ربيع الشعوب… خريف الطغاة

الربيع العربي
مع دخول الربيع العربي عامه الثامن، نراه يتجدد في درعا ويزهر في السودان والجزائر رغم كل ما أصاب البلاد والعباد.

كاد ان يذبل هذا الربيع بفعل الهجمة الشرسة التي واجهته من قوى الثورة المضادة والدولة العميقة الممسكة بالسلطة عبر مافيات إقتصادية وطبقة سياسية فاسدة تدعمها طغمة عسكرية أشد فساداً وقسوة مدعومة بدعم خارجي من ” أربابها وعرابيها ” بداعي حماية البلد والمؤسسات من الإنهيار والسقوط بيد ” الإرهاب “. فالإرهاب كان الكلمة السحرية وكلمة السر التي إستخدمتها هذه الأنظمة للإنقضاض على الثورات وسحق آمال الشعوب بالحرية والعيش الكريم والعدالة الإجتماعية .

يتجدد هذا الربيع ويزهر مجددا رغم الإرهاب المزدوج الذي مورس بحقه، إرهاب الجماعات الإسلامية المتشددة، وإرهاب الأنظمة الحاكمة في مفارقة عجيبة غريبة حيث إتفق طرفي الإرهاب على ضرب وقتال القوى الحية الممثلة بالمواطنين الذين ما نزلوا إلى الشارع إلا طلبا للإصلاح والحرية والعدالة الإجتماعية وليس طمعا بمركز أو سلطة أو تغليب إيديولوجية على أخرى.

اقرأ أيضاً: الفشل التربوي والأدبي والأخلاقي لمجتمع المقاومة في لبنان

هكذا حصل في سوريا واليمن، أما في مصر فقد جرى الإنقلاب على الرئيس الشرعي والمنتخب للبلاد عبر ثورة مضادة أطاحت بكل منجزات ثورة 25 يناير وأخذت الوضع إلى أسوأ مما كان عليه من قبل، وهذا ما يحاولون فعله في ليبيا عبر دعم الجنرال خليفة حفتر لإعادة إنتاج نظام القذافي بوجوه جديدة قديمة، وما هذا إلا لإرهاب الناس بغية تركيعها وتدفيعها ثمن ثورتها وخروجها على النظام . هذا الوضع أوجد حاجزا ما بين ربيع الشعوب وخريف الطغاة بحيث كان ” صيفا ” ساخناً دمر الأخضر واليابس وقتل مئات الآلاف وشرد الملايين خاصة في سوريا واليمن، وبالرغم من كل هذا تخرج الجماهير في السودان والجزائر في موجة جديدة من موجات الربيع، وتعيد درعا سيرتها الأولى حيث في البدء كانت درعا وكُسر حاجز الخوف مجددا لأن هذا الشعب الصابر لم يعد لديه ما يخاف عليه ولا ما يضحي من أجله، فلا حرية ولا كرامة إنسانية ولا عدالة إجتماعية، وهو ما غاب عن ذهن وبال هذه الأنظمة التي دمرت الماضي وخربت الحاضر وتريد مصادرة المستقبل وهو ما لم تعد ترضى به الشعوب المنكوبة.

إنه صراع بات وجوديا وصراع إرادات بحيث بات ربيع الشعوب يعني خريف الطغاة والذي مهما طال أمده هو حتما إلى زوال، لأن الربيع هو البداية وهو الولادة وهو الحياة، بينما الخريف هو النهاية والموت.

تحية لكل الشعوب المناضلة من أجل غد أفضل، وكل الدعم ل شعبي السودان والجزائر وأحرار درعا لتجديدهم وإعادة الروح إلى ربيع هذه الأمة بعد أن كاد يخبو وينطفئ .

السابق
مرة أخرى عن الموقف التركي من القضية الفلسطينية
التالي
لبنان اليوم في «بروكسل»: إقرار المساعدات دون «تشجيع» عودة النازحين