حزب الله لأول مرة: يمنح الثقة لحكومة الحريري ويعتذر عن تهجّمات نائبه

نالت الحكومة ثقة المجلس النيابي باغلبية 111 نائبا وحجبها 6 نواب وذلك يعدما أنهى مجلس النواب جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة التي استمرت على مدى ثلاثة أيام وتحدث فيها 54 نائبا، وكان اللافت النفحة الايجابية التي قام بها حزب الله باعطاء الثقة للحكومة باستثناء غياب النائب نواف الموسوي عن جلسة الثقة لعدم احراجه بسبب الاعتذار الرسمي والعلني غير المسبوق الذي ادلى به رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بسبب تهجمات الموسوي على ذكرى الرئيس بشير الجميل.

وفي ختام الجلسة رد الرئيس سعد الحريري على مداخلات النواب قائلا “من المفيد ان نبني رد الحكومة على مداخلات الزملاء النواب الايجابية”، واعتبر ان “بعض الزملاء كأنهم دخلوا الى المجلس مع أحزابهم “مبارح”.

وأشار الحريري الى انه ” لا يقول احد ان الادارة بخير وكلنا نعلم ان الهدر في الكهرباء ام المصائب”.

وأعلن ان “واجبي وواجب الحكومة ان نسمع كل الكلام انطلاقا من احترامنا لمجلسنا ونظامنا الديمقراطي”.

ولفت الحريري الى ان “البلد دفع في السنين الماضية كلفة حروب وصراعات وتغليب مطالب الطوائف على حقوق الدولة”.

وأسف ان “هناك من يرى بـ ” سيدر ” رشوة للتوطين”، وقال: “هذه اوهام سياسية واقتصادية لا اساس لها من الصحة”.

وأردف الحريري انه “في الـ2010 كان النمو بنسبة 8 بالمئة”، ولفت الى انه “لو لم نختلف كان الناتج المحلي 75 مليار والدين ما كان ليكون بهذا الحجم”.

واعتبر ان “لبنان أمام فرصة حقيقية”، وأضاف: “لدينا برنامج عمل واضح يشارك فيه الجميع من أجل تحويل الاقوال الى أفعال”.

وأكد الحريري ان “سنة 2019 هي سنة ايجاد حل جدي للكهرباء”، وتابع: “ان لم يحصل ذلك فنكون فشلنا جميعنا حكومة ومجلسا وعهدا”.

اقرا أيضاً: «حزب الله» ومكافحة الفساد: بين النوايا والتطبيق

نواب “حزب الله” يمنحون حكومة “حريرية” الثقة للمرة الأولى !

توقفت مصادر نيابية عند الرقم 111، إذ خرجت الحكومة عندالساعة 11.11 بثقة 111 نائباً، وغاب 11 نائباً، فيما كان لافتاً ان نواب “حزب الله” منحوا الحكومة الثقة للمرة الأولى منذ مشاركتهم في الحكومة، إذ كانوا عادة ما يمتنعون عن التصويت، الا انه لوحظ ان النائب نواف الموسوي غاب من ضمن النواب الـ11 عن الجلسة المسائية منعاً للاحراج نتيجة القرار الذي اتخذته كتلة الوفاء للمقاومة بما يشبه الاعتذار عن الجدال الذي اندلع بينه وبين نواب الكتائب و”القوات اللبنانية” على خلفية انتخاب الرئيس الراحل بشير الجميل، والذي كاد ان يتطور إلى إشكالات في الشارع، الا ان اتصالات عاجلة جرت بين النواب على هامش الجلسة، لاحتواء الموقف، أعلن بعدها رئيس الكتلة النائب محمّد رعد الذي طلب الكلام بالنظام، مؤكداً ان ما حصل من سجال غير مرغوب فيه انطوى على كلام مرفوض صدر عن زميل لنا نتيجة انفعال شخصي تجاوز الحدود المرسومة في تعبيرنا، وطلب رعد باسم الكتلة شطب ذلك من المحضر، ولقى هذا الموقف من قبل “حزب الله” اشادة واسعة من نواب مختلف الكتل.

