إسمع يا دولة الرئيس (56): لماذا الإصرار على تهجير فقراء بيروت؟!

الشيخ محمد علي الحاج
[لا يوجد على الأرض أقوى من ذاكرة المظلوم، ولا أضعف من ذاكرة الظالم].

بات جميع المستأجرين القدامى يعرفون أن دولة الرئيس نبيه بري هو الذي يضغط باتجاه إقرار قانون الإيجارات الجديد، رغم تداعياته الإجتماعية الوخيمة على طبقة واسعة..! هذه الطبقة التي تضررت من أداء أمراء الحرب – الذين أضحوا ساسة البلد راهنا..- علما أنه لم يجرؤ أحد على تحدّيها، كما لم يعطها الساسة حقوقها..

وطبعا كلامي هذا لا يعني أنني ضد حقوق المؤجرين، الذين ظلموا أيضا، شأنهم شأن المستأجرين.. فالجميع ظلم بفعل هذه الطبقة الحاكمة الجشعة والمتوحشة، التي لم تنصف المالكين ولا المستأجرين، بل لم تنصف عموم المواطنين.

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس(55): مع تجارب المعارضة الشيعية

وليس من المقبول الاستمرار بالوضع كما هو، ويجب إنصاف أصحاب العقارات، وكذلك يجب إنصاف المستأجرين، ويمكن لهذه الدولة – التي يعشعش فيها الفساد والهدر والسرقات – أن تبني مساكن بثمن الكلفة لهذه الشرائح المظلومة.. ولبنان ليس بحاجة لاستحداث صندوق جديد، لتطبيق قانون الإيجارات، لكونه سيضاف هذا الصندوق إلى صناديق ومجالس الفساد في لبنان..

دولة الرئيس؛
إذا أردت أن أوجز لكم حال الواقع الشيعي البيروتي؛ فلسان حالهم يقول لكم: (الأقربون طعناتهم أشد؛ لأنها تأتي من مسافة قصيرة).
هذا هو لسان حال (المحرومين) يا قائد المحرومين، هذا لسان حال الألوف من الشيعة الذين كدحوا وناضلوا.. وحاليا لا يجرؤون عن الإفصاح عما يعتمل في صدورهم؛ لكنني طالما آليت على نفسي مصارحتكم فلا ضير من إعلامكم بهواجسهم..

النبيه الحبيب؛
لا نحبذ تواتر الكلام عن مصالح لأشخاص محيطين بكم في موضوع إقرار قانون الإيجارات، ولا نريد أن يتم الحديث عن مكاسب مالية باهظة بمئات ملايين الدولارات نتيجة تحرير العقارات التي استملكها (المحرومون) في بيروت، وإخلاء هذه العقارات من (المحرومين)!!

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (54): ولا تقل لهما أفّ…

وجيد أن تدركوا أنه بنتيجة هذا القانون – الذي تسعون إليه في وقتنا الراهن – سيجعل عشرات الملايين من الدولارات في جيوب قادة (المحرومين)، وكذلك سيهجر عشرات ألوف الشيعة من بيروت! وأنتم تتحملون مسؤولية ذلك، وعلي عليه السلام يقول: (من حسنت سياسته دامت رياسته).

أستاذ نبيه؛
ليست نصيحة ولكنها قول علي عليه السلام: (اختر من كل شيء جديده، ومن الإخوان أقدمهم).. وأنتم من جيل استوطن بيروت في حقبة معينة، وكان الشيعة بظرف سياسي واجتماعي واقتصادي معين.. وليتكم تعطون تلك المرحلة ورجالها كامل حقوقها..!!

وأختم بجواب أحد أئمة المسلمين عن: أي الحاكمين أفضل للمسلمين: المسلم الظالم، أم الكافر العادل؟ فقال: بل الكافر العادل. فقيل له: لماذا؟ أجاب: “المسلم الظالم له إسلامه وعلينا ظلمه، وأما الكافر العادل عليه كفره ولنا عدله”.

السابق
شبهات حول صحافي مرشح لعضوية انتخابات الرابطة المارونية
التالي
حين اكتشف هاني فحص أن الأحزاب الإسلامية «لينينية»!