بعد خيانة حلفه مع جعجع.. هل يستعد باسيل لخيانة التسوية مع الحريري؟

سمير جعجع جبران باسيل
على وقع الخلافات العلنية بين قطبي التسوية الرئاسية الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، عاد الحريري مساء أمس الى بيروت آتياً من باريس التي توجه اليها بعد حضوره مؤتمر بروكسل لإجراء بعض الفحوصات الطبية.

وكانت مصادر مقربة منه قد أكدت أن رئيس الحكومة ليس بوارد التصعيد، حرصاً على نجاح حكومته، لكنه في المقابل لن يسكت على تشويه الحقائق والتجني السياسي.

وهذا يؤكد أن “اللهجة الباسيلية” الأخيرة تجاه الحريري وتلويحه بإسقاط الحكومة على غرار ما حصل سنة 2011 بعد ما أعلن باسيل اسقاط حكومة الحريري الأولى من الرابية أثناء لقاءه بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لم يستسيغها الحريري، ولن يكون مسالماً كما كان سابقاً بتعامله مع الغدر السياسي.

فالحريري “موديل 2018” ليس كما قبله، وهو يعلم أن التسوية الرئاسية لم تطو صفحة المعارك الضارية بين التيار العوني والتيار الأزرق خلال 12 سنة سابقة.

وما يبدد ثقة الحريري المطلقة بباسيل، وحتى بعد التسوية، هو ما رآه من انقلاب على من مهد طريق بعبدا أولاً للرئيس ميشال عون بعد “تفاهم معراب”، حزب القوات اللبنانية.

اقرأ أيضاً: خلافات الحريري باسيل الى العلن…فهل التسوية بخطر ؟

وهو ما ظهر من تجاهل لكل ما نص عليه الإتفاق، عبر طريقة التعامل مع حصة القوات الحكومية، وصولاً الى ما يشاع مؤخراً عن طلب باسيل بالحصة المسيحية الكاملة من التعيينات الإدارية في الدولة، متجاهلاً كل القوى المسيحية الأخرى لا سيما القوات.

واعتبر وزير قواتي أن طروحات باسيل الشعبوية الأخيرة، جاءت للتعويض عن فشل محاولات تقديم أوراق الإعتماد لدمشق، بسبب الضغوط الأميركية الأخيرة المعارضة لأي تقارب مع النظام السوري قبل الحل السياسي المنتظر.

وفي حديث لجنوبية، فضّل النائب عن كتلة الجمهورية القوية وهبي قاطيشا عدم الخوض في ما يجري مؤخراً من تصريحات وتصعيد داخلي لا سيما من قبل باسيل، حيث قال ضاحكاً: “الوزير باسيل مش عم فينا نجاريه بهل إيام”.

وهبة قاطيشا

ولم يستبعد قاطيشا أن نشهد إنقلاباً شبيهاً بالإنقلاب الذي حصل على تفاهم معراب مع القوات من قبل التيار الوطني الحر مع الحريري وتياره. وقال: “مش بعيدة، ولكن على المستقبل أن يجيب على ذلك وعلى كل ما يحصل كون الجبهة اليوم مفتوحة معهم”.

وعن أسس التسوية وما إذا كانت ما زالت متينة وبعيدة عن الخطر، قال قاطيشا: “لحد الآن لا يبدو هناك انهياراً تاماً، وأيضاً ليس هناك وضوحاً تاماً”.

تعليق مستقبلي

من جهة أخرى، علّق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث لجنوبية، على ما يجري مؤخراً من كلام تصعيدي وشعبوي من قبل باسيل قائلاً: “ما نسمعه اليوم هو دليل على أن طريقة

ادارة الأمور عند البعض في لبنان يتغلب عليها مسألة “اللمعة” التي تصيب من يظهر على خشبة المسرح، وأيضاً مسألة التجارة بالسياسة تتفوق على مسألة رجال الدولة” لديهم.

وعن إمكانية أن نشهد على انقلاب على التسوية مماثل لما حصل مع القوات بما يخص “تفاهم معراب“، قال علوش: “بعض النوعيات من السياسيين يعتبروا أن أي تفاهم لا يلزمهم بأي شيء، وأن ما يلزمهم ليس إلا مصالح شخصية ومصالح سياسية”.

وعن تعامل الرئيس الحريري مع هذه الموجة، أشار الى أنه إما أن تتوقف هذه الموجة ويعود الكل الى مجلس الوزراء وعندها يتجاهل الرئيس الحريري هذه الموجة، وإما تستمر وعندها عملياً سيتهدد التفاهم الرئاسي الذي بدوره يستفيد منه أيضاً باسيل.

وأضاف: “اللعب بهذا الموضوع يشكل ضرراً عاماً بالبلد وليس على سعد الحريري فقط، وعندها علينا أن نسأل إذا انهار البلد فمن نراه اليوم على المنابر، على أي منبر سنراه؟”.

وأكد علوش أن الإستقرار الوطني لا يتيح للبعض أن يتكلم بما يحلو له، ويلاقي سكوتاً عليه بالمقابل.

اقرأ أيضاً: مكافحة الفساد: هل قرر حزب الله أن ينزل عن سقف القانون؟

وعن استقرار التسوية، قال: “التسوية دائماً بخطر، ونحن نعلم الشخصيات التي نتعامل معها، وهي ليست من النوع الذي يحفظ التفاهمات، فالبعض أحياناً على استعداد أن يحرق البلد بكامله كي يشعل سيجارة، ولكن في النهاية هذه هي الخيارات المتاحة أمامنا”.

غيمة صيف

من جانب آخر اعتبر النائب عن كتلة المستقبل وليد البعريني، في حديث لجنوبية، أن ما شهدناه مؤخراً هو “غيمة صيف ومرقت”، وسيشهد الجميع ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

وأشار الى أن البعض يمر عليه لحظات تجعله يتكلم بشكل تصعيدي، إلا أن البلد اليوم ذاهب الى الإزدهار وبامكاننا أن نقول أن الموجة الأخيرة توقفت.

وقال: “التسوية الرئاسية باقية ولدينا قيادات حكيمة لن تدع البلد أن يذهب الى المجهول، والكل حريص على استقرار لبنان وتقدمه”.

السابق
سوريا: ثمانية أعوام من الثورة
التالي
اجتماعات عاجلة بين التيار الحر وحزب سبعة للرد على الرشوة التي كشفتها يعقوبيان