ذكرى الدكتور يوسف مروة.. عندما يموت العلماء بصمت

الدكتور يوسف مروة

يصادف في هذا الأسبوع ذكرى أربعين عَلَمٍ بارز من أعلام العلم والمعرفة والذي لم يذكره ذاكر ولم يشكره شاكر إلا القليل من أخص الخواص ألا وهو الدكتور يوسف مروة رحمه الله عالم الذرة والطاقة النووية والهيدروجينية العالم الفيزيائي والخبير الفلكي الذي قضى عمره في خدمة المعرفة والعلم والإنسان.
تعود معرفتي بالدكتور مروة إلى سنة 1985 عندما كنت منشغلاً بدراسة الرياضيات والفيزياء وسائر العلوم الطبيعية يوم كنت مصمماً على دراسة الفيزياء النووية بعد أن كانت إدارة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية تتداول في منحي منحة لدراسة الفيزياء النووية على حساب الجمعية وذلك في بريطانيا بسبب تفوقي في مختلف المواد العلمية والأدبية على حد سواء في الفترة التي كنت أدرس فيها في إحدى مدارس الجمعية المذكورة في بيروت، ويومها كتبت بحثي الفيزيائي حول: “الذرة والطاقة” والذي رغبت في أن يطلع عليه فقيدنا الراحل الكبير؛ وقد طالعت كتاب: “العلوم الطبيعية في القرآن” للمرحوم الدكتور يوسف مروة والذي قدم له آية الله القائد المغيب السيد موسى الصدر والذي بدوره وجهني للحوزة العلمية في سن مبكرة إلى جانب دراساتي الأكاديمية العلمية العصرية.

اقرأ أيضاً: رحيل عالم الفيزياء والفلك اللبناني الدكتور يوسف مروة في كندا

وقد قضى المرحوم الدكتور مروة الشطر الأخير من عمره في كندا ، وكان يتميز – بالإضافة إلى الجدارة العلمية التخصصية – بالخُلُقِ الرفيع والحس الإنساني المرهف، وترى فيه صفات العلماء والصالحين والأتقياء والأذكياء والنبهاء ، وكان يتواضع لعلماء الدين، وكان يعيش هموم أمته ومآسي وطنه، ويتألم لما يراه من تأخر المسلمين وتشتتهم وتناحرهم، ولشدّ ما كان يؤذيه اختلاف المسلمين في بلاد الشرق والغرب على كثير من القضايا، وقد خَلَّف تراثاً علمياً ضخماً، وكان له إبداع كبير في الدراسات الفلكية، وكان بعض مراجع التقليد يستأنسون برأيه في مسألة ثبوت الهلال في أوائل وأواخر الشهور القمرية. فرحمك الله أيها العالم المؤمن وأسكنك الفسيح من جنانه مع محمد وآله صلى الله عليه وآله، ولروحه وأرواح العلماء والشهداء والمؤمنين والمؤمنات ثواب الفاتحة …

 

السابق
مشروع برّي بمقايضة المياه اللبنانية بالكهرباء الأردنية… واقعي أم خيالي؟!
التالي
لافروف: توجد محاولات لقلب المبادرة العربية للسلام رأسا على عقب