محاربة الفساد: حملة ضلال وإبتزاز

محاربة الفساد
إن إسطوانة محاربة الفساد، التي يطربنا بها أهل الفساد في لبنان، من وقت إلى اخر بصورة شعبوية، ما هي إلا للإبتزاز السياسي الذي أصبح لا ينطلي على عاقل.

هذه الإسطوانة التي عادت مؤخرا على شاكلة بروباغندا منظمة، بدأت بإتهام الرئيس السنيورة “بما عرف بحملة الـ11 مليار”، ومن ثم اتهام الدكتور أحمد الجمال بالـ”تزوير الشهادات” وأخيرا وليس آخرا استدعاء مدير عام أوجيرو “عماد كريدية” وجميعهم يسيرون في ظل “الحريرية السياسية”.

هذه الفئة الطائفية المفسدة التي تعتبر الحريرية السياسية، خصمها السياسي المتمثل بمشروع الشهيد رفيق الحريري، والتي تعتبر ايضا أن استشهاد رفيق الحريري لم ولن ينهي هذا المشروع لأنه أكمل مع الرئيس سعد الحريري، فوجب عليها محاربة الرئيس سعد الحريري من خلال منظومة أعدت لهذه الغاية، رغم التسوية التي عقدت بعد الانتخابات النيابية الاخيرة في العام الفائت.

لقد تعوّدوا على الإبتزاز السياسي من خلال الفساد ذو الأوجه المتعددة، فالفساد له عدة أوجه: مالي وأخلاقي وثقافي.

فتعطيل الإستحقاقات هو فساد كتعطيل إنتخابات رئاسة الجمهورية وتعطيل تشكيل الحكومة، وتعطيل تعيين دورات مجلس الخدمة المدنية بحجة التوازن الطائفي، والتكلم بلغة طائفية هو الفساد الأخلاقي الطائفي بعينه، واليوم الإبتزاز سببه الاستأثار بالتعينات من خلال التصويب على رموز فريق سعد الحريري ومؤتمر “سيدر” وقضية النازحيين.

لكن يبقى الهدف الأساس لهذه البروباغندا هو محاربة كل ما يمثله رفيق الحريري مسيرة ونهجا ومشروعا، لما يمثله من عملية بناء لبنان الحديث عبر الاستثمار بالفكر والعمران، فكيف لهم طمس هذا الإرث الذي بنى عشرات الالاف من الأدمغة ومئات المشاريع العمرانية الانمائية في كافة المناطق اللبنانية، إلا عبر تشويه صورة هذا المشروع باتهام أعضائه بالفساد وسرقة المال العام، فهذا الحقد المزمن على الشهيد رفيق الحريري لهو إلا قضية خاسرة لأن مشروع رفيق الحريري أكبر من أن تشوهه أيادي الفساد ورموزه الذي إن فتحت ملفات فسادهم والتي أضحى فتحها قاب قوسين أو أدنى، لن يجدو سبيلا لنفيها وتبرئة أفعالهم.

اقرأ أيضا: مستشارة عون السابقة تتهمه بالفساد والسرقة والتآمر على حزب الله!

إن إبتزاز الرئيس سعد الحريري من خلال تعطيل العجلة الإقتصادية وتعريض الإقتصاد اللبناني لعملية ركود قد فقدت رصيدها، لأن الرئيس الحريري لم يعد “أم الصبي” ويقدم التضحيات والتنازلات في سبيل عدم وضع العراقيل في طريق طوير الاقتصاد ودفع عجلته نحو الأمام، فاليوم يجب أن يقفوا أمام الشعب وتنسدل الستارة عن أفعالهم ويتحملوا مسؤولية تعطيلهم وإبتزازهم، فلا تنازلات بعد اليوم لكي “يمشي البلد” فليتحملو سوء إدارتهم للحكم.

فرئيس التيار الوطني الحر يقول،” حتى لو كنا في الحكم لسنا جزءا من هذه المنظومة السياسية ولا نتأقلم مع الفساد والهدر وهذه الممارسات” بمعنى أصح يقول أننا أخذنا لقاحا ضد الفساد والهدر، ولكن لم نر مفعول هذا اللقاح في وزارة الطاقة التي يمسك بها هذا التيار منذ عشر سنوات والتي كان على رأسها رئيسه المتكلم، عشر سنوات من الهدر والفساد في ملف الكهرباء وإرهاق خزينة الدولة بمليارات الدورات دون أي تحسن في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية ناهيك عن صفقات البواخر والفيول.

عن أي فساد يتكلمون ويريدون محاربته وهم يقبعون فيه ليل نهار،عشر سنوات وهم ليسو فقط شركاء في الحكم بل مسيطرون على مفاصله ، يبذرون مناصريهم في كافة مفاصل الدولة ويغذون الطائفية لإثارة غرائز جمهورهم لوضعه في موقع الجهوزية والتعبئة بحجة استهداف هذه الطائفة، وبإطلاق شعارات إعادة الحقوق وعدم التهميش.

إن أصحاب “الإبراء المستحيل” هم من يمثلون العنصرية والطائفية والحقد، أما هؤلاء الذين وصلوا الى الحكم على دماء رفيق الحريري، فلا عهد لهم ولا ثقة.

السابق
العراق: دواعش يفجرون أنفسهم في سنجار‎
التالي
باسيل يبشّر بالـ«تقشّف»: ماذا سيستفيد الموظف اذا ما رفعنا معاشه واصبحت الليرة بخمسة آلاف؟!