مصالحة الحريري وريفي… مصلحة مؤقتة أم دائمة؟

رشيد درباس فؤاد السنيورة
"رب ضارة نافعة"، هذا هو لسان حال الشارع المستقبلي، بعد المصالحة التي تمت بين الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي أمس، وجاء توقيتها قبل شهر من إنتخابات طرابلس الفرعية.

المصالحة التي تمت في دارة الرئيس فؤاد السنيورة مساء أمس، شكلت مفاجأة في المشهد السياسي، بعد عمل دام أسبوع بين السنيورة، والوزير السابق رشيد درباس، الذي شارك في اللقاء.

ظاهرياً، هكذا لقاء كان متوقعاً بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة، ولمس الشارع المستقبلي ذلك بعد سلسلة مواقف أطلقها ريفي دعماً للحريري خلال أزمة تشكيل الحكومة التي دامت 9 أشهر، إلا أن لقاء ريفي مع النائب فيصل كرامي منذ أيام، وانخفات الدعم العلني للحريري بعد التشكيل جعل من اللقاء حدثاً مفاجئاً.

بدوره أكد الحريري على أن المصالحة هذه ستدوم خصوصاً بوجود الرئيس السنيورة الذي “يلح” على هذا الأمر منذ فترة على حد تعبيره، وأشار الى أن هذه الخطوة أتت لرص الصفوف والعمل سوياً لما فيه مصلحة طرابلس.

اقرأ أيضاً: الحريري يلتقي ريفي في منزل السنيورة ويعلن فتح صفحة جديدة…

أما ريفي، الذي كان يستعد لخوض المعركة في الإنتخابات الفرعية منذ أيام، بدا مرتاحاً لأجواء اللقاء، مشدداً على أنه نتيجة الوضع الخطير الذي نمر به، كان يجب ترميم هذا البيت، مودعاً كل التفاصيل عند “كبارنا”، في اشارة منه الى الرئيسين الحريري والسنيورة.

وفي حديث صحفي، قال أن اللقاء كان ودياً في جو من الصراحة والمودة، واتفقنا على فتح صفحة جديدة نحتاجها لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالبلد.

وشكر ريفي السنيورة ودرباس على دورهما في انضاج هذا اللقاء، ودعا لأن يكون الجميع يداً واحدة للدفاع عن لبنان والدستور والمؤسسات ولإنقاذ الوضع الاقتصادي.

وسيكون لريفي موقفاً مفصلاً غداً في ذكرى 14 آذار يعلن فيه عزمه على عدم الترشح، الأمر الذي سيسهم في تأمين فوز مرشحة “المستقبل” بالتزكية، خصوصاً وان مرشّح جمعية المشاريع طه ناجي، قد يعزف ايضا عندما يلمس ان القوى السياسية الأساسية في المدينة بما فيها تيّار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمّد الصفدي ستدعم جمالي.

ما قبل اللقاء

تشير المعلومات الى أنه وقبل لقاء ريفي بكرامي الذي أثار الكثير من التساؤلات، جمع ريفي لقاء بالسنيورة في بيروت، تم به الإتفاق على اللقاء مع الحريري، وبالتالي اعلان عزوفه عن الترشح بوجه جمالي ودعمه لها.

وكان للسنيورة دور أكبر لإقناع الحريري بالمصالحة، وتولى درباس التنسيق مع ريفي لإتمامها.

وما سهل وعجّل بحدوث اللقاء هو الاستعداد المبدئي لكل من الحريري وريفي على ان يلتقيا ويتصالحا، ويطويا الصفحة السابقة.

انطباع الشارع الطرابلسي

تعليقاً على الحدث الأخير، قال النائب عن كتلة المستقبل محمد كبارة، في حديث لجنوبية، أن كل ما يقرب وجهات النظر، وكل ما يصب في مصلحة طرابلس ومشاريعها وعملية انمائها وحقوقها بالتأكيد سنكون معه وسنؤيده.

اقرأ أيضاً: الحريري يمثّل لبنان في بروكسل بغياب باسيل والغريب

وأضاف: “ما يهمنا بشكل أساسي هو مصلحة الطرابلسيين، وهدفنا المحافظة على المدينة وتأمين مشاريع فيها، فالكل يعلم أنه سابقاً كان لدينا 20 مدير عام بالدولة، أما اليوم فليس لدينا أحد سواء في الإدارة أم في الأجهزة الأمنية، وبالتالي يجب تحصل طرابلس على حقوقها”.

محمد كبارة

وتمنى أن يكون التقارب الحاصل بين الجميع اليوم هو مدخلاً لاستعادة حقوقها، وعن انطباع الشارع الطرابلسي بعد المصالحة قال: “الإنطباع العام يؤكد على أننا يجب أن نتوحد جميعاً لنحفظ كرامة المدينة وكرامة أهلها ولنعيد لها حقوقها”.

وعن الكلام الصحفي الذي أشار الى أن الحريري أقدم على المصالحة لأنه يشعر بالخطر في ما يخص الإنتخابات الفرعية، قال كبارة: “هذا الكلام يصادر قرار الناس، فالناس هم من اختاروا وسيختارون، ولا يمكننا أن نقرر عنهم”.

وعن أمكانية أن يؤسس اللقاء الى تحالف في الإنتخابات المقبلة، قال: “لا أعلم ما هي الوعود التي أعطيت للواء ريفي، وليس لدي معلومات عن شروط مسبقة قبل اللقاء، ونحن علمنا مثل ما علم الجميع”.

السابق
نادين نجيم طبيبة ونائب في مسلسل واحد!
التالي
45 صورة مفقودة من فلسطين عام 1948