مستشفى بنت جبيل الممول من قطر يواجه عجزاً مالياً شهرياً يصل إلى 50 مليون ليرة

مستشفى بنت جبيل
في العام 2010 تم افتتاح "مستشفى بنت جبيل الحكومي" بحضور رئيس دولة قطر والرؤساء اللبنانيين الثلاثة، ودولة قطر هي الممولة لبناء المستشفى وتجهيزها. وكانت هذه خطوة ضرورية لتأمين الخدمات الاستشفائية لأهالي منطقة عانت الكثير من الاحتلال الإسرائيلي.

يرأس مجلس إدارة المستشفى الدكتور توفيق فرج الذي يقول: المستشفى كما تراها، حديثة وتجهيزاتها حديثة جداً. إنها تحوي 136 سريراً، وفيها أقسام للعيادات الخارجية، الطوارئ، جراحة عامة، أمراض داخلية، نسائية، أطفال، توليد، عناية فائقة وغسيل كلى وكلها تحوي تجهيزات حديثة ولدينا في قسم غسيل الكلى 11 آلة غسيل ونستقبل 40 مريضاً لغسيل الكلى. ويضيف فرج: وخلال شهر سيتم افتتاح قسم عناية فائقة لأطفال حديثي الولادة.
وعن الجهاز الطبي، يوضح فرج: لدينا 180 طبيباً و120 موظفاً في أقسام مختلفة، وللعلم لقد أجرينا ثلاثة دورات توظيف عبر مجلس الخدمة المدنية و85% من موظفينا تم تعيينهم بعد اجتيازهم امتحانات مجلس الخدمة المدنية. وهنا أحب أن أشير أن التوظيف في هذه المستشفى يسير وفق آلية الإنسان المناسب في المكان المناسب.
وعن نسبة التشغيل في المستشفى، يشير فرج: أستطيع القول أن نسبة التشغيل ما بين 50 – 60% ويعود انخفاض هذه النسبة إلى السقف المالي الذي حددته وزارة الصحة بمبلغ ملياران ومئتي مليون ل.ل. سنوياً. وهذا السقف المالي ينفذ في 17 – 18 من كل شهر، لكن لا أستطيع أن أرفض دخول أي مريض إذا كان يحتاج لاستشفاء ورعاية صحية وهذا الوضع يوقعنا بعجز يصل إلى مبلغ 40 – 50 مليون ل.ل. شهرياً أي أننا نتجاوز السقف المالي وهذا لا يمنعنا من استقبال مريض بحاجة لعلاج. أكيد هناك سياسة من الوزارة تجاه المستشفيات الحكومية، لكن الإنسان هو الأهم.

اقرأ أيضاً: المستشفيات الحكومية والتشخصيات الخاطئة.. أشخاص خسروا حياتهم!

مشكلة تحديد السقف المالي
وعن المشكلات التي تواجه المستشفى، يشير فرج قائلاً: أهم مشكلة هي السقف المالي المحدد وأعتقد أنه منخفض مقارنة باحتياجات المنطقة والمشكلة الأخرى هي تأمين الكهرباء إذ أننا ندفع ما بين 200 – 300 مليون ل.ل. ثمن مازوت، وفي إحدى السنوات دفعنا مبلغ 100 مليون ل.ل. لشراء مياه بسبب انقطاعها.

شؤون جنوبية 170
ويضيف: الآن نريد فتح أقسام جديدة مثل قسم عناية فائقة للأطفال، كذلك قسم لعلاج مرضى السرطان وعمليات القلب المفتوح وهذه لا يمكن افتتاحها بدون موازنة خاصة بها، أي رفع السقف المالي حتى تستفيد الناس من خدمات المستشفى.
ويزيد فرج: لا يمكن أن ننكر الدعم الذي يساندنا به دولة الرئيس نبيه بري، وخصوصاً من خلال المؤسسات الرسمية فقد أنشأ مجلس الجنوب قاعة للمحاضرات تابعة للمستشفى تتسع لـ250 شخصاً كذلك بنى لنا خزان مياه يؤمن المياه للمستشفى لمدة شهر في حال انقطاعها.

اقرأ أيضاً: مسشتفيات حكومية تٌغلق أبوابها في وجه المرضى: لا علاج عندنا!

والمستشفى متعاقد مع الضمان الاجتماعي، الجيش اللبناني والأمن العام وقوى الأمن الداخلي، ويوضح فرج: إننا نقدم خدمات لأهالي نحو 36 قرية في المنطقة المحيطة بمدينة بنت جبيل أي أن خدمات هذه المستشفى تصل إلى نحو 200 ألف مواطن.
وعند سؤاله عن الخدمات التي يمكن أن تقدمها إلى اللاجئين السوريين في المنطقة، بادر إلى القول: منذ سنتين أوقفنا الخدمات الطبية للاجئين السوريين بسبب خلاف مع الجهة الضامنة لهم والخلاف يتعلق بالتسعيرة التي حددتها وزارة الصحة ورغبة الجهة الضامنة عدم التقيد بها.
وعن تمنياته لوزارة الصحة، يختم فرج: أرجو أن تهتم الوزارة بالمستشفيات لإقامة وتطوير الأقسام الضرورية في كل مستشفى حسب حاجته ورفع السقف المالي ليتناسب مع الاحتياجات المطلبية. وهنا ما أرغب به هو الوصول إلى إقرار البطاقة الصحية وتأمين الطبابة لجميع المواطنين بالإضافة إلى ضمان الشيخوخة.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 170 شتاء 2019)

السابق
تعميم لمدير عام الأحوال الشخصية عن عدم إدراج عبارة مولود غير شرعي
التالي
شفيق الغبرا… ما بين «الثورات العربية وأعداؤها»