البرامج التلفزيونية المنسوخة: حين تتوارد الأفكار!

يقال في الدراما أن هناك مواضيع ثوابت تدور حولها كل قصص الدراما في العالم، لكن هل ينطبق هذا الكلام على البرامج التلفزيونية التي تدخل في نطاق التشابه، فيجتمع خيال معدّي برنامجين مختلفين ليقدما ذات الفكرة؟!

ما كادت الحلقة الأولى من برنامج “ست وستات” تعرض على شاشة lbci حتى فجرّت الإعلامية رابعة الزيات القنبلة على تويتر، متهمة زميلتها كارلا حداد بسرقة فكرة برنامج كانت رابعة قد سجلّت حلقة تجريبية له قبل عامين ويحمل اسم “ست الستّات”.

رابعة شرحت في تغريدة نشرتها أثناء عرض الحلقة عن التشابه بين البرنامجين من ناحية الإعلان الترويجي والموسيقى التصويرية، وضمنّت المنشور هاشتاغ “بيخلق من الشبه أربعين”!

ومن خلال الفيديو المنشور، تظهر رابعة في استديو يشبه المطبخ وعلى جانبها فرقة موسيقية مكونة من مجموعة سيدات يعزفن على آلات موسيقية متنوعة ويظهر في الفيديو سيدة كبيرة في السن تلعب دور “الجدة” وتضيف حسّا كوميديا على الحوار مع ضيف الحلقة.

لا اختلاف كبيرا في ما قدمته كارلا ضمن برنامجها المقلّد عن برنامج رابعة الذي لم يبصر النور، فقد لفت الانتباه وجود فرقة موسيقية مكوّنة من خمس سيدات والسيدة السادسة هي جدة تدعى “أوديت” تظهر بدور الطباخة لأكلات لبنانية وشعبية في الحلقة، وهذه التفاصيل مطابقة ايضا لبرنامج رابعة.

هل تمّت السرقة فعلاً؟ رغم أن البرومو الترويجي لبرنامج رابعة لم يعرض على الشاشة والحلقة التسجيلية ظلت طي الكتمان. لكن رابعة في نهاية الإعلان كانت قد ذكرت أن البرنامج ينصِف من هي “أخت رجال” على حد وصفها، ليكون “أخت رجال” لقب برنامج رابعة وليس عنوانه، هو نفسه اسم برنامج كارلا نفسه قبل تغييره قبل أيام قليلة من قبل إدارة lbci.

اقرأ أيضاً: سلاف فواخرجي «الممانعة» تعود إلى مصر من بوابة «التسامح»

حالة التشابه دخلت في نطاق الضيف النجم أيضا، فقد كان من المقدّر ان تطلّ رابعة عبر قناة الجديد قبل عامين مع ضيف الإعلان الترويجي هو الممثل الكوميدي فؤاد يميّن، أي أنها ستنحصر بضيوف متوسطي النجومية أو من وجوه قناة الجديد. لتحظى كارلا بالمقابلة بشخصية أعلى في النجومية وتستقبل في الحلقة الأولى النجم رامي عياش، بقالب غير متوقع مع فحوى الإعلان الترويجي الذي سبق عرض البرنامج بأسبوع، وفيه تظهر كارلا تسير في الشارع وتذكر المهن التي تسلمتها المرأة من الشرطية إلى المعلمّة والنائب والناشطة الحقوقية وغيرها، ليظهر في النهاية أن البرنامج حواري.

أما قصة التقليد وإن جاءت هذه المرة بشكل واضح للعيان، فهي ليست المرة الأولى التي تحدث في برامج ضخمة التكلفة الإنتاجية وعلى قنوات متنافسة، وأبرز مثال هي الخطوط المتشابهة بين برنامجي “هيدا حكي” و”لهون بس” من حيث وجود طاولة في الديكور والفرقة الموسيقية وطريقة بناء نص البرنامج، ولو اعتمد ذلك على قالب عالمي لكن قناتي العرض المحليتين أظهرتاه بقالب متشابه للغاية.

التلفزيون السوري بدوره قلّد نسخة “هيدا حكي” بنسخة رديئة حملت اسم “كلام كبير”، في حين تستعد قناة سما لتقديم نموذج مشابه من خلال برنامج يعرض قريباً بعنوان “عناshow” يقدمه لاعب كرة السلة السوري عمر حسينو.

في حين تطلق قناة “لنا بلاس” آخر هذا الشهر نسخة سورية من برنامج نسائي يتشابه بشكل كبير مع برنامج “كلام نواعم” الشهير على شاشة mbc. البرنامج يحمل اسم “ماورد” وتقدمه أربعة سيدات قادمات من مجالات الإعلام والأزياء ويتقاطع في بنيته مع طريقة النواعم في التقديم وحوار الضيوف.

اقرأ أيضاً: أحلام قد تتحقق: نجوم عرب على أبواب هوليوود

بالمقابل، عبرت برامج شهيرة من قناة الى أخرى ولم تنجح في الاستمرار، فهذا ما صادف برنامج “من سيربح المليون” حين اشترت حقوق بثه قناة دبي في عام 2013 وقدمتّه ميساء المغربي بعنوان “المليونير”، فهبط جماهيريا وظهر أثر النسخة الأصلية للإعلامي جورج قرداحي. كما شكل انتقال برنامج “ستار أكاديمي” إلى قناة cbc المصرية رغم تصويره في لبنان، حالة من التغرّب لدى المشاهد اللبناني حين تابع برنامج المواهب الشهير بصبغة مصرية غير مقنعة.

في السنوات الأخيرة برز نموذج جديد من البرامج وهي متعددة النسخ والتي تعرض على أكثر من قناة في أكثر من دولة عربية، في حين تحوز كل قناة عددا من الحلقات الخاصة لنجومها المحليين. كان نيشان قد بدأ التجربة في برنامج “أنا والعسل” في حين كررتها الفنانة اليمنية أروى في برنامجين هما ”  خليها علينا” و”تحت السيطرة”.

فهل نضبت الأفكار حتى اصبحت البرامج مكررة ومتشابهة، أم دخلت حالة التنافس مرحلة من التقليد، حتى لو جاء ذلك على حساب النوعية؟!

 

السابق
الرئيس عون وصل قبل قليل إلى موسكو في زيارة رسمية
التالي
آن الأوان لمكافحة ظاهرة التسوّل…