«غزوة الليل» في بلدية سبلين.. اختلاسات تخطّت المليوني دولار ومحاولة سرقة الملفات!

سبلين
ليل سبيلين كان حامياً، والقاضي علي ابراهيم تابع التطورات.

وصلت رائحة الفساد التي استشرت في بلدية سبلين، إلى أنف المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، فاتخذر قراراً يوم الجمعة الماضي، بدهم مكاتب المجلس البلدي ومصادرة مستندات صرف ونسخاً من قرارات المجلس وأوراقاً وسجلات، وختم المكاتب بالشمع الأحمر.

مصادر متابعة تؤكد لـ”جنوبية”، أنّ فضيحة الاختلاسات التي قامت بها البلدية ليست بوليدة اللحظة، لافتة إلى أنّ قيمة الاختلاسات تقدر بأكثر من مليوني دولار، توضح المصادر أنّ هذه البلدية انتخبت مجدداً برئيسها محمد خالد قوبر وأعضائها في العام 2015، وأنّ مسيرة الاختلاس بدأت في العهد البلدي الأول ولم تنتهٍ عند الثاني.

لا تتردد المصادر في القول أنّ البلدية مدعومة مباشرة من الحزب التقدمي الاشتراكي، غير أنّها تستطرد مؤكدة أنّ الحزب رفع الغطاء عنها مؤخراً، للمحاسبة.

 

اقرأ أيضاً: كتاب مفتوح الى وزير الصحة: فساد مالي وإداري في مستشفى تنورين

ماذا حدث مساءً في سبلين؟

ملف الفساد البلدي الذي انفجر في سبلين منذ أيام، اشتعل فتيله مجدداً ليل أمس، وذلك على خلفية تواجد مجموعة غريبة عن المدينة داخل المجلس البلدي ترافقهم زوجة رئيس البلدية نوال الحسيني والتي تتولى أيضاً منصب أمينة الصندوق.

مصادر لـ”جنوبية”، أشارت في هذا السياق إلى أنّ الأهالي ضبطوا هذه المجموعة وهي تحاول إخراج بعض الملفات، وأنّ إشكالاً قد حدث، ما دفع المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم للذهاب بنفسه للمكان واستطلاع الأوضاع.
ليل سبلين بحسب المصادر نفسها كان طويلاً، فالتحقيقات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى.
هذا وحصل موقع “جنوبية” على شريط فيديو يوثق اللحظات الأولى للإشكال.

 

تفاصيل “غزوة الليل”

في إطار الوقوف عند تفاصيل “غزوة الليل”، تواصل موقع “جنوبية” مع ربيع قوبر، وهو عضو مجلس بلدي سابق.

بداية أوضح قوبر أنّ ملف الاختلاسات والتزوير في البلدية ضخم، وأنّ بحوذتهم وثائق ومستندات، لافتاً إلى أنّ من واجبه كمواطن وعضو سابق المحافظة على حق الناس.

يشير قوبر، إلى أنّه عند الساعة 9:22 من ليل أمس وجد المبني البلدي مضاءً، فركن سيارته أمامه وأطلق الزمور للاستطلاع، ليتفاجأ بشخصين غريبين عن سبلين يطلاّن من النافذة ومن ثمّ يطفآن الإنارة.

يتابع قوبر موضحاً أنّه انتظر خروجهما لاسيما وأنّهما أطفآ الأنوار، غير أنّه عوضاً عن ذلك تفاجأ بالحرس الليل يأتي إليه محاولا إقناعه أن لا أحداً في المبنى.

يلفت قوبر، إلى أنّه أثناء السجال بينه وبين الحرس، وصلت سيارة ثانية إلى المبنى البلدي، يستقلها عضو بلدي حالي ومعه شقيقه وأشخاص آخر ليسوا من البلدة، ما أدّى إلى حصول تلاسن بينهم وبين الوافدين، ومن ثمّ خروج رئيس البلدية الذي شهر السلاح بوجههم.

اقرأ أيضاً: أين المقاومة الاقتصادية من ملف النفط والغاز؟

التحقيقات

على خلفية الإشكال وإشهار السلاح، حضرت دورية من قوى الأمن، ودورية من الجيش اللبناني، إلى المبنى البلدي، وحضر أيضاً المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، الذي أمر بفتح تحقيق.

التحقيق استجوب فيه 15 شخصاً، بينهم ربيع قوبر عضو المجلس البلدي السابق، والذي ادعى على رئيس البلدية بإشهار السلاح بوجهه.

ليل – فجر، سبيلين لم يهدأ إلا بعض استدعاء الفعاليات التي عملت على الوصول إلى حل، لينسحب الجميع من المبنى، فيما ظلّت دورية من قوى الأمن لحماية المكان.

في هذا السياق يوضح قوبر، أنّ رئيس البلدية رفض تسليم الكاميرات، مدعياً أنّ الشخص الموكلة إليه هذه المهمة ليس موجوداً، ويشدد قوبر على أنّ الحل الوحيد لهذه المعضلة هو في استعادة الأموال المسلوبة التي تقدر بأكثر من مليوني دولار وباستقالة البلدية، مضيفاً “إن لم يكن هناك استقالة أتوقع أن تبدأ التوقيفات الرسمية”.

 

البلدية تصدر بياناً توضيحياً

لاحقاً صدر عن بلدية سبلين البيان التالي:

– في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء كانت امينة الصندوق في بلدية سبلين السيدة نوال الحسيني متواجدة في القصر البلدي تقوم بتحضير الملفات التي طلبتها لجنة التفتيش. اللجنة التي غادرت مبنى البلدية تمام الساعة السابعة على أن تعاود التحقيق صباح اليوم الخميس بالشكوى المقدمة ضد رئيس وأعضاء بلدية سبلين.

– بعد مرور عدد من المواطنين ورؤيتهم لمبنى البلدية مضاءً اعتبروا أنّ رئيس البلدية يقوم بتزوير المستندات (رئيس البلدية لم يكن متواجداً أساساً في المبنى بالاضافة إلى إقفال بعض الغرف بالشمع الأحمر من قبل لجنة التفتيش).

– تجمهر عددٌ من المواطنين محاولين الدخول إلى حرم القصر بعدها تمّ الاتصال برئيس البلدية السيد محمد قوبر وعند وصوله وما لبث أن فتح باب القصر البلدي حتى تم التهجّم عليه وتناوله ببعض الضربات ومن ثمّ تمّ التعدّي على زوجته وهي الآن موجودة في العناية في مستشفى حمود الجامعي. نصف ساعة وأكثر وهناك محاولات لضرب رئيس البلدية وشرطة البلدية تحاول حمايته.

– تم استدعاء القوى الأمنية من جيش ودرك وفوج تدخل سريع وتم الاتصال بالمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم المسؤول عن ملف التحقيق.

– تم اقتياد حوالي 13 شخصاً ممّن حاولوا التهجم على رئيس البلدية للتحقيق معهم ومعرفة أسباب اقتحامهم مبنى البلدية.

– الملف لم يقفل حتى الساعة بانتظار انتهاء التحقيق والقرار الذي لم يصدر حتى الان بانتظار الطبيب الشرعي وما ستظهره الكاميرات الموجودة داخل البلدية.

– تم تسطير دعوى من قبل رئيس وأعضاء بلدية سبلين بحق كلّ المتورطين بالهجوم على القصر البلدي.

السابق
خامنئي وروحاني يعترفان بأزمة إيران الاقتصادية
التالي
أصالة في بيروت رغم أنف الممانعين