المصالحة أنجزت في 2001… ونقطة على السطر

شارل جبور

تحت عنوان المصالحة أنجزت في 2001… ونقطة على السطر، كتب شارل جبور في “الجمهورية”: الحرب اللبنانية انتهت عام 1990 وأزيلت معها أكياس الرمل والحواجز العسكرية بين المناطق، لكنّ الحواجز النفسية بين اللبنانيين استمرت الى أن أُزيلت في مصالحتي الجبل والاستقلال الثاني.

العودة الى جبل لبنان الجنوبي تمّت على مراحل بعد 1990، وإذا لم تكتمل فصولاً حتى الآن فليس بسبب اعتبارات سياسية، كما يحاول البعض ان يصوِّر زوراً، بل بفعل الأوضاع الاجتماعية التي جعلت المُهجّر يتأقلم في المنطقة التي تهجّر إليها، كذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي لا تسمح بتحمّل تكاليف منزلين في آن معاً.

وعلى رغم ما تحقق من عودة ومصالحات بين عامي 1990 و2000 واستعادة قرى الجبل التفاعل المسيحي – الدرزي، إلّا انّ العامل النفسي المسيحي بقي على غير ما يرام بسبب مواقف رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط التي كانت وما زالت تشكل امتداداً للحرب اللبنانية، الى ان انسحب الجيش الإسرائيلي ورحل الرئيس السوري حافظ الأسد وأجريت انتخابات العام 2000 التي أشّرت الى بداية استدارة جنبلاطية توجّت بمصالحة الجبل في آب 2001.

وقد حملت المصالحة اكثر من رسالة في اكثر من اتجاه: رسالة إلى المسيحيين بطي الصفحة الخلافية السياسية مع الخط السياسي التاريخي المسيحي اللبناني، ورسالة إلى السوريين فحواها انّ مجرد الانفتاح على هذا الخط يعني انّ جنبلاط لا يكتفي باستدارة في الموقف السياسي، بل انتقل إلى الترجمة العملية بالتقاطع مع خصوم النظام السوري التاريخيين، ورسالة الى حليفيه الرئيس نبيه بري والشهيد رفيق الحريري انه بدأ تموضعاً وطنياً جديداً، ورسالة إلى القوى السيادية على اختلافها، وفي طليعتها بكركي ومكونات لقاء “قرنة شهوان”، مفادها انه معها في معركتها لإخراج الجيش السوري من لبنان.

وهذه الرسائل وغيرها، والتي تندرج ضمن التوجه الوطني العريض، أدّت إلى طي الصفحة الماضية بدءاً من العام 1841 و1860 وصولاً الى العام 1983، وفتحت صفحة بيضاء مشرقة.

ويسجّل لجنبلاط جرأته السياسية وإقدامه في ذاك الوقت، خصوصاً أن مصالحة الجبل من ضمن العوامل المؤسسة لانتفاضة الاستقلال، ولا يمكن حصرها بعامل واحد على أهميته وهو العودة السياسية إلى الجبل في موازاة العودة المادية. ومعلوم ان لا مصالحة حقيقية إذا لم تكن سياسية، وهذا ما حصل من خلال التقارب السياسي في العناوين والمبادئ والأهداف، وجنبلاط ما بعد المصالحة هو غير جنبلاط ما قبلها، إذ على رغم من استداراته المعهودة تمسّك باستمرار بالمصالحة واستراتيجيتها.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
http://www.aljoumhouria.com/news/index/463863

السابق
باسيل لبومبيو: تصنيف حزب الله إرهابياً لا يعني لبنان
التالي
وكالة وفا الرسمية تتحدث عن الذكرى 15 لاغتيال الشيخ احمد ياسين