وكشفت مصادر وزارية لـ”اللواء” عن ان هناك اتجاهاً لعقد أوّل جلسة للحكومة يوم الثلاثاء المقبل، أي مباشرة بعد انتهاء العطلة الأسبوعية، الا ان المصادر لم تشأ الحديث عن عقد أكثر من جلسة في الأسبوع الطالع، مشيرة إلى ان ما من شيء نهائي في ما خص المواضيع التي ستدرج على جدول الأعمال.

وفهم من المصادر ان ثمة بنوداً مؤجلة من الحكومة السابقة وليس واضحاً ما إذا ستعود مجدداً إلى الحكومة الجديدة، مع العلم ان الحكومة مستعجلة لتنفيذ المشاريع الممولة من قبل مؤتمر “سيدر” وتنفيذ الانفاق الاستثماري في المؤتمر نفسه، وكذلك مناقشة وإقرار موازنة العام 2019.

وتوقعت المصادر ان توجه الحكومة، في أوّل جلسة تعقدها، تحية تقدير إلى القيادة السعودية على الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها واعلنها سفير المملكة في لبنان وليد بخاري برفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان، في إشارة إلى حرص المملكة على تعزيز العلاقات بين البلدين، وهو ما أكده الموفد الملكي المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا خلال الزيارة التي انهاها أمس.

الحريري يبدأ بـ”سيدر”

ويترأس الرئيس الحريري بعد غد الاثنين، اجتماعاً يُشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والدولية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر “سيدر” في سياق برنامج معالجة الاقتصاد ومواجهة النزوح السوري ومكافحة الفساد، الذي أخذ حيزاً في مناقشات مجلس النواب، وفي البيان الوزاري أيضاً.

تدخل الحكومة الى حقل العمل الرسمي الفعلي اعتباراً من اول يوم عمل رسمي، الاثنين المقبل، وجدول اعمال رئيس الحكومة يتضمن عقد اجتماع تشاوري موسّع، يشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر «سيدر» ويُخصّص للبحث في الخطوات المستقبلية.

إقرأ أيضاً: سجال الحريري – جنبلاط: برّي على خط التهدئة

يأتي ذلك بالتزامن مع تحضيرات لاصدار مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، يمهّد لعقد جلسة تشريعية لإقرار بند الإجازة بالصرف على القاعدة الاثني عشرية، واستعداد مجلس الوزراء لعقد جلسات متتالية مخصصة لموازنة العام 2019 خلال الشهر المقبل، خصوصاً وانّ المشروع المتعلق بها في عهدة مجلس الوزراء الذي رفعته اليه وزارة المالية خلال المهلة القانونية اواخر السنة الماضية، وتحديداً قبل بداية العقد العادي الثاني لمجلس النواب الذي يبدأ في اول ثلثاء بعد 15 تشرين الأول ويستمر حتى آخر السنة.

وتوقّع وزير المالية علي حسن خليل ان «يتطلب اقرار الموازنة في مجلس الوزراء اكثر من خمس جلسات وربما اكثر، كون اكثر الوزراء الحاليين هم وزراء جدد، وبالتأكيد ستكون لهم ملاحظات حول موازنات وزاراتهم. لكن اعتقد ان مشروع الموازنة هو البند الاول في جدول الاعمال الحكومي».

 

رعد يعتذر عن تهجم نواف الموسوي

اعتذر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن الكلام الذي صدر عن النائب نواف الموسوي في جلسة الأربعاء لمناقشة البيان الوزاري والذي طال الرئيس الشهيد بشير الجميل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وقال رعد في الجلسة الثالثة لمناقشة البيان الوزاري: “في جلسة أول من أمس، حصل سجال غير مرغوب به بين بعض الزملاء وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من احد اخواننا في كتلة الوفاء للمقاومة، وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخاطب والتعبير عن الموقف، استميحكم عذرا وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب ذلك الكلام”.

وكان اعتبر الموسوي في الجلسة النيابية قبل يومين، ان الرئيس ميشال عون “وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة التي تشرف كل لبنان ولم يصل عبر الدبابة الاسرائيلية”، ما استدعى تدخلا وردّا من النائب نديم الجميل.

 

السابق
جعجع: نحن أمام تحدي إقامة دولة لا يعلو قانونها أي قانون آخر
التالي
مخابرات الجيش أوقفت في الهرمل ارهابيين اثنين ينتميان إلى داعش