خلافات الحريري باسيل الى العلن…فهل التسوية بخطر ؟

سعد الحريري وجبران باسيل
لم يعد خافياً أن مخلفات أزمة تأليف الحكومة لم تنته بعد، فهي انتقلت الى داخل مجلس الوزراء، وبدأت الخلافات تظهر الى العلن مجدداً لا سيما بين رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه من جهة، وفريق رئيس الجمهورية المتمثل بالوزير جبران باسيل من جهة أخرى.

حمل الخلاف هذه المرة تهديداً مبطناً من باسيل بإسقاط الحكومة، كونه يستطيع استخدام ورقة الوزير الـ11، حيث قال خطابه ليل أول من أمس في عشاء أقامه التيار الوطني الحر في ذكرى 14 آذار: “أو عودة النازحين أو الحكومة، أو نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء، أو لا حكومة، إما عجز الكهرباء صفر، أو حكومة صفر ولا حكومة”، طارحاً بكلامه هذا المسائل الخلافية الحالية.

وتشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن كلام العالي النبرة لباسيل يعود إلى خلاف كبير حصل بينه وبين الحريري حين التقيا في منزل الأخير لأربع ساعات الأربعاء الماضي، وتناولا عددا من الملفات المطروحة على مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة.

وترددت معلومات أنه في ما يخص ملف الكهرباء، أعاد باسيل طرح فكرة استخدام البواخر قبل تلزيم بناء معملين في سلعاتا والزهراني، وتأهيل معمل الجية، إلا أن الحريري كان ميالاً إلى تلزيم إقامة المعامل نظرا إلى الاعتراضات على كلفة البواخر.

وفي ملف آخر، طالب باسيل في لقائه الحريري أن يحصل تياره والرئيس عون على حق تسمية الأشخاص المرشحين من الطوائف المسيحية، لتعيينهم في المواقع الإدارية التي ستتخذ الحكومة قرارات في شأنها في الأسابيع المقبلة، إلا أن الحريري رفض طلبه لأنه لا يريد تجاهل القوى السياسية المسيحية الأخرى كالقوات والمردة.

وفي رد عنيف من المستقبل على خطاب باسيل، الذي عرّج به أيضاً على كتاب “الإبراء المستحيل” بقوله أنه صار قانوناً، أتت مقدمة تلفزيون المستقبل مفندة خطاب الأخير، حيث قالت: “فليتفضل مقدمو أوراق الاعتماد للممانعة بإعادة النازحين”.

اقرأ أيضاً: الحريري يمثّل لبنان في بروكسل بغياب باسيل والغريب

وفي ما يخص ملف محاربة الفساد قالت: “هذا ملف فتح ولن نُغلقه، مهما اشتدت محاولات الضغط، وآخرها ما يحصل في القضاء عبر حصر صلاحية ملفات مكافحة الفساد بالنواب العامين”.

وختمت: “أخيرا، يقولون إنّ الابراء المستحيل أصبح قانونا، وهم يعرفون أنه الافتراء المستحيل، وأن واضعيه قدّموه أوراق اعتماد لدى حزب الله، ضمن أجندات خاصة لا علاقة لها بالاستقامة السياسية.

من جهة أخرى، علّق النائب عن كتلة المستقبل بكر الحجيري، في حديث لجنوبية، “أن في ما يخص التلويح بإسقاط الحكومة، فهو موضوع قيد النقاش داخل الكتلة، وسيكون لدينا موقفاً واضحاً الثلاثاء اذا ما طرح الموضوع خلال اجتماعنا”.

وقال: “هناك من يريد التفرد ببعض القرارات والقفز فوق مقررات الدستور والحكومة، وإذا البعض ألمح بكلامه عن موضوع الدعوات الى بروكسل وطريقة التعامل مع المؤتمر، فهذا الأمر بيد رئيس الحكومة وهو يقرر به، ومن ينزعج من ذلك فهذا شأنه”.

وأضاف: “نالت الحكومة 111 صوت ثقة، وبعد تشكيلها الذي استمر 9 أشهر كان التوجه نحو العمل والبت بالمسائل العالقة التي نحتاج لحلها، إنما الواضح اليوم هو وجود استقواء على مواقع في الدولة وعدم احترام فصل السلطات وللدستور، ووقوفنا بوجه هذه المحاولات بالتأكيد سيوصلنا الى هذا الكلام الخطير من قبل البعض، إلا أن هذا الكلام مرفوض ومردود الى أصحابه”.

