الموت وقع، نتنياهو أصبح من التاريخ

ملخص فترة حكم نتنياهو يدل على أنها فترة لم يفعل فيها أي شيء، لا في الموضوع السياسي – الامني ولا الاقتصادي – الاجتماعي. وكل هدفه كان البقاء في الحكم.

أمس عرض بنيامين نتنياهو “منتخب الليكود للكنيست”. هذا حدث في كفار همكابيا اثناء احتفال كبير التأثير والضجة. حتى الآن تركزت حملة الانتخابات لليكود على الملك فقط. ولكن أمس اعطيت المنصة ايضا لأتباعه. حقا هي منصة صغيرة وبالقطارة، لأنهم مساعدون وهو الملك.
نتنياهو تحدث بحماسة ومن خلال اقتناع شخصي عميق، لكن كانت تلك فقط شهقات الاحتضار، الموت وقع. المستشار القانوني مندلبليت قضى عليه في اللحظة التي عرض فيها لوائح الاتهام الثلاثة الخطيرة. صحيح أن هناك جلسة استماع في الطريق، لكن لا يمكن أنه بعد 67 صفحة شديدة، مع وصف مفصل واستثنائي لمخالفات الخداع وخرق الثقة والرشوة، كل ذلك سينقلب في الاستماع. حيث أن مندلبليت عمل على ذلك مدة ثلاث سنوات، وهو يعرف كل جزئية، حتى أنه نزل عن ثلاثة اتهامات بالرشوة الى واحدة من اجل أن يكون متأكدا. لذلك، أي تغيير في لائحة الاتهام، اذا حدث، سيكون قليلا، أي أن نتنياهو أنهى حياته السياسية، ولا يهم اذا كان هذا سيحدث في الانتخابات القريبة أو بعدها على الفور. نتنياهو أصبح من التاريخ.
نتنياهو ليس شخص فاسد بالمعنى الجنوب امريكي للكلمة. هو لم يصل الى الحكم من اجل الحصول على مغلفات اموال، لكن سلسلة من الصفات أدت به الى نوع آخر من الرشوة: رشوة متدحرجة.

اقرأ أيضاً: هل يسحب الفرنسيون أيديهم من «سيدر» بتهذيب؟

هو يعاني من مرضين صعبين: مرض البخل ومرض الاعلام. وهما احتضنا في جسمه سنوات واصبحا فيروسات خفية، استيقظت في السنوات الاخيرة وتحولت الى مفترسة. السنوات الكثيرة في الحكم (عشر سنوات متتالية وثلاث سنوات في السابق) دهورته الى وضع فيه غطرسة، دنس وفقدان الحذر، اضافة الى البخل وهوس الاعلام، جعلته يعتقد أنه فوق القانون.
هو كان متأكد من أنه ينقذ شعب اسرائيل، كل يوم وطوال اليوم، لذلك لم ير أي مشكلة في تلقي الهدايا بمئات آلاف الشواقل، ولا حتى عقد صفقات لصالح تغطية اعلامية ايجابية عنه. فهو الملك. ذروة الغطرسة وعدم الحذر الذي عمل به ظهر عندما سجل محادثة تدينه مع نوني موزيس، لكنه لم يهتم باتلافها.
ملخص فترة حكم نتنياهو يدل على أنها كانت فترة اللاشيء ولا يوجد أي شيء. هو لم يدفع الدولة الى الامام في الموضوع السياسي – الامني، وكذلك ليس في الموضوع الاقتصادي – الاجتماعي. كل هدفه كان البقاء في الحكم.
في المجال السياسي – الامني وضعنا محزن. لم يتم حل أي شيء. لم يختف أي عدو، حتى حركة بي.دي.اس تتعاظم. أمس كانت عملية دهس في المناطق اضيفت الى دورة العمليات الاسبوعية هناك. حماس تواصل اطلاق البالونات المتفجرة على بلدات غلاف غزة، وحزب الله في لبنان يراكم المزيد والمزيد من الصواريخ. ايضا ايران تواصل تمركزها في سوريا. لا توجد مفاوضات مع أبو مازن، ولا يوجد حل اقليمي مع الدول العربية، لذلك، الحرب القادمة والقتلى القادمون هي مسألة وقت.
ايضا في المجال الاقتصادي خيبة الأمل كبيرة. خلافا للفترة التي فيها شغل منصب وزير المالية في حكومة شارون في 2003 – حينها أجرى اصلاحات هامة دفعت الاقتصاد الى الامام – في السنوات العشرة الاخيرة لم يفعل أي شيء.
صحيح أنه هو وآفي نسنكورن توجد لهما مواقف متناقضة في كل موضوع اقتصادي، لكن فعليا نتنياهو طبق سياسة رئيس الهستدروت، لقد خضع للجان الكبيرة ولم يجر أي اصلاحات هامة تقتضي المواجهة. لقد حول السمين “القطاع العام” الى أجير عظيم الأجر، على حساب تنحيف “القطاع الخاص” الذي يصارع ضد نير الضرائب. هو لم يخفض الضرائب على الاغذية، لذلك غلاء المعيشة في عنان السماء. وهو لم يظهر سلطة اراضي اسرائيل، لذلك اسعار الشقق في عنان السماء. والاسوأ من ذلك: العجز يستشري. هناك ارتفاع خطير بنسبة الدين – الانتاج، النمو في هبوط مقلق.
في تموز 2017 قال مئير شمغار، رئيس المحكمة العليا المتقاعد، الذي هو غير مشتبه باليسارية: “رئيس الحكومة يجب عليه الاستقالة في اعقاب تلقي الهدايا”. سيأتي يوم سيندم فيه نتنياهو لأنه لم يستمع لشمغار.

السابق
الحريري يعمل لإبعاد مناخ التجاذب عن البلاد
التالي
ارسلان: من رداءة الزمن أن تصل الأمور إلى هذا الدرك في أهم مؤسسات الطائفة الدرزية