العلولا يعود إلى بيروت والسعودية باقية مع لبنان رغم التخبيص

تقول مصادر سياسية مواكبة لمسار العلاقة بين السعودية ولبنان  لـ “النهار”، إنّ المملكة تُدرك بامتياز خصوصية لبنان من جوانبها كافة خصوصًا طغيان الدويلة على الدولة. وبمعنى آخر ثمّة واقع سياسي في لبنان تبدّت معالمه من قانون الانتخاب وما سبقه من الانتخابات الرئاسية وصولاً إلى المراحل التي قطعتها عملية تشكيل الحكومة. ولكنّ المملكة وعلى أعلى المستويات إن من خلال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تُدرك ماهية الظروف المحيطة بلبنان أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا. ونظرًا الى الواقع التاريخي بين البلدين وما يختزنه الملك سلمان من محبة خاصة للبنان، فذلك يُبقي هذا الدعم السعودي قائمًا بعيدًا من الحسابات والاعتبارات المحيطة بهذا البلد والسيطرة الواضحة عليه من “حزب الله”، إلى حفلات الشتائم التي يقوم بها البعض تجاه السعودية التي تتعالى عن الصغائر. هذا ما سمعه زوار المملكة اخيراً، إذ من يعود من السعودية يتأكّد من مدى حرص المملكة على مساندة لبنان في السرّاء والضرّاء، وما توقيع هذه الاتفاقات التي ستعود بالفائدة والخير لكل اللبنانيين ولسائر المناطق اللبنانية إلاّ دليل على هذا المنحى والتوجّه القائم في السعودية تحت شعار عدم التخلّي عن لبنان مهما “خبّص” البعض، باعتبار الغالبية من اللبنانيين تُدرك مدى الدعم السعودي التاريخي في كل المحطات والحروب والأزمات. وعُلم أنّه من غير المستبعَد أن يعود المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا إلى لبنان لمواكبة ومتابعة العلاقة بين بيروت والرياض، ولا سيما أنّ زيارته الأخيرة اتّسمت بالإيجابية ودفعت التواصل بين البلدين إلى الأمام عبر ما سبق وأعلنه عن عودة الرعايا السعوديين لزيارة لبنان والاصطياف في ربوعه.

ويؤكّد أحد الوزراء السابقين ونائب حالي لـ “النهار”، أنّه من الضرورة بمكان التزام البعض في الداخل أخلاقيًّا وأدبيًّا وعرفانًا بالجميل للمملكة التي كانت ولازالت السند الأساس للبنان، وذلك بوقف الحملات والشتائم وحفلات التخوين التي درجوا عليها وفي طليعتهم “حزب الله” وحلفاؤه وبتوجّهات إيرانية، وليقرأ هؤلاء خطاب الملك سلمان في قمّة شرم الشيخ العربية – الأوروبية الأخيرة حيث كان خطابه فلسطينيًّا وعربيًّا لم نسمعه من أي مسؤول عربي. وهل نُذكّر ما يسمّى برؤساء الممانعة بأنّهم قاموا بتصفية هذه القضية عبر دعمهم لفصائل إرهابية وتنظيمات أخرى لمواجهة السلطة الفلسطينية أو حركة “فتح”؟ وبمعنى أوضح انّ المملكة لم يسبق لها أن تخلّت عن دعم هذه القضية ولا عن لبنان.

السابق
أكبر اختلاس في تاريخ إيران.. فضيحة بـ38 مليار دولار
التالي
بومبيو في بيروت: النأي بالنفس والجيش اولاً