«الأسد وشقيقه» في جعبة إيران وموسكو تفتح الباب للرياض وتل أبيب

ماهر الاسد
بدأ الدبلوماسيين الروس يتحدثون بصوت عال عن العائلة الأسدية في سوريا، ذلك أن السياسة الروسية باتت تصطدم بجدار البيت الأسدي حين البحث عن أي تغيير سياسي ولو جزئي.

روسيا تدرك أن تدخلها في سوريا هو الذي أنقذ إيران ونظام الأسد من الانهيار بعد تدخلها في العام 2015، تدخل عسكري قلب موازين الصراع لصالح حلفها في سوريا، وتعلم في المقابل أن دخولها الساحة السورية بالشكل التدميري والدموي الذي خبرته الغوطتين، وحلب وعشرات الحواضر السورية، ما كان ليتم بهذه السلاسة الدولية، لولا التفاهم المسبق مع واشنطن، وضمن اتفاق بين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والرئيس الروسي، لم يخرج عنه الرئيس الحالي دونالد ترامب.
زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الى طهران قبل عشرة ايام، لم تطمئن روسيا، بل بدت مزعجة لأنها جاءت في ظل تعنت نظام الأسد حيال تسيير عجلة اللجنة الدستورية والحل السياسي من جهة، وإصرار النظام بتحفيز إيراني، على خوض معركة ادلب رغم رفض روسيا هذه الحرب. حسابات الرفض هذه، تتصل بالعلاقة الاستراتيجية بين روسيا وتركيا.

اقرأ أيضاً: دمشق تنجرف بعيداً نحو طهران

وفي هذا السياق تلفت مصادر سورية متابعة، الى أن لقاء بوتين ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو غداة زيارة الأسد الى طهران، لم يكن عفوياً ولم تكن نتائجه منعزلة عن زيارة الأسد، حيث اتفق بوتين ونتنياهو على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة اخراج القوات الأجنبية من سوريا. كما جاءت جولة وزير الخارجية الروسي بعد أيام على دول الخليج وتحديدا السعودية، لتشير الى أن روسيا باتت مهتمة بخلق حاضنة إقليمية ودولية للانخراط في عملية إعادة البناء السياسي والعمراني للدولة السورية كما دعا الرئيس الروسي قبل أسبوعين من موسكو.
بين لقاء بوتين ونتنياهو ولقاء لافروف ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، فان المؤشرات تدل على أن ثمة محاولة روسية لتعويض انحياز الأسد الى إيران عبر اثارة الاهتمام الدولي والإقليمي العربي تحديدا بالشأن السوري. ولكي لا نذهب بعيدا في تفسير الموقف الروسي، لا بد من الإشارة الى أن روسيا لا تريد استمرار الوضع الحالي في سوريا على ما هو عليه، فهي الطرف الذي بات عرضة للاستنزاف في ظل اغلاق أبواب الحل السياسي، بينما الأسد يدرك أن أي حل سياسي سيعني بالضرورة تنازلات لن يحتملها مهما كانت متواضعة للمعارضة في بنيان السلطة والدولة، وهذا ما يتطابق مع المصلحة الإيرانية التي لا تعول على الحلول السياسية طالما انها تنال من نفوذها في سوريا. وهو واقع موضوعي يتناقض مع المصلحة الروسية باعتبار ان موسكو طرف مقبول من كل الأطراف الإقليمية والدولية كراع للحل السوري.

اقرا أيضاً: الإعمار في سوريا قادم من بوابتي طرابلس… وحزب الله

نقطة أخرى تثير قلق الروس في سوريا، يتمثل في أن إدامة الوضع القائم، قد يشكل خطرا على الوجود الروسي، إذ ان بوتين قلق على جنوده من أن تنفجر في مواجهة الوجود الروسي ظواهر إسلامية سورية، لاتزال تتحين فرصة استهداف الوجود الروسي في سوريا، والتي تعتبر أن روسيا ارتكبت جرائم في سوريا خلال السنوات الأربع الماضية، لا يمكن أن تمر من دون رد عليها في سوريا.
الضيق الروسي والاختناق يتأتى هذه المرة من الأسد نفسه، ومن “بيت الأسد” على وجه خاص، فشقيق الرئيس الأسد، ماهر الذي يعتبره الروس انه بات قراره في يد ايران، صار أكثر تعنتا واعتراضاً على الخطة الروسية في سوريا، وهو ما دفع مسؤولين روس الى الحديث بصوت مرتفع عن “بيت الأسد” ومن ضمنها سؤال من هم بيت الأسد ليحكموا بلدا اكثر من ثلاثة ارباعه من السنّة.

السابق
إصلاح أم صياح؟
التالي
«التجمع من أجل السيادة»: الفساد والدين العام صنيعة الاحتلال السوري وسلاح حزب الله