بومبيو ضيف «حزب الله»!

احمد عياش

من تابع وقائع وصول وزير الخارجية الاميركي مايكل بومبيو الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت آتيا من إسرائيل ، على متن طائرة أميركية خاصة، ظنّ للوهلة الاولى ان الزائر الاميركي يهبط في مطار داخلي في الولايات المتحدة. فقد غابت مظاهر تعلن ان المطار في لبنان، أقله ما يتعلّق بالاجراءات الامنية ،التي تولاها الاميركيون، فيما أصطف رتل طويل من السيارات قرب سلم الطائرة التي نزل منها بومبيو وزوجته ليستقرّا في واحدة من هذه السيارات لتنطلق بعدها الى محطات الزيارة في بيروت وجبل لبنان.
عندما يصبح مطار بيروت لساعات مطارا أميركيا، يطرح أول سؤال “أين الدولة”؟ ثم يطرح السؤال التالي “أين حزب الله”؟
لم يكتم “حزب الله” مشاعره غير الودية حيال زيارة المسؤول الاميركي. ما يبرر هذا الموقف، ان بومبيو لم يقصّر قبل وصوله الى بيروت في إطلاق شتى النعوت السلبية على الحزب وراعيه الاقليمي إيران. لكن بقيّ الامر محصورا في نطاق الكلام، ولم تصل مفاعيله الى الارض، لا سيما منطقة المطار التي تقع في نطاق نفوذ الذراع الاقوى للجمهورية الاسلامية في المنطقة.وهكذا وصل بومبيو وغادر بيروت على الطائر الميمون بكل طمأنينة التي يتمتع بها الضيف المرحب به.

اقرأ أيضاً: ماذا بعد زيارة بومبيو؟ وكيف سيتصرّف لبنان؟

في نطاق الكلام أطلق موقع “العهد الاخباري” الالكتروني التابع للحزب” هاشتاغ “#فتنة_بومبيو” تحت عنوان “هكذا استقبل اللبنانيون “غراب الفتنة”، وكتب يقول: “استقبل اللبنانيون عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي “غراب الفتنة” وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بهاشتاغ #فتنة_بومبيو. الناشطون أعربوا عن استيائهم من حضور الوزير الأميركي مع ما يحمله من ملفات ومخططات فتنوية للبنان”.
من المشاركات في هذا الهاشتاغ حمل عنوان “أهلا وسهلا مع تحيات الحاج عماد مغنية” فوق صورتيّن إحداها لنعوش ملفوفة بالعلم الاميركي وأخرى لإنقاض يعتقد انها لمبنى السفارة الاميركية في عين المريسة عام 1983″. ثم مشاركة كتب صاحبها فيها “غدا عندما تمرّ على طريق المطار سترى في إستقبالك إسم الامام الخميني..” ومشاركة اخرى جاء فيها: “يأتي بومبيو وقد سحقنا الارهاب ووصلت الصواريخ الدقيقة، وفي بعبدا رئيس صلب وأكثرية يرأسها بري. لبقايا جماعة عوكر لا تراهنوا كثيرا على الاميركي كيّ لا يخيب أملكم كثيرا”.
أما في نطاق الفعل، فقد ظهرت علامات السكينة على رئيس الجمهورية ميشال عون وهو يستقبل رئيس الديبلوماسية الاميركية، فيما أشرقت إبتسامة عريضة على وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما التقى الزائر الاميركي في عين التينة.
وكالة “مهر” الايرانية للانباء، وتحت عنوان “لبنانيون في وقفة إحتجاجية ضد زيارة بومبيو لبيروت” اوردت نبأ “الوقفة الاحتجاجية” التي “نفذتها قوى وطنية ومقاومة في لبنان على طريق السفارة الأميركية في عوكر، اعتراضاً على زيارة الوزير الأميركي”، أي بعيدا عن المطار. عملياً، حلّ بومبيو ضيفا على “حزب الله”!

السابق
ميزة جديدة في «واتس آب» ستنال إعجاب المستخدمين
التالي
في وداع المحامي الأمير طارق شهاب