«رح يُقع»… نداء أهل درعا عن تمثال الأسد الأب

تمثال حافظ الاسد
في خطوة استفزازية لكسر روح الإرادة لدى السوريين تزامناً مع الذكرى الثامنة للانتفاضات الشعبية التي اتخذت من الجامع العمري في مدينة درعا جنوب سوريا مسرحاً لانطلاقها، عمد النظام السوري إلى إعادة نصب تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد وسط مدينة درعا وذلك بعد عدة أشهر على اتفاق عقدته روسيا مع فصائل المعارضة في الجنوب السوري عاد من خلاها النظام وبسط سيطرته على مدينة درعها وريفها.

إلا أن المزاج العام لأهالي درعا لم يهدأ أمام استفزازات النظام المتكررة فبعد تدشين التمثال الذي اسقطه الثوار مع بداية الأحداث كرمز دفع أهالي المدينة للخروج في مظاهرات ضمن منطقة درعا البلد وصولاً إلى الجامع العمري فأطلق شرارة الثورة. استفزّت عودته المواطنين ما دفع الناشطين على الانترنت لإطلاق هاشتاغ “رح يُقع” كشعار ردده المتظاهرين في شوارع المدينة، في الوقت الذي لم يتعرض لهم النظام بالرصاص المباشر كما فعل قبل ثماني سنوات، إلا أنه خططّ لسيناريو خبيث وهو تنظيم مسيرة موالية لرئيس النظام بشار الأسد وإطلاق النار عليها لاتهام المعارضين باستهداف الموالين، ولكن تسريبا حصلت عليه القوات الروسية المتواجدة في درعا حول هذا المخطط الخطير، دفعها للأمر بإلغاء المسيرة المؤيدة للنظام، فنجت بذلك درعا من فتنة جديدة بحسب ما ذكرت مصادر معارضة لموقع “جنوبية”.

اقرأ أيضاً: 3مواقع تراثية طمرت بحراً بموافقة وزارة الثقافة..المحامي عازار لـ«جنوبية»:ما حدث جريمة وطنية

مشهد الجنوب السوري المعقّد يترنح بين ثلاثة مفاصل رئيسية، الأول هو خطر داعش المحتمل بعد نقل مجموعة من مقاتلين مخيم اليرموك والمنطقة الشرقية إلى أرياف مدينة السويداء، وتحذير زعامات محلية وناشطين من قلق تكرار سيناريو هجوم تموز الدامي على ريف السويداء الشرقي.

والمفصل الثاني يكمن في التواجد الكثيف للقوات الإيرانية وتجمعات حزب الله خاصة في منطقة اللجاة شرق درعا رغم التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من وجود قوات إيرانية على الحدود الشمالية لإسرائيل.

ثالث المفاصل يتعلق في خفايا اتفاق الجنوب بين الروس وفصائل المعارضة خاصة مع تكرار الاجتماعات الإسرائيلية الروسية حول وضع الجنوب والتنسيق المتواصل بين الجانبين حول أحدث المعطيات على الأرض.

اقرأ أيضاً: خيبة في دمشق جراء 8 تطورات… وواشنطن تتسلح بـ«الصبر الاستراتيجي»

وسط ذلك يحاول النظام إعادة بسط يده على الجنوب بشكل مباشر، سواءً عبر افتعال اقتتال محلي يبرر له زج قواته في السويداء التي تحتوي فصائل مسلحة تعلن دفاعها عن جبل العرب وليس مواجهة النظام علنياً، أو عبر مسح كل مظاهر المعارضة داخل درعا بعد السيطرة على معبر نصيب من خلال طمس مشاهد الحراك الأولى، فمسيرة موالية للنظام قام بها أطفال من حوران الأسبوع الفائت ونصب التمثال يوم أمس مع شعار “القائد المؤسس” المستفِز، الذي بات يلصقه النظام حين ذكر مسؤوليه ومنابره الإعلامية للفظ اسم حافظ الأسد.

وبينما حرك مشهد المظاهرات السلمية مشاعر المعارضين بعد تخاذل دول العالم في إيصال سوريا إلى حل ديمقراطي يزيل نظام الأسد عن السلطة، يبقى للجنوب خصوصية الموقع الاستراتيجي والدور التاريخي لهذه المنطقة في الحروب والثورات مع حس عروبي وإخاء مشترك يتمتع به أهل الجنوب، جعل من اختراق المنطقة وأسلمتها سياسيا وارهابيا من قبل النظام وحلفائه سيناريو فشل لمرات عديدة، وما مظاهرات أمس إلا دليل على استمرار فشله.

السابق
صداقات بين النجوم تخفي أكيالاً من الغيرة!
التالي
الاتحاد الاوروبي وجّه الدعوات و«الغريب» لن يذهب الى بروكسل..