متى يستحي سياسيو لبنان من العمل السياسي؟

العمل السياسي
يتكلم سياسيو لبنان في كل يوم وبمعدلات قياسية مقارنة بسياسيي الدول المتقدمة..

فكثير من الكلام وقليل من العمل والإنجازات.. وهذا إن دل على شيء فقد يدل على نقص العقول لأن الإمام علي عليه السلام يقول: “إذا كمل العقل نقص الكلام”.. وقد تدل هذه الظاهرة على وجود مناورات من هؤلاء السياسيين على الشعب ليدوِّخُوه بثرثرات تضيِّعه وتفقده صوابه وتبعده عن مطالبه المحقة.. وقد تدل – وهو الراجح – على قلة الحياء.. ألا يستحي سياسيو لبنان من مخاطبة الشعب الذي دمروا اقتصاده وقاموا بإخضاعه لمديونية ما يزيد عن المئة مليار دولار أمريكي من القروض الداخلية والخارجية الفعلية لو ضممنا إليها ما يتوجب على الدولة من نفقات للمؤسسات العامة كالضمان الإجتماعي والخاصة كالمستشفيات الخاصة ومن تعويضات متنوعة لنهاية خدمة الموظفين وما شاكل.. علماً أن هذه القروض رهنت البلد وأهله لعقود.. ويحتمل لقرون.. ألا يستحي النواب والوزراء والرؤوساء الحاليون والسابقون من مخاطبة هذا الشعب بعد اليوم.. ألا يخجلون من الوقوف أمام هذا الشعب والحديث معه في كل يوم على المنابر الدينية وغير الدينية وفي الندوات العامة والخاصة والمؤتمرات الصحفية.. والله إن مثلهم كمثل القحبة والمومس التي لا تستحي ما قيل وما يقال فيها.. فهلا اعتزلوا العمل السياسي وتركوا الشعب يقود البلاد لوحده عله ينعشها بجرعة من الأوكسجين قبل أن تختنق كلياً بأزماتها التي تتخبط بها..

اقرأ أيضاً: «كسرة خبز»: روايات حروب تركت آثاراً ولم تندمل!

إن سياسيي دول العالم المتحضر يعملون كالخدم عند شعوبهم ولكن الشعب اللبناني يعمل خادماً لسد حاجات ساسته ودولته.. فأصغر مواطن لبناني يدفع شهرياً من ضرائب مباشرة وغير مباشرة من فاتورة الكهرباء المقطوعة والمياه الممنوعة والاتصالات ومن ضريبة البلديات والقيمة المضافة وميكانيك السيارات وووو بمعدل الحد الأدنى في مجموعه! فإلى متى يبقى هذا الشعب يعمل ويكد ليل نهار لسد حاجة دولته وساستها دون أن يسهروا على نفعه ومصالحه؟ إلى متى سيبقى الشعب منبطحاً ونائماً وساسته بقلة حيائهم يمعنون في استعباده وتدميره.. إلى متى؟

السابق
توترات سياسية بسبب «الفيتو» الأوروبي على حضور «الغريب» الى بروكسل
التالي
«ادرعي» يعايد هيفا وهبي