اقرأ ايضا: توترات سياسية بسبب «الفيتو» الأوروبي على حضور «الغريب» الى بروكسل

وعن العودة لنغمة الإبراء المستحيل، قال أن هذا الأمر واعادة الكلام به يثير الكثير من علامات الإستفهام.

وفي رد على سؤال التسوية الى أين؟ قال الحجيري أنه في آخر المطاف لا يمكن لأحد لي ذراع رئيس الحكومة مهما كان الأمر.

وأضاف: “من يتكلم بنبرة عالية فيسمحلنا فيها، فالبعض لا يريد محاربة الفساد بالشكل المطلوب، فإما أن يحاربوا الفساد بشكل جدي أو فليسكتوا، فالرئيس الحريري قال أنه لن يغطي أحدا فماذا عنهم؟”.

ولفت أنه “من المؤسف أن تعاد نغمة الإتهامات العشوائية من نفس الأشخاص”.

ملف النازحين

في هذا الإطار، أشار الحجيري الى أنه في ما يخص عودة النازحين السوريين، فعلينا أن نقول أنه هناك من هجر هؤلاء من بيوتهم، وهناك من هو مسؤول عنهم، فالبعض يقول أن علاقتنا بسوريا طبيعية وهناك سفير، فهنا علينا أن نسأل لماذا لم يكلف خاطره للحظة هذا السفير ويسأل عن مواطنيه ويسهل عودة من يريد على الأقل؟.

وأضاف: “على حلفاء هذا النظام أو البلد المسؤول عنه وهو روسيا أن يضغط أيضاً في هذا الموضوع، ويجب السؤال أيضاً للوزير اللبناني الجديد المسؤول عن الملف والذي ذهب الى سوريا فما هو الخرق العظيم الذي قام به؟ وما الجديد الذي أتى به؟

وكرّر الحجيري مطالبة “حزب الله” بالخروج من القصير لعودة 65 ألف نازح سوري في عرسال فقط، حيث قال: “صرنا عايدين هذا الكلام مئات المرات، فليخرجوا من القصير وعندها يعود النازحون خلال ساعة واحدة”.

وقال: “لسنا مضطرين لا أنا ولا غيري أن نكون بموقع دفاع عن مسائل يتحمل الفريق الآخر مسؤوليتها وليس نحن”.

توضيح عوني

في جهة أخرى، نفى النائب في تكتل لبنان القوي سيمون أبي رميا، في حديث لجنوبية تفسير كلام باسيل بانه سعي لإسقاط الحكومة، وقال “ليس هناك نية لدى أحد بتفشيل او اسقاط الحكومة، بل على العكس ما يهمنا اليوم هو زيادة انتاجية هذه الحكومة ونجاحها، وخصوصاً أنه يُنتظر منها الكثير من الأمور”.

وعن نبرة رئيس التيار الحرّ العالية، قال أبي رميا: “السقف ليس عالياً، كلام الوزير باسيل الأخير كان موجهاً للجميع بمن فيهم التيار الوطني الحر، فلا أحد يشعر بأنه متهماً دون أن يكون هناك تسمية لأحد”.

وعن ما كُتب حول أن اللقاء الأخير بين الحريري وباسيل كان “حامياً”، قال: قرأت ما كتب لكننا لم نطلع بعد من الوزير باسيل عن ما جرى في الإجتماع وعن ما طرح فيه”.

وعن مصير التسوية بين التيار الحر وتيار المستقبل وخطر انهيارها، أشار ابي رميا أنه لا يعتقد ذلك، “لأنها بُنيت على مرتكزات متوافق عليها، بما فيها محاربة الفساد وانقاذ الوضع الإقتصادي والكهرباء وغيرها، وكل المشاركين بهذه التسوية تهمهم الأمور عينها”.

وفيما يخص ملف النازحين، أوضح أبي رميا أن “هناك جو لدى المجتمع الدولي يسوّق نظرية وجوب بقاء النازحين في مكانهم الآن بسبب ان الوضع غير آمن في سوريا، إنما نحن لدينا مقاربة أخرى، سيطرحها الرئيس ميشال عون خلال زيارته لموسكو”.

وشدد على أن “لا خلاف مع الرئيس الحريري حيال هذا الأمر، لأنه ملتزم بما جاء في البيان الوزاري في هذا الخصوص”.

السابق
شباب من آل حمية في اعتصام، يستنكرون بث «قناة المنار» فيديو جريمة الشويفات
التالي
مجزرة نيوزلندا: المسلمون يدفعون جزاء التحريض والإدانة