الإسلاميون وعدالتهم المفقودة

هل حكام الغرب وأحزاب الغربيين وشركاتهم العُمْلاقَة وتُجارُهُم وشعوبُ الغرب أعداء الإسلام والمسلمين ويريدون استئصال دين الإسلام من الوجود كما يزعم كثير من الإسلاميين وفقهائهم وأحزابهم الدينية مراراً وتكراراً؟

الجواب:
أولاً:  أعتذر منكم من قساوة التعبير.
2 – منافق كاذب،  أو جاهل وغبي وأحمق وأعمى البصيرة والبصر كل فقيه أو حزب إسلامي ومسلم يزعم بأن الغرب عدو دين الإسلام كما كان المشركون في عهد النبي (ص) أعداءً لدينه.
لأن الغرب (غير المسلم) مَنَحَ المسلمين المُقيمين في بلدانه الحرية والأمن والأمان لكي يبنوا المساجد والحسينيات والمكتبات ويؤسسوا الجمعيات الدينية، وسمح لهم بجمع التبرعات، والزكاة والخمس والصدقات والكفارات، وأعفاهم من الضريبة بها، لكي يبعثوها لبلدان المسلمين الفقيرة، وسمح لهم بذبح حيواناتهم وفق شروط الشريعة، وبالحجاب للمرأة في الجامعات وفي كل حقول الدولة باستثناء مؤسساتها الرسمية الإدارية حيث منع الرموز الدينية بها من كافة الأديان وليس من دين الإسلام حصرياً،  وسمح لهم بالمشاركة في كافة سلطات الدولة ومؤسساتها القضائية والسياسية والعسكرية والأمنية والإدارية وفي أحزابها.
3 – فأي فقيه أو حزب مسلم يزعم بأن دول الغرب تحارب دين الإسلام وتريد استئصاله من الوجود فهو فقيه أو حزب إما كاذب منافق، وإما أعمى البصر والبصيرة وجاهل وغبي وأحمق.

اقرأ أيضاً: سلاح حزب ولاية الفقيه في مواجهة المعارضين

4 – ومنافق كاذب، أو جاهل غبي أحمق كل فقيه أو حزب مسلم يزعم بأن دولة العدالة لا يمكن تحقيقها إلا بتطبيق أحكام دين الإسلام!
أو يزعم  بأن إقامة دولة العدالة أمرٌ مشروط بوجود نبي أو مهدي!
أو يزعم بأنه لا يمكن أن توصف الدولة بالعادلة إلا إذا كانت مسلمة وإسلامية وتُطَبِّق أحكام شريعة الإسلام!
إنني أعتقد بأن الظلم لا دين له ولا مذهب، وأيضا إن العدالة لا دين لها ولا مذهب فالعادل هو عادلٌ سواء كان مؤمنا أم ملحداً، وسواء كان مسلما أم غير مسلم.
إن الحياة مليئة ببشر مؤمنين مسلمين ظالمين ومجرمين، ومليئة ببشر عادلين ليسوا مؤمنين ولا مسلمين.
هذا واقع الحياة الذي نراه ببصرنا وهو أصدق من كل كُتُبِكُم وكُتَّابِكُم ومن كل خطبائكم وخُطَبِكُم ومحاضراتكم وصياحكم وصراخكم على منابر مساجدكم وحسينياتكم.
إن الخامنئي وحسن نصر الله والخميني يحتاجون ألف سنة تربية وتعليم ليصلوا إلى درجة العدالة العظيمة الساحرة الرائعة التي وصلت إليها السيدة ميركل الديمقراطية العلمانية الليبرالية المسيحية رئيسة حكومة ألمانيا خامس أعظم دولة بالأرض.

السابق
إيران لا تريد حدودنا
التالي
«لجنة صديقات الرعاية» تحتفل بعيد الأم