النظام السوري وايران سبب الفتن عبر التاريخ!

الشيخ محمد بن مكي مواليد مدينة النبطية وأقام بمدينة جزين جنوب لبنان المُسَمَّى بالشهيد الأول وفق تعبير الكتب التاريخية الشيعية أعلن الحرب على الشيخ محمد اليالوشي الشيعي الجنوبي بعدما اتهمه زوراً وبهتاناً وكذباً بأنه ساحر وزنديق وعميل و و إلخ ! 

على ضوء تحقيقات المرجع الديني الشيعي الشهير السيد محسن الأمين العاملي تَبَيَّن له بأن الحرب بين الشيخ محمد بن مكي والشيخ محمد اليالوشي لم تكن على أمر ديني في حقيقة الواقع وإنما كانت بدوافع سياسية ولغايات سياسية .

واستعان الشيخ مكي المُسَمَّى بالشهيد الأول بحاكم دمشق في حربه على الشيخ محمد اليالوشي وكان حاكم دمشق آنذاك خاضعا لنفوذ مماليك مصر الذين كانوا على نزاع مع الدولة العثمانية .

وعلى ضوء تحقيقات الدكتور جودت القزويني ( 1 )  فان الشيخ مكي كان يتعامل علانية وجهراً مع حاكم دمشق آنذاك الذي دعمه بكل أسباب القوة والغلبة في حربه ضد الشيعة اللبنانيين لتطويع إرادتهم بوسائل القهر والإكراه لكي يستسلموا ويُسَلِّموا له بوصفه الولي الفقيه على الشيعة اللبنانيين !

وفي نفس الوقت كان يتلقى دعما ماليا من ملوك الشيعة العجم في بلاد فارس الذين كانوا يخوضون حربا ضروسة بخلفية مذهبية شيعية ضد الدولة التركية العثمانية السنية، وحينما انقلبت الموازين السياسية في المنطقة لصالح العثمانيين في وجه مماليك مصر، انقلب النظام السوري على الشيخ مكي فحبسه بأوامر عثمانية  فترة، والأرجح أنه أفرج عنه بعد ذلك فَقُتِل في معركة النبطية في حربه مع الشيخ محمد اليالوشي الشيعي الجنوبي التي جرت في مدينة النبطية وسقط فيها أكثر من 3000 قتيل شيعي وهو رقم كبير جدا مقارنة بعدد سكان الشيعة في لبنان منذ 7 قرون ويوجد إلى اليوم مقبرة في مدينة النبطية تسمى بمقبرة الشهداء، دون أن يدري أحد من سكان المدينة ان الخلفية التاريخية لهذه المعركة، وان من قتلوا من اهلهم كان بسبب حرب أهلية شيعية-شيعية في القرن الثامن هجري، على نسق الحرب الشيعية -الشيعية التي تكررت في القرن الماضي بين حركة أمل وحزب الله، في بيروت واقليم التفاح وسقط فيها ايضا آلاف القتلى والجرحى.

اقرأ أيضاً: سلاح حزب ولاية الفقيه في مواجهة المعارضين

الشيخ محمد اليالوشي الشيعي خاض حربه ضد الشيخ المسمى بالشهيد الأول بشعار يجب تحرير الشيعة اللبنانيين من هيمنة الشهيد الأول المتعاون مع النظام السوري من جهة، ومن جهة أخرى الذي خطف الطائفة الشيعية اللبنانية وأخذها في طريق الهلاك بعدما تحالف مع ملوك الشيعة العجم الفرس الإيرانيين بخلفية شيعية مذهبية طائفية ضد الدولة العثمانية السنية .

السابق
جعجع: زيارة عون إلى موسكو نعول عليها كثيرًا لعودة النازحين
التالي
حفل توقيع كتاب «من أوراق العمر» للدكتور عبدالله رزق