موظفو مستشفى صور لا يتقاضون راوتبهم.. وزارة الصحّة لا تدفع المستحقات

يمكن القول ان قضاء صور هو من أكثر الأقضية المكتظة بالسكان جنوباً ومع ذلك فإنه يحوي مستشفى يطلق عليه إسم "مستشفى صور الحكومي"، وهو نشأ بعد إصدار مرسوم خاص به عام 1955 وقضى بإنشاء مستشفى ريفي في مدينة صور لتأمين ما يعرف حالياً بالرعاية الصحية الأولية وتتراوح أسرته مابين العشرين والأربعين سريراً.

خلفية تاريخية
بدأ بناء المستشفى أواخر عام 1958 محاذياً لمستشفى هيئة إغاثة فلسطين الذي أنشأته الأمم المتحدة عام 1948، في قلب مخيم البص للاجئين الفلسطينيين الذي عرف سابقاً بمخيم الأرمن.
انتهى العمل من بناء المستشفى عام 1961 ليبدأ مباشرة، بتأمين الخدمات الصحية الأولية حسب تصنيفه بالريفي في المرسوم الاشتراعي رقم 8377 الصادر في 30/12/1961. لكن مع تفعيل خطط التنمية الصحية التي لحظتها وزارة التصميم عام 1964، انتقل مستشفى صور الحكومي من مستشفى ريفي إلى مستشفى وسطي ولحظ في هذه الخطة توسيع أعماله ونشاطه وكادره لأن يصبح عدد الأسرة 100 سرير. لكن هذه الخطة لم تكتمل بسبب الحرب الأهلية 1975.
عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي تضرر المبنى وفقدت محتوياته الأساسية بسبب التلف وانهيار والإهمال، وقد رممته منظمة اليونيسيف عام 1983 لكن محتوياته لم تعد إليه.
بعد انسحاب إسرائيل عام 1985 جهد بعض القوى والفعاليات لتفعيل هذا المرفق الصحي لتلبية حاجة شريحة واسعة من العمل والفقراء ومحدودي الدخل لاستنهاض هذه المؤسسة ضمن خطة إدارية عبر إدارة عسكرية، وطبية عبر التعاقد مع عدد من الكوادر الطبية والتمريضية ومالية عبر دعم المستشفى من خلال الدعم الأهلي والرسمي.

اقرأ أيضاً: نظر إلى صورة الإمام الصدر وقال: «أعتقد عند عودته سيُفتتح مستشفى السكسكية»

واقع الحال:
للاطلاع على واقع حال مستشفى صور الحكومي، كان لـ”شؤون جنوبية” لقاء مع مدير الإدارة في المستشفى علي نعيم الذي قال: تأسس المستشفى في خمسينيات القرن الماضي ويضم 50 سريراً في كل الأقسام ونسبة الشتغيل كاملة في كل الأوقات. وفيه أقسام للولادة والعمليات الجراحية العامة واستشفاء عام واستشفاء للأطفال؛ أما قسم العناية الفائقة فهو متوقف حالياً.
وحول الجسم الوظيفي، أوضح نعيم: لدينا عشرة أطباء يتقاضون رواتبهم من وزارة الصحة. وإلى جانبهم هناك أطباء عديدون يعملون مع المستشفى، كما أن لدينا 15 ممرضاً وممرضة يعملون من خلال مجلس الخدمة المدنية وهناك 50 موظفاً عبر ما يطلق عليه شراء خدمات.
ويرأس المستشفى العميد الدكتور حسن الجباعي، والمدير الإداري علي نعيم، والمدير الطبي د.نبيل حرقوص والمدير المالي المعاون أول حسين كوراني وبغياب العميد يتحمل المؤهل الأول وسام صوفان المسؤولية.

شؤون جنوبية 170
وعن المشكلات التي يواجهها المستشفى، قال نعيم: أبرز المشكلات هي الديون المتراكمة لنا في ذمة وزارة الصحة، السقف المالي هو 500 مليون ل.ل. سنوياً أي نحو 41 مليون ل.ل. شهرياً وهو مبلغ غير كاف، ومع ذلك حاولت وزارة الصحة في مطلع العام 2018 تخفيض السقف المالي إلى مبلغ 350 مليون ل.ل. سنوياً. لكننا رفضنا توقيع العقد ما دفع الوزارة للإبقاء على السقف المالي كما هو. وحسب ملفات المستشفى لنا بذمة الوزارة 750 مليون ل.ل. وهي قيمة فواتير فوق السقف ونطالب التوصل إلى المصالحة لتأمين السيولة لصندوق المستشفى.

عن الوضع الإداري والمرضى
وماذا عن الوضع الإداري في المستشقى قال نعيم: منذ أن تسلّم العميد جباعي إدارة المستشفى أدخل تحسينات على نظام العمل الإداري من خلال لجنة إدارية جديدة مع ضبط الدوام وتحسين أداء الموظفين، وإجراء تحسينات في المبنى وزيادة الرواتب حسب الشهادة العلمية التي يحملها الموظف، كذلك وضع خطة لتسديد الديون المتراكمة على المستشفى لمصلحة الموردين والخدمات الأخرى، كما دفعت اشتراكات الضمان الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: مستشفى جزين: لا توظيفات سياسية.. ولإبعاد الأحزاب عن المستشفى

وعن الفائدة المستهدفة من المرضى، أوضح: نستقبل مرضى الجيش اللبناني ومرضى على حساب وزارة الصحة، وصار لدينا قسم للطوارئ متقدم جداً. لكني أريد تسليط الضوء على مشكلة الوضع الجغرافي للمستشفى فهو في قلب مخيم البص للاجئين وهذا يعطي أهمية استثنائية لوجود الجيش في المستشفى. كما أن بعض المرضى لا يدفع الفروقات المطلوبة منهم وأحياناً يدفعون أقل من المطلوب. ولدينا نقص في قسم الأشعة.
وعن التوظيف في المستشفى، لا ينفي نعيم أن التوظيف عبر شراء الخدمات هو توظيف سياسي. ولم يتقاضى الموظفون رواتبهم منذ شهرين، لكننا ندفع نقداً كل شيء يشترى حالياً.
وتقسط شركات الموردين الحسابات القديمة. وعن إعداد المرضى أشار نعيم أن قسم الأشعة استقبل 432 مريضاً عام 2018 وقدم المختبر خدماته لنحو 500 مريضاً خلال الشهر نفسه.
لفت نظرنا وجود جهاز طبي في المختبر ما زال في صندوق كرتوني وحوله، أوضح نعيم أن هذا الجهاز ما زال في علبته ولم يستخدم لأن استخدامه يلزم وجود أكثر من 200 مريض مختبر يومياً والخوف من أن يتعطل من دون أن نستطيع استخدامه.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 170 شتاء 2019)

السابق
كي لا نخدع الشعب: رئيس الجمهورية حليف استراتيجي لحزب الله
التالي
وائل كفوري يتصدر اليوتيوب عن طريق أولاد الحرام