بدأت القصة من سؤال بسيط من الطفلة الصغيرة “إيميلي” عندما كانت تُلاعب والدها “جيريمايا هيتون” في عام 2014، حيث قالت له هل يمكنني أن أكون أميرة يوماً ما فأجابها بالطبع ستصبحين، ولأن الأب لا يحب أن يعطي وعوداً كاذبة لإبنته فقد قام بالبحث وعثر أخيراً على أرضٍ تقع بين مصر والسودان وتدعى “بئر طويل” لينصب بعدها إبنته أميرة عليها.
تقع منطقة “بئر طويل” التي تُعرف أيضاً بإسم “مثلث بارتازوجا” بين مصر والسودان، وهي منطقة صحراوية صغيرة تبلغ مساحتها 2000 متر مربع، والغريب في الأمر أن كل من مصر والسودان يرفضان أن يضماها إليهم، لكنها منطقة ساحرة بالفعل، حيث يسود الهدوء في المكان ولا يوجد سوى تحركات بعض القبائل بين الحين والآخر.
وبعد عثور الأب الأمريكي “جيريمايا هيتون” على منطقة “بئر طويل” على الإنترنت قام بالسفر لمدة 14 ساعة في قافلة من الجِمال والعربات من ولاية “فيرجينيا” الأمريكية حتى وصل الى منطقة “بئر طويل” وأعلن نفسه ملكاً عليها وحقق حلم إبنته “إيميلي” بأن تكون أميرة، وفي عيد ميلاد إبنته الواقع في 16 حزيران عام 2014 قام بمفاجأتها برفع العلم الأزرق الذي صممه أولاده الثلاثة وهم “جاستن” و “كاليب” و “إيميلي” ليمثل عائلتهم وهو يتألف من ختم ملكي وعليه ثلاث نجوم وسُمي بعلم “مملكة شمال السودان”.
وعلى الرغم من أن الكثيرين حاولوا السيطرة على منطقة “بئر طويل” وجعلها ملكهم إلا أنهم قاموا بذلك فقط على الإنترنت، ولهذا يعتبر “جيريمايا” هو الشخص الوحيد الذي يحق له أن يكون ملكاً عليها.
وبعد عودة “جيريمايا” من رحلته الى مسقط رأسه قام هو وزوجته بتصميم تاج صغيرة لإبنته طالباً من الجميع بمناداتها بالأميرة “إيميلي”، وقام أيضاً بتصميم سريرٍ خاص بها يشبه أسرّة القلاع الملكية.
وفي المرحلة القادمة أكد “جيريمايا” أنه ينوي جعِل كل من مصر والسودان أن تعترف بـ”مملكة شمال السودان” وجعلها منطقة زراعية يستفاد منها، كما عبرّت الأميرة “إيميلي” أيضاً عن رغبتها في مساعدة أطفال تلك المنطقة ومدهم بالدعم والغذاء الكافي.
تقول “شيليا كارابيشو” بروفيسورة العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة “ريتشموند”، “أن من الغير ممكن أن تصبح هذه المنطقة تحت سيطرة هذه العائلة من دون أن تعترف الأمم الأفريقية الأخرى بها ومن دون إعتراف شرعي من الدول المجاورة”، كما أضافت أنه “يبقى مجهولاً إن كان أحد يملك أجزاء من هذه الأرض كونها جزءاً من دولة أم لا. فالإعتراف الدولي يتطلب الكثير من الجهود الدبلوماسية”.
لكن يبدو أن “جيريمايا” وعائلته لم يأبهوا بهذا الكلام حيث قامت العائلة بخَتم الرسائل بخِتم “مملكة شمال السودان”، وقام أحد الأبناء بصنع أطباق عليها علم المملكة، كما أضاف “جيريمايا” أن الناس سيرحبون بفكرة وجود أمة تهدف الى مساعدة الآخرين، وبذلك يبدو أن “جيريمايا” سوف يفعل المستحيل لإسعاد من يحبهم.
وإليكم بالصور “مملكة شمال السودان” وملكها
اقرأ أيضاً: تعرّفوا بالصور على المرأة التي لم تقصّ شعرها ولم تغسله منذ 20 عاماً!