هروب أمين المقاومة من أزمات الداخل بخطابه السياسي حول الخارج

السيد حسن نصرالله في مهرجان التحريري ٢٠١٧
دائماً هو دأب أمين المقاومة في الاكتفاء بالتذاكي في أكثر الملفات وأغلب الأزمات والمشكلات بالكلام النظري والهروب هو وفريقه السياسي من المعالجات العملية الفعلية الصحيحة لأزمات الداخل اللبناني..

وطريقة التذاكي والهروب هذه تكون كما هو حال رفاقه من سياسيي لبنان تكون بخطابه السياسي حول أزمات دول أخرى وإن كان هذا عنده يبدو ملحوظاً أكثر .. فهو يريد التدخل لحل مشكلات البحرين واليمن وفنزويلا والنزاع بين دول الخليج وأحداث العراق وسورية والصراع الإيراني الأمريكي والإسرائيلي العربي ويقلل الكلام والحديث حول أزمات الداخل اللبناني الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والروحية والأخلاقية سيما في الوسط الديني..

اقرأ أيضاً: حزب الله والباب الفنزويلي المغلق

وما أبشع أن يقال: “إن لبناني أحرق نفسه بسبب الضغوطات المعيشية”! ولا يستطيع أحد من السياسيين والحاكمين والأحزاب اللبنانية أن يدعي عدم مسؤوليته عما جرى ويجري فالكل مسؤول والكل شركاء فيما وصل إليه حال البلد وأهله.. ونحن قبل أن نتدخل لنحل مشكلة الصراع على السلطة في البحرين واليمن وفنزويلا وقبل أن نشتت قوانا في متابعة أزمات العراق وإيران ودول الخليج ووووو.. إلى آخر الملفات.. قبل كل ذلك الأولوية هي في إصلاح بيتنا الداخلي ولمْلَمَت شمل اللبنانيين المشردين في أصقاع الأرض.. الأولوية في إطعام الجياع وكسوة العراة وإيواء المشردين من عشيرتك الأقربين.. فأول ما أمر الله النبي صلى الله عليه وآله هو بالعناية بالأقربين فقال تعالى: “وأنذر عشيرتك الأقربين”.. الأولوية ليست في توسعة مطار بيروت لإخراج من تبقى من شبابنا من بلدهم لدول العالم.. إن عنوان الإنجاز الكبير للمرحلة القادمة في لبنان هو توسعة مطار بيروت لتشريد من بقي من الأمة اللبنانية في القارات الخمس.. لا وألف لا.. فالأولوية هي في معالجة أزمات الماء والكهرباء والدواء والاستشفاء وتزويج العزاب وتأمين السكن اللائق للشباب ليستقروا وفرص العمل لينتجوا.. الأولوية هي في الالتفات للداخل بملفاته الحيوية الوجودية بكل قوة .. إننا نطمح لتعداد إنجازات تجربة الحكم في لبنان في أربعة عقود وليس تعداد إنجازات الدولة الإيرانية في ذكرى أربعينية الثورة.. أين دور الإسلاميين من تجربة الحكم والمشاركة فيه في بلدنا؟ ثم نحن – مع احترامنا للآخر – لسنا إيرانيين ليكون كل اهتمامنا بالكلام حول ما أنجزه الإيرانيون لبلدهم والذي تحول حديث الساعة في الكثير من المواقع ووسائل التواصل اللبنانية في الأيام القليلة الماضية .. فماذا فعلتم لأهلكم وبلدكم؟ مع تقدير كل الإيجابيات والإنجازات التي ليست كافية.. فقد وصلت الحالة الجهادية في لبنان إلى مستوى إذا تأخرت الحوالة الإيرانية المالية لأيام قليلة يهِيمُ المجاهدون في العراء بحثاً عن لقمة العيش والدواء ونفقات العيال ولسد الديون والاقتراض والبحث عن موارد معيشية شتى.. فهل خطر هذا لكم ببال أيها الرجال.. ونريد تحرير الجليل .. أوليست الأزمة الأخلاقية الداخلية التي أدت لكشف أنفاق المقاومة إلى الجليل للعدو عبر عملاء الداخل أوليست هذه الأزمة الأخلاقية الداخلية أولى أن تصرف الجهود لحلها ومعالجتها وتطويقها حتى لا تتكرر وتتكرر وتتكرر..؟

السابق
علامات ومخاوف
التالي
الادعاء على المنشد علي.ب بجرم إثارة النعرات الطائفية