إيران توجّه بـ«صواريخ حزب الله» رسالةً إلى زيارة بومبيو لبيروت

سعد الحريري

دَخَلَت بيروت أسبوعاً صعباً تتشابَك فيه هبّة التأزم الداخلي مع التحديات الخارجية التي يرتبط بها لبنان من بوابة المواجهة الأميركية – الإيرانية التي ستحضر في المحطة البارزة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة اللبنانية بعد أيام قليلة والتي يشكّل «حزب الله» أحد عناوينها الرئيسية.

ولم يكن ينقص لبنان الرسمي، الذي سيَسمع من بومبيو كلاماً غير مفاجئ عن وجوب الالتزام الصارم بالنأي بالنفس واعتماد «خيارات وطنية» للحكومة وعدم السماح بتمدُّد نفوذ «حزب الله»، سوى تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري عن أن «كل الأراضي الإسرائيلية تحت مرمى صواريخ (حزب الله)، وهو الكلام الذي انطوى على رسائل عدة برسْم بومبيو، الذي سيحط في اسرائيل قبل انتقاله إلى بيروت».
وفي الطريق الى وصول بومبيو، تترقّب المصادر السياسية حصول مساعٍ تهْدوية على خط «التيار الوطني الحر» – «تيار المستقبل» في محاولةٍ لتفادي انجرار الجميع الى سقف «اللا عودة» التي لن تعني إلا إدخال لبنان في نفق مظلم قد تُعرف بداياته ولكن نهايته مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سيما بحال انهارتْ الأرضية السياسية – الحكومية – النيابية التي كانت تجري محاولات إقامتها تمهيداً لوضع مؤتمر «سيدر» على سكة التنفيذ.

اقرأ أيضاً: تحضيرات قبل زيارة بومبيو… وتحذير من «إشكال»

وغداة انفلاش الأجواء «الساخنة» بين «التيار» و«المستقبل» على خلفية توعُّد رئيس التيار الوزير جبران باسيل بأن «لا حكومة» بحال عدم عودة النازحين وعدم «طرْد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء» و«تصفير» عجز الكهرباء ناهيك عن اتهامه الحريري بالمشاركة في مؤتمر (بروكسيل) «هدفه تمويل بقاء النازحين»، بدت أوساطٌ متابعة على اقتناعٍ بأنّ التدافع الخشن على هذه الجبهة الجديدة لا يرمي إلى إسقاط الحكومة بقدر ما أنه ينطوي على محاولة من «التيار» لإرساء قواعد جديدة لبتّ ملفات الناحين والفساد والكهرباء وحتى التعيينات التي تشكّل بدورها قطبة مخفية في الصراع في ضوء المعلومات عن أن باسيل يريد ان تكون له يد شبه طليقة في حصة المسيحيين منها.

وفيما كان باسيل يعلن أمس خلال المؤتمر السنوي لـ«التيار»، «أنني أجبرتُ على أن أكون وزيراً من أجل التيار والرئيس والبلد وآمل في أول فرصة أن أخرج من الوزارة من أجل مصلحتي وموقعي»، ارتسمتْ معادلةٌ رسمها «التيار» في سياق لعبة «عض الأصابع» الجديدة مع «المستقبل» مفادها «إذا كانت الغاية تعطيل العهد فعندئذ فلتتعطّل الحكومة أيضاً»، مقابل معادلة مضادّة عنوانها أن أي مسارات تعطيلية ستعني إفشال الحكومة والعهد معاً.

وإذ تعتقد الأوساط المتابعة أن لا أحد يضع على أجنْدته الداخلية الإطاحة بالحكومة لأن في الأمر ما يشبه «الانتحار السياسي»، فإنها لا تقلل من أضرار تَشظيات ارتفاع المتاريس السياسية على عمل الحكومة المطالَبة بإنجاز واجباتها تمهيداً لتنفيذ مقررات «سيدر»، وسط خشيةٍ من أن تتمدّد «بقعة زيت» التباينات ما لم يتم تدارُكها سريعاً وعلاماتِ استفهامٍ حول مدى قدرة الحريري (عرّج من بروكسيل على باريس لإجراء فحوص طبية) على تقديم المزيد من التراجعات في ملفات يبدو بعضها وكأنه في سياق تطويقه والمزيد من الأكل من «صحنه» ورصيده.

(الراي الكويتية)

السابق
تحضيرات قبل زيارة بومبيو… وتحذير من «إشكال»
التالي
تعرّفوا على المدن الـ20 الأكثر تلوثاً في لبنان