنت ليل الأربعاء/ الخميس من التصدي لـ”عدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب”. وأضاف أن وسائط الدفاعات الجوية السورية “أسقطت عددا من الصواريخ المعادية”.

إقرأ أيضاً: اللواء جعفري يستهزىء بتصريحات نتنياهو: صمتنا له غاية وانتم تلعبون بذيل الأسد

وتحدث “المرصد”، من جانبه، عن مقتل سبعة على الأقل من القوات الإيرانية “والميليشيات” الموالية لها جراء ضربات إسرائيلية استهدفت مستودعات ذخيرة تتبع للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار في ضواحي مدينة حلب. وقال في بيان “إن عدد القتلى مرشّح للارتفاع لوجود جرحى من بينهم جرحى من الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين”. وأشار إلى أن “بجانب المستودعات المستهدفة يتواجد مقر يتبع للإيرانيين، إذ لم يعلم حتى اللحظة ما إذا كان المقر فارغاً أثناء الضربات الإسرائيلية أم بداخله عناصر من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها”.

غير ان المصادر تشير الى ان روسيا ليست بعيدة من التنسيق الاميركي – الاسرائيلي سوريّاً. فصحيح ان موسكو وطهران شريكتان في منصة أستانة للمفاوضات السورية، الا ان الطرفين ليسا على اتفاق في ما يخص وجود ايران وحلفائها في سوريا، بل يمكن القول ان هذه النقطة خلافية بامتياز وهي ولّدت وتولّد توترا في العلاقات بين الحليفين المفترضين. والحال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حلّ ضيفا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ اسابيع، حيث أبلغه تصميمه على المضي قدما في ضرب القوات الايرانية في سوريا لمنعها من تثبيت أرجلها على حدود “الكيان” الشمالية، وهذا الامر لم يلق اي اعتراض من “القيصر”، وإن كانت روسيا في العلن، تبدي تحفظات ازاء عمليات اسرائيل.

وتقول المصادر ان التفاهم الثلاثي الاميركي – الروسي – الاسرائيلي “الضمني” على اهمية انسحاب الايرانيين من سوريا، ستؤكّده أكثر، تطورات المرحلة المقبلة سورياً ميدانيا وسياسيا.

(المركزية)

السابق
لبنان يخسر مزارع شبعا ودمشق لا تُنجِده بالخرائط!
التالي
اكتشاف الخلل الذي أدى الى تحطم طائرة البوينغ الأثيوبية