القمة العربية: عودة سوريا غير مطروحة… ولبنان يحمل ملف النازحين

القمة العربية
تنعقد القمة العربية الـ30 في تونس يوم الأحد 31 آذار الحالي، بحضور غالبية ملوك وقادة الدول العربية، وبغياب مستمر لسوريا منذ سنة 2011.

في الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت أسهم عودة سوريا الى الجامعة العربية، وكان يعتقد أن بوابة العودة ستكون من القمة الإقتصادية العربية التي أقيمت في لبنان، تمهيداً لحضورها قمة تونس، إلا أن تجميد العضوية ما زال مستمراً.

وأكدت مصادر متابعة لأعمال القمة، أن موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية لن يطرح أبداً خلال القمة، إلا أن الملف السوري لن يغيب عنها.

وستبحث القمة 20 ملفاً ومشروعاً، وتتصدر قضية الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى التوتر في قطاع غزة، وأزمة المدنيين في اليمن، ودعم السلام والتنمية في السودان، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية.

كما يتوقع أن يحتل الملف الليبي حيزا هاما في جدول أعمال القمة، على خلفية استقبال الملك سلمان للمشير خليفة حفتر بالرياض الأربعاء الماضي، بحيث سترفض التدخل في شؤونها، وستدعو لمساندة اللجنة الأممية.

اقرأ أيضاً: زيارة عون لروسيا.. آمال بفوائد اقتصادية وبحلّ أزمة النازحين

وتحضيراً للقمة، عقد اجتماعاً جمع وزراء الخارجية العرب اليوم في العاصمة التونسية، وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمة له رفض العرب لشرعنة احتلال إسرائيل للجولان السوري.

وشدد على أن العالم العربي متفق على قضايا لا تقبل المساومة، ويخطئ من يظن أن أزمات المنطقة سرقت الانتباه عن قضية القدس وفلسطين.

وأشار الى أن لا حل في سوريا واليمن وليبيا إلا بالدخول في تسويات وطنية، فالحلول العسكرية لن تحل النزاعات.

لبنان سيطرح قضايا مصيرية

من الجانب اللبناني، سيتوجه ظهر الغد وفداً رئاسياً مصغراً الى تونس، برئاسة الرئيس ميشال عون، يرافقه كل من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزيرة الداخلية ريا الحسن، وزير شؤون النازحين صالح الغريب ووزير الثقافة محمد داود اضافة الى وفد اداري وامني واعلامي صغير، تطبيقاً لسياسة عصر النفقات التي شدد عون على وجوب التزامها في سفر الوزراء والوفود الرسمية الى الخارج.

وسيضع عون آخر مستجدات ملف النازحين السوريين على طاولة القمة، وسيطلب من الملوك والرؤساء العرب المشاركين في القمة بضرورة تحمل مسؤولياتهم في هذه القضية.

وسترتكز كلمة عون على تطورات الاوضاع في المنطقة وتداعياتها على الدول العربية ولبنان وسيتوقف عند القرار الاميركي الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل.

ملفات أمنية واقتصادية

أمنياً، ستناقش القمة سبل معالجة الاسباب المؤدية للإرهاب، وتجنيد الأطفال من قبل داعش، بطرح من العراق.

وستشدد على وجوب التنسيق الأمني بين الدول العربية، للتصدي لكل أشكال الإرهاب والتطرف.

أما اقتصادياً، فستسعى القمة لتطوير الشراكة الإقتصادية العربية، عبر رفع مستوى المعاملات المشتركة بالإستفادة أكثر من الإمكانيات المتاحة. بالإضافة الى الحسم في ملف المبادرات العربية لإعادة الإعمار في سوريا واليمن والعراق وليبيا.

أزمات عربية متزايدة على هامش القمة

يأتي التوقيت الدوري للقمة هذا العام في ظل أزمات عربية مستمرة منذ أعوام، أضيف اليها مؤخراً قضية “اهداء” ترامب الجولان لاسرائيل، والأزمة السياسية في الجزائر، فهل ستحقق نتائج ملموسة؟

اقرأ أيضاً: روسيا تنصح باسيل بزيارة سوريا.. و«ملف النازحين» إلى ما بعد الإعمار

في هذا الشأن، قال الأستاذ المختص في العلاقات الدولية عبد المجيد العبدلي، في حديث تلفزيوني، أن في ظل هذا الواقع العربي الصعب، لا يمكن لهذه القمة أن تحقق شيء.

وعن أسباب ذلك، قال العبدلي: “كل حاكم عربي يأتي حاملاً لبرنامجه الخاص، وفي ما يخص قرار ترامب الأخير لم نرى سوى بيانات تنديد، وهذا يؤكد عدم قدرة الجامعة العربية على تغيير شيء”.

لم يعد وقع القمم العربية في الآونة الأخيرة كما كان في عهود سابقة، وتحولت الى لقاءات رمزية، وخطابات مكتوبة لا تلقى آذاناً صاغية حتى من قبل المؤتمرين الموجودين بجانب بعضهم، فهل من عودة لقيمة هذه القمم وقدرتها على الإنجاز؟ أم أن التباينات العربية ستنتج كلاماً ينسى بعد رفع الجلسة؟

السابق
زيارة بومبيو … وسياسة النعامة
التالي
بلدية معركة: ضبط مواد منتهية الصلاحية في بعض المحلات وتنظيم محاضر ضبط بحق المخالفين