قرار ترامب بضم الجولان لإسرائيل.. خدمة لمحور الممانعة

بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قرار الاعتراف الرسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، بحضور رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، تنشط المواقف الدولية المنددة به والتي تعتبره خرقاً صارخاً للقرارات الدولية.

ويبحث مجلس الأمن الدولي قريبا مسألة السيادة على هضبة الجولان بطلب من دمشق، وكانت قد أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا وبولندا، الأعضاء في مجلس الأمن، في بيان، رفضها القرار الأميركي.

وقال سفراء هذه الدول، طبقا لقرارات الأمم المتحدة، “لا نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ حزيران/يونيو 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان”. وتابع البيان ” لا نعتبرها جزءا من أراضي دولة إسرائيل”.

وفي وقت لا يتوقع أن يمر القرار مرور الكرام دولياً، لعدم الإستهانة بالشرعية الدولية، إلا أن مجلس الأمن لم يعط الشرعية مجدداً لنظام بشار الأسد، فكيف سيتم التعامل بهذا الملف؟

في هذا الشأن قال الكاتب الصحفي مصطفى فحص، في حديث لجنوبية، أنه بعيداً عن توجه المجتمع الدولي بقرار الإعتراف بشرعية نظام الأسد، إلا أن الأمم المتحدة حتى الآن تحافظ على مقعد سوريا، وهي تسمح للنظام السوري باستغلال المنبر الدولي للتعبير عن موقفه.

اقرأ أيضاً: هل جرت المقايضة: الجولان مقابل الأسد؟

وأشار الى أن السؤال اليوم هو هل الولايات المتحدة دخلت في مرحلة تهدف الى القضاء على اتفاقية سان فرنسيسكو عام 1945 التي انشأت الأمم المتحدة؟

وأضاف: “هذا الإعتراف يحدث خلل في موازين القوى الدولية، فهل ستتجه أميركا الى التعامل مع القرارات الدولية وفق مصالحها الخاصة غير المعنية بما ترسمه الأمم المتحدة”؟

مصطفى فحص

وأوضح الى أن المجتمع الدولي بمواجهة أميركا اليوم ليس من أجل حقوق الشعب السوري أو الدولة السورية، بل حفاظاً على منظومة العلاقات الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة.

وفي ما يخص استفادة محور الممانعة من قرار ترامب، قال فحص: “هذا القرار يعتبر فرصة جديدة للأسد لفرض نفسه في التسوية المقبلة معه”.

وعن توقيت القرار، أشار الى أن ترامب يتصرف من خارج التوازنات الموجودة، وهي أكبر دولة عظمى في العالم، وهذا ما يفسر تماسكها رغم قراراتها الآحادية الأخيرة، وأن ترامب يتصرف وفقاً لما يراه مع الأمم المتحدة وحتى مع حلفائه في العالم الغربي والعربي، وهو يمثل شريحة في أميركا تفكر بهذا النمط.

هل من تصعيد عسكري؟

من جانب آخر، اعتبر الكاتب السياسي غسان جواد، في حديث لجنوبية، أن الهدف من هذا القرار ليس التصعيد العسكري، بل هو هدف سياسي ومحاولة لاعطاء دفع سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من قبل شريكه السياسي الرئيس ترامب.

اقرأ أيضاً: علة استمرار «النظام» وسيادة «البلطجة»

وقال: “مفاعيل هذا القرار سياسية ومخاطرها محصورة بالسياسة، ولكنها تراكم ملفات، فعندما يحين ظرف للحرب فستكون أحد عناوين الحرب”.

غسان جواد

وعن اذا ما كان القرار يخدم حلف الممانعة، قال جواد: “هي مسألة مرفوضة من قبل محور المقاومة، وما قاله السيد حسن نصرالله أمس صائب عن أن أميركا فقدت دورها كوسيط نزيه في ما يسمى بعملية السلام، وبالتالي هناك انحياز تام لاسرائيل من قبل ترامب، وهذا يعرقل السلام ويعطي ورقة للقوى الرافضة للسلام بالقول نحن لا نستطيع تحرير أرضنا من خلال السلام، بل من خلال المقاومة”.

وعن التحرك الدولي تجته القرار، أوضح جواد بأنه قرار آحادي وهذا يدل أن أميركا لم تعد تأخذ بالحسبان حتى شركائها، وهو يعطي للنظام السوري مشروعية القتال والمقاومة اذا قرر ذلك.

وختم الصحافي غسان جواد: “هناك 5 قرارات دولية متعلقة بالجولان لم يتم تنفيذها، والسبب انحياز اميركا لاسرائيل على الرغم من أن بين هذه القرارات ما صوتت عليه أميركا نفسها”.

السابق
ناصيف زيتون يقصي أسير الأحزان!
التالي
قيادة الجيش وأهالي عكار ودعوا الشهيد علي خشفه: دماء الشهداء تزيدنا اقتناعاً واصراراً