رسالة الى أطفال العراق

أحبابي أطفال العراق.. قبلة حارة كصمّونة الصباح مع (القيمر) على خدودكم الحلوة.
أتمنى لكم وللعراق ربيعاً ملوناً دافئاً وهادئاً، وأتصوركم لاعبين فرحين على شط الفرات والزاب ودجلة وفي الأهوار، وعلى ضفة بحيرة الرزازة والحبانية.. وأفرح بكم.
هذه المرة لن أوصيكم إلا بالدرس، والعودة إلى الكتب بعد اللعب، والحب لتكونوا أحراراً بالعلم، وبالصبر حتى تكبروا بأجسادكم وعقولكم ويكبر معكم العراق وبكم، ويفيض خيراً وسلاماً.
وأعتذر منكم، باسمي وباسم كل جيلي الذي وعدكم بالخبز والأمن والرفاهية والعمل والعدالة وبناء الدولة والوحدة، ولكن قسماً من أبناء جيلي خربوا حياتكم وأحلامكم وعلاقتكم بإخوانكم وشركائكم في الإيمان والوطن، وقسم قاصر وطيب لم يستطع أن يمنع الشر، وقسم آخر قصّر فلم يفعل شيئاً.

اقرأ أيضاً: علامات ومخاوف

ولا تتعجبوا مني، بل صدقوني إذا قلت لكم بأنه لا بأس أن تعلقوا أملكم علينا، فقد نفعل شيئاً من أجلكم، لكن أملي معلق عليكم، وأرجو أن أعيش إلى اليوم الذي أراكم فيه جيلاً يبني العراق بالعلم والعمل والأخلاق.
أبارك لكم كل أعيادكم وأحب أن تباركوني، لأن البركة فيكم ومنكم، لأنكم طاهرون كما خلقكم الله تعالى وقلوبكم أكبر من أجسامكم.. وأقول لكم استمعوا إلى نداء قلوبكم، سامحوا واطلبوا السماح، انسوا أخطاء الآخرين معكم، وتذكروا حسناتهم، ولا تكرهوا المخطئ بل اكرهوا الخطيئة.
أسلم عليكم وعلى أهاليكم وجيرانكم ومعلميكم وأصدقائكم وبلدكم وأنصحكم بأن يكون رفاقكم وزملاء درسكم وإخوتكم وأخواتكم، مرايا لكم ترون فيها صوركم لتحسنوها وتزينوها بالمحبة والكلمة الطيبة والنوايا الخيرة والدعاء بالخير للجميع.
وأهديكم غصناً من أرزنا اللبناني لتغرسوه في تربة عراقكم الحبيب وأنتظر هدية منكم فسيلة نخل، برحي أو عمراني، لأزرعها في حديقتي وقلبي، وأدعو العصافير لتغني على أغصانها وترسل اليكم رسائل المحبة والجمال والطفولة البريئة والجميلة مع كل صباح. وفي أمان الله (يا بعد كبدي).

(من كتاب “في وصف الحب والحرب”)

السابق
الحوزة الدينية وجدل العلاقة بالسلطة
التالي
جنبلاط: حماية النازحين من عودة قسرية