نظر إلى صورة الإمام الصدر وقال: «أعتقد عند عودته سيُفتتح مستشفى السكسكية»

حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع رئيس بلدية السكسكية علي عباس للاستفسار عن مستشفى السكسكية، وبالرغم من أنه وعدنا بالتواصل عبر الهاتف لكنه لم يفعل.

حالياً يجري بناء مستشفى حكومي في بلدة الصرفند، من خلال قرض من البنك الإسلامي ومن المتوقع الانتهاء من إنشائه في أواسط عام 2020 ويمكن أن يحوي 75 سريراً لتقديم خدماته الاستشفائية.
يقول رئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة لـ”شؤون جنوبية” بعدما التقيناه للاستفسار عن هذا المستشفى وعن مستشفى السكسكية: عندما وُضعت خارطة للمستشفيات الحكومية في لبنان على أن يضم كل قضاء مستشفى واحداً على الأقل، كان لنا اقتراح بإقامة مستشفى حكومي فعلي في قرى قضاء الزهراني وقدمت بلدية الصرفند قطعة أرض تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع لإقامة المستشفى المذكور وتنازلت عن الأرض لمصلحة وزارة الصحة.
ويضيف خليفة: أمضينا نحو عام ونصف في متابعة معاملات إدارية كي تصبح الأرض بعهدة وزارة الصحة، وفي آب 2017 بدأ تنفيذ بناء المستشفى المذكور ومن المتوقع، وكما يقول المتعهد، أن تنتهي عملية البناء في أواسط عام 2020 لتبدأ رحلة جديدة لها علاقة بتجهيز المستشفى والبدء بتشغيله.

اقرأ أيضاً: مستشفى صيدا الحكومي: تلاعب في الفواتير وزبائنية… والمريض «على الله»!

وعند السؤال عن مستشفى السكسكية الحكومي يوضح خليفة: لم يكن مبنى لمستشفى، إنه بناء مبنيّ على مركز البلهارسيا الذي أقيم عام 1964، وبعد حرب تموز 2006 أعيد بناؤه عبر الصندوق الكويتي، وانتهى العمل فيه عام 2010، لكنه لا يمتلك مواصفات مستشفى لأنه لا يتضمن مدخلاً مناسباً ولا قسماً للطوارئ، وعندما كنت رئيساً للجنته الإدارية كان همنا أن يكون مركزاً صحياً للمرضى الذين بحاجة إلى علاج يوم واحد. والآن لا يحوي أية تجهيزات وما كان فيه من معدات نقلت إلى مركز قانا الحكومي المتوقف عن العمل أيضاً وحاولنا أيضاً معرفة معلومات أكثر عن مستشفى السكسكية؟ لذا حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع رئيس بلدية السكسكية علي عباس، ولكن لم يتسن لنا لقاؤه، وكان قد وعدنا بإرسال معلومات عن المستشفى المذكور عبر الهاتف، لكنه لم يفعل، زرناه في البلدية مرتين وفي مؤسسته الزراعية مرتين ولم نحظ بلقائه، ما دفعنا إلى الكتابة عن المستشفى من دون تسجيل رأيه بالموضوع.

شؤون جنوبية 170
عند مدخل قرية اللوبية، وعلى تلة لا تبعد أكثر من 200 م عن الساحل، تلمح مبنى حجرياً جرى ترميمه حديثاً، أمامه ساحة فارغة، وثمة لوحة اعلانات تشير إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية قد أجرى التصليحات اللازمة لهذا المركز. أبوابه مقفلة من كل الجهات، يمكن رؤية القاذورات والأوراق داخل المبنى. تلحظ على سطحه معدات للمكيفات وقد علاها الغبار. وقد تحوّل مدخله إلى مرآب لصيانة السيارات.
أبدى محمد الحسيني دهشته من أسئلتي عن المركز وعن موعد افتتاحه. ويعتقد أن إقفاله لمصلحته لأنه يستخدم مساحة المدخل كمكان لتصليح السيارات.
وقالت فاطمة نصرالله لا أعتقد أن افتتاح المستشفى سيكون على أيامي، لقد أهلوه وأصلحوه، ولكن لا يبدو في الأفق أية معلومات عن فتح أبوابه للمرضى”.

مركز – دائرة – مستشفى؟!
وقد استخدم المركز، في بداية مشروع الليطاني، لعلاج البلهارسيا التي أصابت المواطنين آنذاك بسبب استخدامهم لمياه المشروع كمياه شرب واستخدام، لكنه توقف عن العمل أثناء الحرب الأهلية، لتعود حركة أمل وتستخدمه كدائرة صحية لها بعد عام 1985، وفي تسعينات القرن الماضي استخدم كمختبر.
وقد رُخص من قبل وزارة الصحة كمستشفى ما بين العامين 1997-1998 ورممه الصندوق الكويتي للتنمية انتهى ترميمه عام 2010. وعيّن مجلس ادارة له برئاسة علي حيدر خليفة ولم يجدد لمجلس الإدارة منذ عام 2015.

اقرأ أيضاً: الزبائنية والمحاصصة السياسية يعطلّان مستشفى حاصبيا الحكومي!

مشروع رسمي آخر
من جهة أخرى نفى مصدر مقرّب من وزارة الصحة معرفته بالأسباب التي منعت الوزارة حتى الآن من افتتاح المستشفى، وأضاف: “إنه ليس أكثر من مركز صحي، وقد سمي مستشفى حتى يعين له مجلس ادارة ليشرف عليه، وأعتقد أنه سيتأخر افتتاحه وخصوصاً أن هناك مشروعاً آخر لبناء مستشفى حكومي على تلال الصرفند يتسع لنحو 60 سريراً، واعتماد بنائه موجود في موازنة الوزارة”. وهو ما تحدثنا عنه مع رئيس البلدية.
ويذكر هنا أن هبة من ماليزيا للمستشفى هي عبارة عن عشرين سريراً جرى نقلها إلى مستشفى قانا الذي هو مستشفى صغير لا تجرى فيه عمليات صغيرة، وقد أوضح المصدر قائلاً: “الهبة بتصرف الوزارة وهي تقدمها للجهة التي تراها أحق بها. على كل حال الموضوع الأساس في المنطقة هو المستشفى الحكومي الذي سيجري بناؤه في الصرفند، وهناك مرسوم حكومي بشأنه”.
سألت أحد أصحاب المحال التجارية: “متى سيفتتح المستشفى؟”. لم يجبني، أمسك بيدي إلى خارج محله وأشار إلى صورة الإمام موسى الصدر وقال: “أعتقد عند عودته سيُفتتح المستشفى”.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 170 شتاء 2019)

السابق
يعقوبيان: الشائعة عن سيارات باسيل صدرت من غرف سوداء يديرها هو…
التالي
حملة فاسدة على الفساد