من هو «أسير الأحزان» ومن هي «حنان»؟!

اثير الاحزان
في زمن تصنع فيه مواقع التواصل الاجتماعي ظواهر مفاجئة، تنتشر بسرعة دون قدرة على السيطرة عليها. تصبح لغة الأرقام هي المتحكم الأول في تحديد معايير الشهرة، فلا تُفاجَأ إذا استفقت ووجدت نفسك مشهوراً بسبب فيديو قصير مصوّر كالذي حدث مع حمدي السعودي الملقب بـ"أسير الأحزان"!!

ليس المهم اليوم كيف اشتهر حمدي، ومن أول المستثمرين فيه الذي صنع أغنية مؤلفة من مجموعة عبارات عشوائية ذكرها حمدي في مقاطع مصورة أرسلها الى حبيبة افتراضية تدعى “حنان”.

إلى هنا لا يشكّل كل ما سبق قيمة خبرية تتداوله وسائل الإعلام، لكن الموضوع ينقلب، والتغطية تصبح آنية إذا ما لاحظنا سرعة انتشار الأغنية كالنار في الهشيم بكافة الدول العربية واختراقها لجميع الطبقات الاجتماعية.

ولعلّ الأغنية ما كانت لتعرف أو تشكل أي حالة جذب، لولا ارتباطها بشخصية حمدي نفسه، شاب عشريني يحمل جواله ليلتقط فيديو عبر الكاميرا الأمامية، وينشره كقصة مصورة قصيرة على السناب شات. يستخدم حمدي في الكلام نبرة مستفزة في الحديث، تحمل من البرود ما يثير الضحك وفي كثير من الأحيان السخرية. لتشكل هذه العناصر مع ما يقوله حمدي من عبارات، فكرة دسمة لمن يعملون في الموسيقى وخاصة في أماكن السهر الليلية ويبحثون عن هذه العبارات والمقاطع لصناعة جمل موسيقية تعلق في الذهن.

اقرأ أيضاً: «لينا شاماميان» تطلق صرختها من بيروت في أغنية: أنا سوريّة

فإذا ما عدنا بشكل سريع عبر الذاكرة إلى أبرز المغنين الشعبيين في لبنان ومصر وسوريا والعراق نجد أن شهرتهم ارتبطت بجمل قصيرة ذكروها بطريقتهم الخاصة فكانت تذكرة النجاح لأغنياتهم.

المختلف في قصة حمدي، هو اتكاء مجموعة من المغنين الشعبيين على حالة انتشاره واستثمارها في تسجيل أغنيات وصل عددها عشرات خلال أسبوعين من الزمن، مع آلاف الفيديوهات المضحكة التي انتشرت عبر التطبيقات وخاصة تطبيق جديد للمقاطع الساخرة يحمل اسم “Tik Tok”.

قد لا توجد “حنان” من أصله!! فحمدي ذكر أسماء مختلفة عن حنان في الفيديوهات السابقة، ثم اعتد نفسه ووصف نفسه بالقمر، فشكل حالة كوميدية علقت في ذهن الجمهور أن حمدي هو “أسير الأحزان” الذي تخلت عنه “حنان”!!

مودي نصار، وديع الشيخ، محمد حمام، مجد العلي وغيرهم من المغنين الذين انتهزوا فرصة انتشار الظاهرة، وألفوا خلال أيام قليلة أغنيات موزعة بذات الأسلوب مع اختلاف الكلمات والإيقاع، لتصل الموجة إلى دانا حلبي، خاصة أن لا أحد يعرف صورة حنان. ما دفع دانا إلى تسجيل أغنية بعنوان “أنا حنان” ترد فيها على فيديوهات حمدي وتعبر بالكلام أنها استغنت عن “أسير الأحزان”.

اقرأ أيضاً: أحلام قد تتحقق: نجوم عرب على أبواب هوليوود

متى ينتهي هذا العبث؟! في البحث عن ذائقة الفن لهذا الزمن، يطالعنا رأي قائل بأن كل زمن يحمل معاييره الخاصة للشهرة والفن، فما قدمه عبد الحليم يوماً ما قوبل بالرفض واعتبر تشويها للسمع، لذا لا يمكن الوقوف بوجه مواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه من موسيقى وأغان.

لكن بالمقابل يجب إعادة التوازن بتقديم أعمال موسيقية قيّمة وتقديمها بأسلوب عصري يواكب مفاهيم مواقع التواصل حتى ترجح الكفة. وحينها لن نستغرب لماذا نردد بلاوعينا “آه يا حنان” لأنها جملة منسابة بسهولة مع إيقاع راقص، أم لتعبيرها غير المقصود ربما عن معاناة علاقات الحب في هذه الأيام، أو لغياب البديل الفعلي لكلمات أغانٍ تحمل معانٍ بليغة كما كان حال أيام زمان!!

السابق
في لبنان: يستدرج فتيات ومن ثم يبتزهن
التالي
«بومبيو» قريبا في لبنان: الأولوية لمواجهة أنشطة ايران وحزب الله