روسيا تنصح باسيل بزيارة سوريا.. و«ملف النازحين» إلى ما بعد الإعمار

جبران باسيل
أفادت معلومات مسربة من لقاءات الوفد اللبناني الذي زار روسيا برئاسة الرئيس ميشال عون، أن الجانب الروسي نصح وزير الخارجية جبران باسيل بالقيام بزيارة رسمية لسوريا للبحث مع رئيس النظام السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم في ملف اعادة النازحين، والخطوات العملية الكفيلة بوضع المبادرة الروسية موضع التنفيذ.

هذا الطرح من شأنه أن يعيد فتح ملف التطبيع مع سوريا الذي يعد أكثر الملفات حساسية على الساحة المحلية، كونه ملفاً خلافياً، وهناك انقسام داخلي سياسي وشعبي بشأنه.

ويعتبر فريق رئاسة الحكومة بقيادة الرئيس سعد الحريري أشد المعارضين لفتح علاقة طبيعية مع دمشق، ولا شك أن التسوية الرئاسية ستوضع على المحك مجدداً، وهي التي تعاني بين فترة وأخرى من مطبات تحتاج الى اتصالات كثيفة لتذليلها.

واضافة الى ذلك، من شأن هكذا خطوة أن تضع لبنان بمواجهة مع محيطه العربي، الذي لم يعيد حتى الساعة مقعد سوريا الى الجامعة العربية، وجدول اعمال القمة المرتقب عقدها في تونس الاحد المقبل لا يتضمن اي بند في هذا الصدد.

دولياً، لا يختلف المجتمع الدولي بطريقة تعاطيه مع نظام الأسد عن المجتمع العربي، وتعد أي خطوة على هذا النحو ولو تحت شعار اعادة النازحين، مغامرة من لبنان الذي بدوره ينتظر الدعم الدولي الكامل للمباشرة بتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر.

اقرأ أيضاً: قرار ترامب بضم الجولان لإسرائيل.. خدمة لمحور الممانعة

في هذا الإطار، قال الناشط السياسي نوفل ضو، في حديث لجنوبية، أنه عملياً السلطة السياسية في لبنان متخذة قراراً واضحاً بأن تكون الى جانب نظام بشار الأسد سواء بزيارة مباشرة الى دمشق أو بدون زيارة.

وأضاف: “ليس هناك عملية نأي بالنفس مطبقة بشكل فعلي في لبنان، وليس هناك توازناً بين مفهوم الدولة في لبنان ومفهوم اللا دولة منذ السير بالتسوية الرئاسية الأخيرة التي سلمت القرار السياسي والأمني الى حزب الله”.

نوفل ضو

وأشار الى أنه هناك أمراً واقعاً في لبنان أصبح الحزب من خلاله يحدد السياسة الخارجية، ومنذ أسبوع الى اليوم نسمع من على لسان رئيس الجمهورية “نظرية المقاومة الإقتصادية، وكأنه المطلوب اليوم وضع القرار الإقتصادي بالبلد أيضاً تحت امرة حزب الله.

وعن تداعيات الزيارة في حال حدوثها، قال ضو: “تداعيات هكذا خطوة واضحة أمام الجميع فماذا يجب أن نرى ونسمع أكثر؟”.

وأضاف: “ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من بيروت كان مباشراً وواضحاً، والمواقف العربية أيضاً واضحة في هذا الخصوص”.

وشدد على أن البيان الثنائي الذي صدر عن القمة اللبنانية الروسية حمل خطورة بتفاصيله، فعلى الرغم من كل “الهوبرة” الحاصلة في لبنان من قبل فريق رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، إلا أن البيان سمى النازحين السوريين في لبنان باللاجئين، وهذه الثغرة تطرح علامات استفهام كثيرة وبحاجة الى جواب.

اقرأ أيضاً: زيارة عون لروسيا.. آمال بفوائد اقتصادية وبحلّ أزمة النازحين

وسأل: “كيف قبلت الدولة اللبنانية بعد كل ما يقال داخلياً بهذه التسمية؟”.

وأضاف: “من بعد ما كان هناك اصرار على العودة الفورية للنازحين وعدم انتظار الحل السياسي، رأينا أن البيان المشترك مع الرئيس فلاديمير بوتين يقول أن العودة ستكون من بعد اعمار سوريا، والكل يعلم أن العالم كله يقول أنه ليس هناك اعمار قبل الحل السياسي”.

وأشار الى أن التوجه كان بوجوب العودة قبل انتظار الحل السياسي، إلا أن الروسي اليوم رحّل الملف الى ما بعد الإعمار.

وختم ضو حديثه قائلاً: “فماذا ستقدم هكذا زيارة الى سوريا من حلول سريعة كما يزعمون طالما أن القرار الروسي هو بانتظار الإعمار؟”.

السابق
مصلحة الليطاني عثرت على جور صحية تحت بعض تجمعات النازحين في الصرفند
التالي
الإفراج عن ناشطات سعوديات