الحريري يمثّل لبنان في بروكسل بغياب باسيل والغريب

مؤتمر بروكسل
تتقاطع زيارة وزير الخارجية الاميركي الى بيروت وزيارة الحريري الى بروكسل لحضور مؤتمر النازحين

يصل اليوم الى بيروت وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو ليبحث مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبقية المسؤولين امورا تهم الولايات المتحدة ولبنان، في مرحلة خطرة تمر بها المنطقة من سياسة رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو المتطرفة الى الوضع في سوريا والعراق والخلاف الاميركي مع تركيا والعقوبات الاميركية على ايران، ودور لبنان في ظل هذا الصراع الحاصل، خاصة وان روسيا اصبحت جارة لبنان عبر قاعدتين عسكريتين في سوريا جوية وبحرية ولها قوات عسكرية من الجيش الروسي هي لواء من الشرطة العسكرية الروسية.

سبق زيارة وزير خارجية اميركا بومبيو الى بيروت زيارة مساعده ديفيد ساترفيلد التي كانت احادية الجانب وارتكزت على الاتصال بـ 14 اذار، كون الديبلوماسي ساترفيلد كان سفيرا للولايات المتحدة في لبنان واغلقت السفارة الاميركية في ايامه ثم حالف حركة 14 اذار وهو عمل على انجاز اتفاق الطائف مع السعودية والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وطبعا النواب اللبنانيون وعلى رأسهم يومها الرئيس حسين الحسيني.

اقرأ أيضاً: بين سطور زيارة ساترفيلد: النأي بالنفس… وإلا!

وأدت زيارة ساترفيلد الذي قاطع اثناءها زيارة قصر بعبدا لمقابلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم اتخاذ موقف من الرئيس نبيه بري بأنه سواء طلب ساترفيلد موعدا ام لم يطلب فان الرئيس بري لم يجتمع به. لكن ديبلوماسيو السفارة الاميركية في بيروت يريدون ان تكون زيارة وزير خارجية اميركا بومبيو زيارة تهدئة تؤدّي الى عدم حصول اي توتر في لبنان والى تحسين العلاقة وتقويتها بين الولايات المتحدة ولبنان على كافة الاصعدة ومع كل الاطراف باستثناء حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة حزب ارهابي. وطبعا بتأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتحالف واشنطن مع اسرائيل.

 

بروكسل

في هذا الوقت، توقفت مصادر وزير الخارجية عند المواقف والتصريحات الصادرة في خلال اليومين الماضيين، وقالت لـ”الجمهورية”: “من الواضح انّ أصحابها غير مطّلعين على مسار مؤتمر بروكسل، فهذا المؤتمر يُعقد للمرة الثالثة، وللمرة الثالثة يغيب عنه وزير الخارجية بقرار ذاتي، ولكنه لا يُغيّب وزارة الخارجية عنه، بدليل مشاركة مدير الشؤون السياسية غدي خوري فيه. إذاً، لا ارتباط مطلقاً بين قرار رئيس الحكومة بعدم إشراك وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب وبين غياب وزير الخارجية جبران باسيل عن المؤتمر”.

وكان الحريري، العائد من السعودية، زار عون وأطلعه على نتائج زيارته الرياض، وقال: “ذاهبون الى مؤتمر بروكسل لأننا نعاني ازمة النازحين الذين نريد عودتهم البارحة قبل اليوم. إلّا أنّ هناك واقعاً علينا التعامل معه ويتمثّل في أنّ النازحين موجودون في لبنان، وعلينا بالتالي ان نعمل لتتم مساعدتهم ودعم القرى الموجودين فيها، وكذلك دعم مقيميها من اللبنانيين. وسنناقش في بروكسل إمكانية تطوير الموقف في ما يخص عودة النازحين، الامر الذي لا يتم بين ليلة وضحاها، لكننا على تواصل دائم مع المعنيين. وستكون فرصة اساسية هناك للتداول معهم سواء مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني او غيرها من رؤساء مشاركين”.

وأوضحت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انّ الحريري شرح لعون الظروف التي حالت دون توسيع الوفد اللبناني الى المؤتمر، لافتاً الى حاجة المجتمع الدولي لسماع لغة واحدة للتعاطي معه، فلبنان ليس هو الطرف الذي يوجّه الدعوات أو يحجبها عن أحد في مؤتمر بروكسل، وقد ارتأى ان يكون الوفد على هذه الطريقة التي اعتمدت لضمان وجود وفد متجانس وموقف واحد يعبّر عن إرادة اللبنانيين في مقاربة هذا الملف وعدم الزَج به في المناحرات والمناكفات الداخلية، وسيشارك وزيرا التربية والشؤون الإجتماعية في ندوات متخصصة تعنى بمهامهما ودورهما في مقاربة ملف النازحين وحاجاتهم الإنسانية والتربية والإجتماعية”.

اقرأ ايضا: توترات سياسية بسبب «الفيتو» الأوروبي على حضور «الغريب» الى بروكسل

واكدت المصادر انّ عون والحريري “توافقا على منع اي ترددات سلبية لكل الجدل القائم حول تركيبة الوفد اللبناني على الوضع الحكومي، وهما سيوسّعان من نطاق الإتصالات لمنع اي هزة حكومية ليس أوانها”. وذكرت انّ الحريري أطلع عون على نتائج لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين، مؤكداً أهمية التوجهات السعودية الجديدة تجاه لبنان، وانّ إصرار المملكة على احياء الإتفاقات المتنوعة في مختلف المجالات الإقتصادية والمالية والإنمائية لها اهميتها الخاصة، ومن شأنها إحياء العلاقات التاريخية بين البلدين”.

واشارت المصادر الى انّ عون والحريري “اتفقا على السعي الى حصر ملف مكافحة الفساد بالإجراءات القضائية، والتي ستقود حتماً الى مجلس النواب. ولتأخذ الأمور مجراها بعيداً من أي سعي الى تسييس الملف أو تطييفه ومذهبته”.

علمت “الشرق” انه على ثلاثة محاور توزعت الاهتمامات اللبنانية الداخلية. مؤتمر بروكسل لـ”دعم مستقبل سوريا والمنطقة”. زيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو نهاية الجاري ومحطة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في بيروت.

وفي معلومات “الشرق” ان لبنان سيعود من بروكسل بمليار و300 مليون دولار، بينها مليار و100 مليون للنازحين و200 مليون لفقراء لبنان.

السابق
قوى الامن: إتلاف مواد فاسدة في الضاحية والعمل جار لتوقيف المتورطين
التالي
أبطال أوروبا.. «هاتريك» رونالدو يسقط أتلتيكو ويعبر بيوفنتوس إلى دور الثمانية