ياسر العظمة من دمشق هذه المرة!

ياسر العظمة
أن تجد في الدراما السورية كوميديا، أمر متوفر وبكثرة، لكن أن تجد فنانا كوميديا فهذا ليس بالأمر السهل.

فما زالت الشاشات كما الجمهور يتوقفون عند عدة أسماء لعبت دوراً في صناعة هالة كبيرة للدراما على نطاق الأعمال الكوميدية. ساهمت في ذلك عوامل عدة، من نصوص محترفة قريبة من الشارع، إلى معالجة واقعية لمشاكل الحياة وتقديمها بلكنة سورية محببّة، ومن خلال نجوم حفروا طويلاً في الذاكرة لدرجة استعصى أن يأتي من يغطي مكانتهم.

من بين هؤلاء، الفنان الكبير ياسر العظمة الذي حمل بصمة خاصة على مدار سنوات من خلال مسلسله “مرايا”، حتى أن كثيرا من الكبار في السن ينادونه باسم مسلسله، مع سؤال عريض في الشارع السوري: في مرايا هاي السنة!؟

اقرأ أيضاً: لماذا زارت نوال الزغبي قصراً مهجوراً في عاليه؟!

غزارة الأسئلة تراجعت بعد غياب السلسلة الأشهر لسنوات عدة بسبب الحرب السورية، وتفوّق لغة القتل على أي لغة ثانية، فما كان من “العظمة” إلا أن غادر البلاد وراقب الأوضاع من بعد. ولمّا حاول إنتاج جزء من السلسلة في الجزائر متحرراً من أسر الرقابة، فإن اللوحات القادمة من المغرب العربي لم تفلح في تشكيل حالة مشاهدة لدى الشارع السوري.

ومع أن العظمة يكاد يكون نادر الظهور إعلامياً، لكنه بالمقابل اختار في الفترة الأخيرة نشر بعض الصور العائلية وخلال لقاءاته مع عدد من الفنانين كتمهيد لعودته للساحة الفنية. ليطلّ عبر الإعلام قبل يومين معلنا نبأ عودته إلى دمشق وسط تكهنات عن احتمال تصوير جزء جديد من “مرايا” في سوريا.

الحديث عن هذا الجزء يعود لعامين بعدما كثرت الشائعات عن نيّة ياسر العظمة تصوير الجزء الجديد في دولة الإمارات حيث يقيم، إلا أنّ بنية مرايا القائمة على التصوير في البيئات المحلية والأرياف وفي قلب الأحياء السكنية في العاصمة لن تتوفر إذا جرى التصوير بين البنايات الشاهقة في دبي.

اقرأ أيضاً: آل نعمة يتألقون طرباً في «بيت الكل»…

صورة زادت التكهنات من ناحية أخرى، وذلك بعد زيارة العظمة موقع تصوير مسلسل “مسافة أمان” للمخرج الليث حجو، ما يبدو أنه محاولة من العظمة لتعاون قادم مع حجو أبرز مخرجي الكوميديا السورية في العقد الأخير، ففي رصيده  سلسلة من الأعمال الناجحة بدءاً من “بقعة ضوء” وحتى “الواق واق”، وهو ما يشجع نجم مرايا للشراكة مع مخرج يتقن صناعة اللوحات الكوميدية من ناحية، ويحمل في روحه الإخراجية البحث عن ملامح البيئة السورية، ما يعني ضخ دماء جديدة في عروق مرايا التي نجحت في الحديث عن كافة البيئات السورية ودون تشويه لماضيها أو السخرية منها.

هكذا يتدفق الأمل نسبياً في عودة قريبة للفنان ياسر العظمة مع مخاوف من  الوقوع في فخ الإنتاج التجاري، وعدم نضج النص المحبوك وسط عشرات الأعمال التائهة في البحث عن ضحكة مشاهد حقيقة أو دمعة صادقة!

السابق
حلقة نقاش… بدون نقاش
التالي
إذا امتلكتَ موهبة.. هل تذهب إلى برامج الهواة؟!