سلاف فواخرجي «الممانعة» تعود إلى مصر من بوابة «التسامح»

سلاف فواخرجي
بصوت دافئ ولغة غير محتّدة، أطلت الممثلة السورية سلاف فواخرجي على الإعلام المصري في برنامج " حفلة 11" مع الإعلامية سمر يسري، وأبدت سلاف رأيها في عدد من القضايا الفنية والاجتماعية في سوريا والعالم العربي، لكنّ التصريح الأكثر دهشة هو دعوة سلاف جميع السوريين للتسامح ونسيان الماضي وإلغاء الخلافات فيما بينهم.

سلاف الممثلة السورية المولودة في مدينة اللاذقية، كانت قد أعلنت ولاءها للنظام السوري بشكل مباشر من أول أيام الثورة، وخسرت بذلك جزءاً من متابعيها كما أغلقت في وجهها السوق المصرية والخليجية لسنوات، وإن لعبت بعض الأدوار التي عبرت إلى قناة هنا وقناة هناك، لكنّ سلاف التي أبهرت الوطن العربي بشخصية “أسمهان” ووقفت إلى جانب الكبار في فيلم “ليلة البيبي دول” وأدّت دور حبيبة عبدالحليم حافظ في آخر أفلام أحمد زكي، لم يظهر نجمها خلال السنوات السابقة، ليفسح غيابها المجال لنجمات سوريات شابات تمكنّ من بناء قاعدة جماهيرية أوسع دون الوقوع في فخ السياسة أو منعهنّ من العمل في سوريا أو خارجها.

وفي لقاء سلاف الأخير برزت نبرة الصوت المنخفضة في طريقة تحليل سلاف للمشهد السوري، في حين يمتلأ اليوتيوب بمقاطع واضحة وصريحة أعلنت فيها سلاف أن الثورة يقودها مجموعة بلطجية، وأن بشار الأسد إنسان شريف ولا يمكنه قتل شعبه. ليكون الموقف الأكثر حدّة في سجل سلاف أثناء تهديد أوباما لرئيس الولايات المتحدة الأسبق بشار الأسد في قصف نظامه بعد استخدام بشار للسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق، يومها خرجت سلاف على الإعلام الرسمي في سوريا ترتدي بزّة عسكرية وبلغة حادة خالية من المشاعر قالت أنها ستواجه الغزو الأميركي بـ”صدور عارية” ورافقت مجموعة من الموالين للتخييم فوق سفوح جبل قاسيون رفضاً للضربة الأميركية.

اقرأ أيضاً: نادين نجيم طبيبة ونائب في مسلسل واحد!

مرة أخرى، برز اسم فواخرجي للإعلام بعد أن نشرت صورة تذكارية لها أمام ركام مدينة حمص القديمة خلال تصوير مسلسل “بانتظار الياسمين”، تلا ذلك دعوتها الجماهير لانتخاب “بشار الأسد” في انتخابات عام 2014 في فيديو مصور بدأته بجملة “نحنا الشعب”!!

فما الذي تغيّر؟! خاصة وأن عملي سلاف الأخيرين في عام 2018 لم يتمكنا من دخول قنوات العرض، فلم يعد اسم نجمة “عصي الدمع” قوياً ليمنح مسلسلها “هوا أصفر” تذكرة العبور إلى قناة خليجية، أو يساعد مسلسلها المصري “خط ساخن” في العرض على شاشة إقليمية تعيد تكلفة إنتاجه نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة في الإنتاج المصري.

اقرأ أيضاً: هل نجت ريما كركي من فخّ «منا وجر»؟

وحيث لم تغب سلاف عن قنوات الإعلام المصري والخليجي خلال سنوات الثورة، إلا أن مناسبة استقبالها كانت مختلفة، فغالبية محطات ظهورها السابق ارتبط بالحديث عن مواقفها الموالية، لتفاجئ الجمهور يوم أمس في معرض سؤالها عن المطربة السورية أصالة المعروفة بمعاداتها للنظام وتعارض ميلها السياسي مع سلاف وتأييدها المطلق لنظام الأسد، بأن دعتها سلاف لتجاوز الخلافات، فسوريا “الأم” حسب وصف سلاف تتسع للجميع.

والسؤال كم يخطئ الفنانون في تبنيهم لمواقف الساسة، فكثيرة هي القامات الفنية التي خسرت جمهورها لأنها أقحمت وجودها في ميدان المواقف السياسية، حيث تكفي كلمة أو صورة لمسح أرشيف إبداع كامل من ذاكرة المشاهدين!!

السابق
مساع أمريكية لخفض صادرات إيران النفطية إلى دون المليون
التالي
14 آذار: ذكرى ثورة الأرز التي حررت لبنان وفككتها الطائفية