مستشفى تبنين.. تجاوزات للسقف المالي تخطّت الـ6 مليارات

مستشفى تبنين
في وسط بلدة تبنين، يقع مستشفاها الحكومي، عند مفارق طرق يجعل الدخول إلى هذا المستشفى صعباً، وإيقاف السيارة شبه مستحيل، لكن عند دخولك إلى هذا المستشفى تجد زحمة كبيرة، بسبب كثافة عدد المرضى والزّائرين.

بسرعة قصوى يستقبلنا رئيس مجلس إدارة المستشفى ومديرها العام الدكتور محمد علي حمادي، الذي يرحب بالإعلام كوسيلة لتسليط الضوء على المشكلات التي تواجه القطاع الاستشفائي في الجنوب، ويقول: تحوي مستشفى تبنين الحكومي 83 سريراً وأقسامها هي الطوارئ، عيادات خارجية، مختبر، أشعة، جراحة عامة، طب داخلي، أطفال، عناية فائقة، عناية فائقة قلبية، علاج كيميائي بالإضافة إلى وجود جهاز MRI.
ويضيف: تقدم خدماتنا إلى نحو 35 قرية يسكنها نحو 150 ألف مواطن ومواطنة، وفي المستشفى 185 موظفاً وهم من فئات الموظفين، الأجراء، وشراء خدمات، بالإضافة إلى 120 طبيباً في جميع الاختصاصات.
وعن أهم المعوقات التي تواجه المستشفى يشير د. حمادي إلى السقف المالي المتدني للمستشفى المذكور ويقول: يبلغ السقف المالي سنوياً ملياران وثمانماية مليون ل.ل. لا غير وهو مبلغ قليل نسبة إلى عدد، ونجد أن هذه السقوف المالية متدنية وخصوصاً في مستشفيات بنت جبيل، ميس الجبل وتبنين.

اقرأ أيضاً: مستشفى جزين: لا توظيفات سياسية.. ولإبعاد الأحزاب عن المستشفى

ويرى د. حمادي أن أحد الحلول الأساسية أن لا يكون هناك سقف مالي للمستشفى الحكومي: ويضيف: يجب أن يكون هناك سقف مالي للمستشفيات الخاصة، في حين لا سقف مالياً للمستشفى الحكومي وأعتقد أننا لسنا مستشفيات حكومية بل أننا مؤسسات عامة لها استقلالية إدارية ومالية، إننا مستشفيات خاصة لكننا كإدارات لا نملكها.

رواتب أساسية
وعند السؤال عن تجاوزات للسقف المالي الحالي، يوضح حمادي: حتماً هناك تجاوزات، لنا 6 مليارات ل.ل. متراكمة بذمة وزارة الصحة وحتى اللحظة لم نتلق أي تسوية أو مصالحة وهذا يؤثر على السيولة المتوفرة في صندوق المستشفى ويترك تأثيراً على مستوى الخدمات، ونحاول أن نعوّض ذلك عبر الخدمات التي تقدمها لمرضى الصناديق الضامنة الأخرى. وأريد أن أعلمكم أننا وحتى اللحظة لم نقبض شيئاً من المبالغ المرصودة لنا بذمة وزارة الصحة عن عام 2018، وأننا ندفع المصاريف والرواتب الأساسية من الفروقات التي نتقاضاها من المرضى بالإضافة إلى المداخيل من المختبر والأشعة. ولدى محاولة السؤال مجدداً عن رواتب الموظفين يجيب د. حمادي: أن رواتب الموظفين أساسية وقد وطنا الرواتب عبر A.T.M.

شؤون جنوبية 170
وحول نسبة التشغيل يوضح حمادي قائلاً: نسبة تشغيل المستشفى تبلغ 100% وهناك مرضى ينتظرون دورهم للاستشفاء وخصوصاً من لديه عمليات جراحية باردة. 60% من المرضى يستفيدون من الصناديق الضامنة المختلفة و40% على حساب وزارة الصحة.
يصمت حمادي قليلاً قبل أن يضيف: كذلك نجري نحو 1500 صورة أشعة لفحص سرطان الثدي سنوياً، وننظم حملات طبية في القرى المحيطة بتبنين.
من جهة أخرى، يشدد حمادي على ضرورة إصدار البطاقة الصحية كي يستفيد منها الجميع، ويؤكد من جهة أخرى على ضرورة دفع الفروقات كي تستمر المستشفى بتقديم خدماتها.

اقرأ أيضاً: موظفو مستشفى صور لا يتقاضون راوتبهم.. وزارة الصحّة لا تدفع المستحقات

أمرٌ محرج
وحول الفروقات، يشير د.حمادي: أحياناً يطلب الأطباء فحوصات لا تغطيها وزارة الصحة وأحياناً لمرضى “الزائدة” مثلاً، يطلب الطبيب صورة سكانر وهذه لا تغطيها الوزارة مما يحرجنا مع المريض عندما نطالبه بتسديد الفروقات لأن الطبيب يصر على طلبه بالفحوصات أو صورة السكانر في حين أن شركة المراقبة التي تعاقدت معها الوزارة ترفض ذلك.
ويعود حمادي إلى المطالبة برفع السقف المالي: لأنه بعد الـ20 من الشهر “يخلص” السقف المالي ما يجعلنا في موقع حرج وخصوصاً مع مرضى الطوارئ أو الحوادث.
كذلك نواجه مشكلة الكهرباء وخصوصاً أن فاتورة المازوت مرتفعة وأعتقد أننا في هذه المنطقة بحاجة إلى 200 سرير بالإضافة إلى تقسيم العمل بيننا وبين مستشفيات بنت جبيل وميس الجبل. وأود أن أشير إلى أن استمرار عمل المستشفى يعود إلى رعاية الرئيس نبيه بري له.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 170 شتاء 2019)

السابق
بيروت تطلق أيامها السينمائية بأفلام إشكالية وهادفة
التالي
«الجامعة الإسلامية – فرع البقاع» تنظم ندوة «أزمة المياه في البقاع»