بيروت تطلق أيامها السينمائية بأفلام إشكالية وهادفة

مهرجان بيروت السينما
غاب الخريف الماضي مهرجان بيروت السينمائي لغياب التمويل، لتستهل العاصمة اللبنانية بداية الربيع بإطلاق أيامها السينمائية لعام 2019 من تنظيم جمعية "بيروت دي سي" في الفترة الممتدة من 29 آذار إلى 6 نيسان تحت عنوان "التنوع السينمائي" وسط مناخ محلي وإقليمي يحارب التنوع ويعزز الانقسام أكثر.

تنطلق عروض المهرجان بعدة مراكز سينمائية وثقافية في بيروت من الشمال الى الجنوب، فيشهد كل من “متروبوليس، دار النمر، مخيم البداوي للاجئين الفلسطنيين، سينما اشبيلية في صيدا، مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، بيت الفن في حمانا ومقر الجامعة الأميركية في بيروت” عروضاً سينمائية ل17 فيلم قصير وطويل بحضور مجموعة من المخرجين والنقاد السينمائين. وهذا العدد من الأفلام يمثل نصف ما قدمه المهرجان في نسخته السابقة، ولكن ضعف التمويل بحسب مديرة المهرجان والبحث عن نوعية معينة حالت دون التمكن من شراء حقوق عرض عدد أكبر من الأفلام.

يفتتح المهرجان مساء الجمعة بعرض فيلم “عن الآباء والابناء” الوثائقي للمخرج السوري طلال ديركي والذي نافس على نيل جائزة الأوسكار الشهر الفائت، الفيلم يصوّر حياة عائلة جهادي في التنظيمات الإسلامية المتطرفة يدرب ابنه ليصبح مقاتلاً، ومن خلال هذه الزاوية يتناول موضوع التطرف وتوارث ثقافة العنف في نقد لاقاه المخرج من قبل بعض المعارضين في إسقاط صبغة التطرف على كل من عادى الأسد ونظامه المجرم.

اقرأ أيضاً: البرامج التلفزيونية المنسوخة: حين تتوارد الأفكار!

أما فيلم الختام فيحمل اسم “يوم الدين” من تأليف واخراج السينمائي المصري ابو بكر شوقي ونال عنه مخرجه عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان الجونة السينمائي، ويروي الفيلم قصة رجل ترعرع داخل مستعمرة لمرضى الجذام، ينطلق في رحلة بحث عن أصوله.

ورغم كونه أول فيلم روائي للمخرج أبو بكر شوقي، فقد اختير للمشاركة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” الفرنسي، علماً أن شوقي سبق وصورّ وثائقيا عن مستعمرة “ابو زعبل”.

يلاحظ من اختيار هذين الفيلمين للبداية والختام، غرضه استعراض واقع المنطقة العربية الواقعة بين ناري التطرف والاستبداد. في حين تحظى مصر بحصة وافرة بمشاركة أفلام لأربعة مخرجين مصريين. كما تحضر فلسطين بقوة على لائحة المهرجان ضمن فئة خاصة تحمل اسم “نظرة على غزة” تنظمها إدارة الجمعية المنظمة مع جمعية “التعاون”.

لبنان يحقق حضوره عبر فيلم يسلط الضوء على ضحايا الخطف من خلال فيلم “طِرس رحلة الصعود إلى المرئي” للمخرج غسان حلواني.

وفي البرنامج أيضاً، فيلم “بمشي وبعد” للمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، ويتناول اللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية، من خلال مهرّجين يحيون مهرجاناً ترفيهياً للأطفال.

كما يعرض فيلم “المرجوحة” الوثائقي للبناني سيريل عريس الذي يصور جده وجدته وطريقة تعاطيهما مع فاجعة وفاة ابنتهما. والفيلم التجريبي “وردة”للمخرج غسان سلهب والمستوحى من حياة الفيلسوفة والمناضلة الشيوعية روزا لوكسمبرغ.

الحريات لا تغيب عن أيام بيروت السينمائية فيعرض أيضاً الفيلم الوثائقي “حقول الحرية”، للمخرجة الليبية- البريطانية نزيهة عريبي ويركز على نضال نسوي من نوع مختلف عن نضال روزا لوكسمبرغ، إذ يتناول طموح المرأة الليبية إلى التحرر من قيود المجتمع الصارمة.

ومن السودان،تحضر قصة حب في فيلم “اكاشا” وتجري أحداثها في زمن الحرب الأهلية، للمخرج حجوج كوكا.

اقرأ أيضاً: «شرّف لعنا».. إرهاب سياسي على «مسرح المدينة»!

المغرب العربي يحضر بثلاثة أفلام، “في عينيا” للمخرج التونسي نجيب بلقاضي، عن قصة شاب هاجر الى فرنسا واضطر الى العودة إلى تونس للاهتمام بابنه المصاب بالتوحد، والثاني”طفح الكيل” للمخرج المغربي محسن البصري حيث يعرض المعاناة الاجتماعية للفقراء ومشاكل القطاع الصحي في المغرب، والثالث هو “ريح رباني” للمخرج الجزائري مرزاق علواش عن التطرف والإرهاب.

وسط هذا التنوع الفعلي في جنسيات الأفلام والمخرجين، تغيب السينما العراقية والأردنية بشكل واضح حالها حال دول الخليج رغم غزارة المهرجانات السينمائية المستحدثة سينمائياً هناك، وتحقق أيام بيروت السينمائية بالمقبل واجهة ثقافية لعاصمة لبنان من باب الاحتفاء بالإنجازات السينمائية الواعدة وإيصالها إلى كافة قطاعات الجمهور والنخُب، فضلاً عن اختيار مواضيع حساسة تلتصق بالواقع الفعلي ولا تدخل بنطاق التجارة والتسويق.

السابق
الجراح اطلع على مطالب المؤلفين والملحنين والمضمونين في تلفزيون لبنان
التالي
مستشفى تبنين.. تجاوزات للسقف المالي تخطّت الـ6 مليارات