نصر الله أفتى بِحُرْمَة النقد علانية وجهراً!!

فقيه بارز وشهير من فقهاء حزب ولاية الفقيه صودف أَنِ التقيت به في مجلس عام في قرية من قرى جنوب لبنان فتوجه بنظره نحوي وقال :
يا شيخ مشيمش نحن لسنا ضد النقد ولكن الله سبحانه والنبي (ص) والأئمة الأطهار حَرَّموا النقد العلني الجهري فقال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ النور : 19}
وقال النبي (ص) وآله : { من وعظ أخاه سراً فقد زَانَه ومن وعظه جهراً فقد شَانَهُ } .
فرددت عليه بقولي :
أولا : إن الآية تنهى عن نشر الفاحشة الجنسية فيما لو ارتكبها الزاني بصورة سرية فلا يجوز لك إشاعتها بين الناس ولا تتحدث الآية ولا تنهانا مطلقا عن تسليط الأضواء على الفساد المالي عن اختلاس الفقهاء لأموال الزكاة والخمس والصدقات والتبرعات وتوريثها للأولاد بعدما ينفقون القليل القليل منها على الفقراء ، ولا تنهانا مطلقا عن الكشف بكل وسائل الإعلام عن اختلاسات الزعماء السياسيين لثروات الدولة التي هي ثروات الشعب .
ثانيا : ويوجد في لبنان نحو مليون شيعي ومن هذا المليون يوجد نحو نصف مليون شيعي عندهم ملاحظات واعتراضات على السيد حسن نصر الله ومواقفه السياسية فهل يجب ( على هذا النصف المليون الشيعي ) أن يقفوا طوابير أمام مدخل مقر الأمانة العامة في حزب الله لكي يدخلوا على الأمين العام فرداً فرداَ لنقده سِراً بالوشوشة ( بالنجوى ) في أذنيه ؟ !
فهذا الأمر يا حضرة الفقيه يحتاج لمعجزة إلهية يُمِدُّ بها الله بعمر السيد حسن نصر الله أكثر من 2000 سنة كي يسمح له الوقت لسماع كل ملاحظات الشيعة وإنتقاداتهم ! !
فضحك كل من كان في المجلس ضحكة إعجاب بما قلت وسُخرية بما قال فقيه حزب الولاية ولقد أيقنت بعد انتهاء الحوار بأنه ادَّخر في قلبه أطناناً من الحقد عليَّ سوف يفجرها بي في يوم من الأيام ولقد فَجَّرَها بتهمته لي بالعمالة لصالح إسرائيل .

وحينها تذكرت قول النبي صلى الله عليه وآله { رُبَّ حامل فقه لمن هو أفقه منه } وقول الإمام علي عليه السلام { رُبَّ عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه }
وليت فقيه حزب الولاية قد قتله جهله . . .
فلقد قتلنا بجهله . . .
وقتل شعوبا بجهله . . .
من إيران وأفغانستان مرورا بالعراق واليمن وانتهاء بلبنان وسوريا ولن أنسى قطاع غزة .
وبعدها أيقنت يقينا ما بعده يقين بأن دين الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام قد تم تزويرهما بنجاح بأقلام الفقهاء وأفواههم ولن يقدر على إصلاحهما سوى الله تعالى بمعجزة .

وهذا ما اكتشفه قبلي الباحث والكاتب والفيلسوف محمد أركون رحمه الله الذي قال في مؤلفاته : ” بأن نصوص دين الإسلام من المستحيل تأصيلها وتقنينها لتتحول إلى أصول وقوانين وأنظمة دولة ” .
ولذلك أعتقد بوجوب تحييد الدين عن الدولة وإزاحته عن السياسة رحمة بالدولة والدين معاً .
وسأحارب الدولة الدينية محاربة لا هوادة فيها مطلقا وواجبا قربة إلى الله تعالى .

 

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هكذا يُصْبِحُ الدين أفيوناً وطاعوناً 

السابق
متظاهرون يسيطرون على مطار فنزويلا
التالي
بعد الضجة حول منع الصلاة في الجامعة.. مدير LAU يرد وينشر الوقائع