هل استهداف أحد أركان التيار الأزرق هو رد استباقي على ما ستقرره المحكمة الدولية؟

المحكمة الدولية
تكثر التحليلات الصحفية اليوم للحديث حول استهداف فريق أمين المقاومة لأحد أركان التيار الأزرق بملفات فساد كبرى هي جريمة وكان السكوت عنها لقرابة عقدين من الزمن أكثر جُرماً..

ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، فالصحافة منشغلة اليوم بتحليل هذا الحدث المتقدم في محاربة الفساد المالي والإداري، والذي بدأ فيه المعنيون بالاستجابة لدعواتنا المتكررة لتسمية بُعْبُعِ الفساد بعينه ووضع اليد على الجرح مباشرة بدون مواربة ولا تلفيق ولفلة للملفات والدعاوى كما كان يجري منذ وُجد القضائي اللبناني بوجود الكيان اللبناني على الخارطة منذ قرابة خمسة وسبعين عاماً الأمر الذي كان من أهم مسببات الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة خمس عشرة سنة؛ وتأتي أكثر التحليلات الصحفية للحدث المذكور بمعلومات مركبة تُبعدك عن واقع الحال من خلال ربط عملية الإصلاح وملاحقة المفسدين بالمحكمة الدولية. فالمحكمة الدولية ليس لها وجود في قاموس حسابات فريق أمين المقاومة السياسي، خصوصاً وأن الرأس المستهدف من قبل هذه المحكمة قضى شهيداً في مواجهة التكفيريين في الميدان السوري، فلا ملاحقة المفسدين مرتبطة بالمحكمة الدولية ولا تحليلات الصحفيين مُصيبة وواقعية، فلا أحد له من سلطان على فريق أمين المقاومة السياسي ولا العسكري غير وليه الفقيه، وهذا الفريق قادر على رفض أي قرار دولي وطرحه عرض الجدار، وحتى إسرائيل باتت عاجزة واحتُبست في عنق الزجاجة في مواجهتها العسكرية والأمنية والسياسية ضد فريق أمين المقاومة اللبنانية..

اقرأ أيضاً: ماذا وراء تَفَاقُر أمين المقاومة في المرحلة الراهنة ؟

وعليه فليس استهداف أحد أركان التيار الأزرق مرتبطاً بالمحكمة لا من قريب ولا من بعيد.. بل هذا الاستهداف يأتي من باب اغتنام فرصة التناغم غير المقصود بين أهداف رئيس الحكومة الاقتصادية وأهداف فريق أمين المقاومة الانتخابية، فالأول يريد الإصلاحات المالية ليحصل على الدعم المالي من مؤتمر سيدر الفرنسي والثاني يريد الوفاء بوعوده الانتخابية التي تهدد مستقبل المقاومة على مستوى القاعدة الجماهيرية التي تنتظر الوفاء وتلوِّح بالتخلي عن خيار دعم فريق المقاومة في حال لم يتم الوفاء بتلك الوعود الانتخابية.. فهل سيكمل فريق المقاومة السياسي عملية الإصلاح هذه حتى النهاية وحتى إرجاع الأموال لخزانة الدولة وتوقيف المفسدين وسوقهم للعدالة ليثبت لناخبيه صدق أمين المقاومة مرة أخرى أم ستكون هناك عراقيل من الطاعنين في الظهر؟ هذا ما لا يستطيع أحد التنبأ به وستكفل الأيام القليلة القادمة إيضاحه.. وإن كانت الثقة بانجازات خارقة معدومة لدى الشارع وعند كل الشرائح.. لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله والميسور لا يسقط بالمعسور والوجود الناقص خير من العدم التام.. فهل سيصل هذا الكلام لمختلف الأفهام؟

السابق
فريدمان يهاجم صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية
التالي
رامي عياش.. مصري بنكهة لبنانية